السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ملاعين تُخَطط وعيون الصقر ترصد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المجد لمن يملك المعلومة، عندما نختار الصمت، ذلك لا يعنى جهلنا بما يدور وإدراكنا للخبايا وخفايا الأمور، بل هو صمت الترقب والترصد واختيار اللحظة المناسبة الحاسمة القاصمة للعدو. فنحن من يحدد أرض المعركة وكيف نبدأها وننهيها، مصر لا تعادى ولا تبدأ بالعدوان ولكن من يفكر أن يمسها يكون الهلاك مصيره، وتكون الغلبة للإرادة المصرية، نحن على الحق المبين وكيد الشيطان كان ضعيفا والنصر حليف جند الحق، وذلك وعد الله وكان وعده حقا، خدعوا الشعوب حين قالوا إن الثورات هدفها هدم الظلم والاستبداد والتحرر ووصفوها بالربيع حتى يُجَمِّلوا ويُزَيّنوا ويُرَوِّجوا بضاعتهم القذرة، ولم تكن سوى مؤامرة لهدم الأوطان وسرقة مقدراتها وكنوزها وخيراتها، وللأسف وقع الغالبية فى المصيدة وابتلعوا الطُعْم، وحتى تصدقوا ـ رغم أن الحقيقة يراها الأعمى قبل المبصر، ولكن هناك من يرفض نظرية المؤامرة وهناك من يتعمد أن يشكك فيها ليحقق أغراضه الدنيئة ـ سوف أتناول الأمر من جانب الأعداء وبما جاء على ألسنتهم من أقوال واعترافات ليدرك الجميع الخطورة، وكيف يفكر أعداؤنا، اعترف الجنرال المتقاعد «هيو شيلتون» رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق بأن بلاده وضعت مؤامرة ـ هكذا وصفها بنفسه ـ لزعزعة استقرار مصر وقال: إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعمل على زعزعة استقرار الأنظمة فى كل من مصر والبحرين والسعودية ولكن وزير الدفاع ـ حينئذ ـ عبدالفتاح السيسى كشف المؤامرة وأحبطها قبل أن تتحول مصر إلى سوريا أخرى، ووضع نهاية لمشروع الشرق الأوسط الجديد. فقد أوقفت ثورة ٣٠ يونيو المؤامرة وحافظت على مصر وجيشها من الدمار، وقادت أجهزة الاستخبارات الأمريكية حملة ضد البحرين التى أرهقتها الثورات الشيعية، وقد ظنت أمريكا أن البحرين ستكون لقمة سائغة وبمثابة المفتاح الذى يؤدى إلى انهيار نظام مجلس التعاون الخليجى، بما يسمح لشركات النفط العملاقة بالسيطرة على نفط الخليج «فعلًا وشهد شاهد من أهلها بس برضه مفيش مؤامرة ولا حاجة مش كده؟ طيب أقف فى الصف يا أهبل يا ابن الأهبل»، وذكر أحد المؤرخين أن معظم ما كُتِبَ حتى الآن عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو ما كتبته هى ذاتها عن نفسها، ولم تكن تلك الكتابات إلا عملًا مخابراتيًا أو بإيحاء منه، وطبيعى أن أى عمل من هذا النوع يحمل فى جوهره هدفًا مركزيًا وأهدافًا أخرى مزدوجة، إن لم يكن أكثر، ويشير الأدميرال «سرنر» رئيس جهازالمخابرات الأمريكية الأسبق إلى ما تروجه إسرائيل حول أهمية وفاعلية أجهزتها المخابراتية قائلا «إن هناك وجهات نظرمختلفة حول الفاعلية الحقيقية للاستخبارات الإسرائيلية أنها جيدة، ولكن ليس فى جميع المجالات، إذ إن مزاياها المشاعة عنها ما هى إلا كم من المديح والتهويل لقدراتها الذاتية»، «أحلى حاجة لما تقعوا فى بعض اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين»، أرجوكم التركيز أكثر فى السطور التالية لأهميتها الشديدة: وقد أوصى رئيس المخابرات الإسرائيلية الأسبق «هاركابي» رجاله بأن يجتهدوا بكل طاقاتهم لترجمة الخطة الرئيسية وتحويلها إلى واقع عملى ميدانى مع العرب بصفة خاصة والرأى العام العالمى بصفة عامة، وهى غزو عقول العدو وأن يكون السؤال: هل نجحت إسرائيل وحلفاؤها فى التغلغل داخل أذهان العدو؟ أريد أن أوضح بعضًا مما لا يعلمه الكثير، وهو أن جهاز الموساد تم تكوينه من مجموعة صهاينة مرتزقة «عصابات الإرهاب الهاجانا، شتيرن، الأرغون وغيرها»، كانوا يعملون جواسيس لصالح دول أخرى قبل قيام الكيان الزائل الملعون ١٩٤٨ وكانت بريطانيا أثناء الحربين العالميتين تقوم بتجنيد اليهود فى شبكات للتجسس، وبعد ذلك انتقلوا إلى ما أطلق عليه جهاز الموساد وكان أهم الأقسام وأخطرها التى عملوا بها فى الجهاز قسم الحرب النفسية وأهدافه:١ـ زرع الشكوك الدائمة وتشويه صورة قيادات الوطن لدى الخصوم وتشويه الرموز خاصة من العسكريين والسياسيين، وصولًا إلى حد عدم الثقة بهم وبقياداتهم حتى يفقد المجتمع ثقته فى الدولة ومؤسساتها،٢ـ التركيز على المعنويات والاستمرار فى تهديدها لدى الخصم،٣ـ إضفاء هالة من الوطنية والإخلاص والقداسة على القادة التابعين لأجهزتنا المخابراتية، أو كل ذى صلة بها أو يخضع لتوجيهاتها، ٤ـ زعزعة الشخصية الفردية والجماعية لأعداء إسرائيل وصولًا إلى فقدانهم الثقة بأنفسهم،٥ـ التركيزعلى إيجادالخلافات وتعميقها بين القوى السياسية والنقابية، وبين طبقات المجتمع وفئاته وبين البلد المستهدف وجيرانه من الدول إن أمكن مما يساعد علي زرع الشقاق والفُرْقة فلا تتكاتف معًا أبدا فتكون خدمة مجانية لنا، ٦ـ التركيزعلى بث الشائعات التى تسمم الجو «السياسي، الاقتصادى، الاجتماعى، العسكري، النفسي» لنشر عدم الاستقرار والبلبلة والفوضى الأمنية،٧ـ خلق جيش من المؤيدين داخل دولة العدو يؤدى خدمات وقت الحاجة لصالح عدوه وضد شعبه ودولته ونفسه إذا دعت الضرورة، ويكون جاهزا للتعامل مع أعداء إسرائيل فى أى لحظة «اجتياح، اتصال، ضربات»، فيؤجج الأوضاع والمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وإصابة الدولة بالشلل،٨ـ التركيز على نقاط ضعف الأعداء ومحاولة التعتيم على نقاط القوة «تجاهلها، نفيها، قتلها فى حال ظهورها» لإيصال المجتمع المستهدف لليأس والإحباط تمهيدًا لتدميره،٩ـ خلق أرضية خصبة للشائعات وسرعة انتشارها وتحقيق هدفها المباشر وهو اشتعال غضب مجتمع العدو مما يسهل استغلال الأوضاع والقضاء عليه،١٠ـ السيطرة على العقول عبر التغلغل فيها وحقنها بمورفينات ومسكنات السيطرة والتحكم والإلهاء والتشويش، وصولًا لإبطال مفعول قوة عقول أعدائنا ومفعولها المضاد، تلك هى أهم وأخطر١٠ نقاط لمنهج أجهزة المخابرات، وإذا نظرنا للساحة أعتقد أننا سنجد التطبيق العملى موجودًا بالفعل على أرض الواقع بالحرف الواحد «زى ما بيقول الكتاب»، ولكننا ـ وأقصد بها كل من يدرك حقيقة الأمور ويراها بمنظورها الحقيقى بعيدا عن الغباوة والحمورية ـ كشفنا المخطط ونتعامل معه معاملة الفيروسات التى تهاجم الجسد، فنحشد أجسامًا مضادة قوية للقضاء عليها وتدميرها وأول تلك الأجسام المضادة هو العقل فلا تهمل استخدام عقلك وتحكمك به فهو الذى يرسم نجاحك واستقلاليتك، وتحكم غيرك به هو طريق هلاكك فلا تنقد واصنع اختلافك بيديك ولا تتبع القطيع وإن حاربت بمفردك، هم يستهدفون عقلك، فاجعله حصنك الحصين الذى لا يقبل الاختراق، وتأكد أن أفضل الطرق أصعبها وأخطرها، وقمة الدهاء والخداع أن تراقب وفى جعبتك المعلومة، وتستغل خطة عدوك بعد أن تدرسها جيدا لتكون الفخ الذى يسقط فيه وتكون هجمة مرتدة قوية تجعله يلف بيديه الحبل حول رقبته، وتكون ضربتك القاضية بأن تسقط الشيء الذى يقف عليه، فالأطول نفسًا وصبرًا هو الغالب المنتصر، وإنا لمنتصرون وستكون الغلبة لمصر، الوطن لا ينسى من غدر به وخان سرًا أو علنًا، وسيكون الانتقام يومًا ألا إن نصر الله قريب فلا تغرنكم انتصاراتكم، فهى وقتية لحظية كفقاعات الصابون، ومهما طال وقت الصراع بين الثعبان والصقر، فالغلبة لمن يملك القوة والصبر «وبعد كل ده تلاقى واحد يقولك بلاش تعلقوا كل حاجة على شماعة المؤامرة مفيش حاجة اسمها مؤامرة تصدق صح كل دى تهيؤات يا بغل منك له، صحيح فرق كبير بين الحمورية والاستحمار».