تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
صفة الضحية هى الأليق، الأنجح، الأنسب. سيقاتلون عليها وسيقفزون إلى الموت أتباعا ليقتنصوها. لا نمو ولا استمرار لجماعة الإخوان خارج هذه الصفة، لذا فإن جنحت الدولة إلى السلم فلن يجنحوا، وإن سعى الحكماء والعقلاء إلى مصالحة فلن يقبلوا .
سيسومونكم اختلاقا وكذبا وتلفيقا وسيحمّلونكم دماءهم ودماء أبنائهم ودماء غيرهم التى فرضوا عليها وصايتهم.
المضطهدون أبدا أبدا، والمصلوبون فوق جدار الحق، والمستشهدون فى سبيل الإسلام. هم خير أمة، وخير جماعة، وخير حزب، وسواهم الشياطين. لهذا سُئل السؤال الغلط والذى توقعته منذ أسابيع. " لماذا يكرهوننا؟" وضمير الـ" نا " عائد على المتأسلمين ورافعى المصاحف والمتاجرين بكلمات الله. كان السؤال عنوانا لمقال للزميل محمد جمال عرفه نشر قبل أيام فى بوابة الحرية والعدالة، وكأنه ببراءة يستغرب كراهية الليبراليين واليساريين للتيار الإسلامى، وتحالفه مع أى توجه أو عدوان عليه.
"لماذا يكرهوننا؟" وكأنهم يُبادون، ويُعلقون على أعمدة الإنارة فى الشوارع. " لماذا يكرهوننا؟ " وكأنهم ضحايا الهولوكوست ينتظرون فى طوابير المحرقة موعد النهاية. " لماذا يكرهوننا؟ " وكأنهم هم الإسلام وسواهم الكفر، هم رُسل الله، وغيرهم المشركون، كأنهم الحق وكلا من لم يسر خلفهم أو معهم باطل الأباطيل.
لو أنصف الزميل " عرفه " لجاء سؤاله استنكاريا " لماذا يحبوننا؟ ". لو أراد الحق لأجاب بنفسه: اختطفنا لافتة الإسلام وتاجرنا بكلام الله لنربح الحكم والنفوذ والشهرة. وعدنا وأخلفنا، وعاهدنا وغدرنا واتفقنا ولم نبر بأى اتفاق. قلنا ما لم نفعل، وأقسمنا على ما نكره، ورفضنا كل فكر أو رأى يخالفنا.
" لماذا يحبوننا؟ " ونحن فى تحالفات مستمرة مع السلطة ــ أى سلطة ــ ولم نخُلص أبدا للشعب، للناس، للبسطاء، والغلابة. أقصينا الآخر واغتررنا بما لدينا ونسينا أن الشعب هو القائد الحقيقي، والآمر الأول، والناهى الأكبر، والمصدر الحقيقى للسلطات .
" لماذا يحبوننا؟ " ونحن لم نفعل يوما شيئا من أجل الوطن، وبذلنا كل شىء من أجل التنظيم والجماعة. داست أحذيتنا على الديمقراطية والشورى والعدالة واعتقدنا أن السمع والطاعة فرض عين على كل مواطن شاء أم أبى.
" لماذا يحبوننا؟ " ونحن فتحنا السجون لنخرج القتلة والإرهابيين ليشكلوا لنا سياجا ضد أى معارض وطنى، وفى سبيل ذلك ساد الفزع وانتشر الخراب.
لو أنصف الرجل لكتب عن شهداء مصر الذين سقطوا ظلما لأن رجلا رأى كلمته لا تقبل المناقشة، وعن فشل الدولة اقتصاديا، وسياسيا، ودبلوماسيا، وإداريا، ودستوريا، وأمنيا.
لو أنصف لأخبرنا لماذا هم يكرهوننا؟ لماذا يرفضون كلمة "وطن "؟ ولمَّ يُفرطون فى الحدود؟ ولم َّيطلقون أكاذيبهم وأباطيلهم على خصومهم فى الرأى ليل نهار؟ كيف رأوا رئيسهم رسولا يهبط عليه الملائكة؟ وكيف رضوا العصمة لمرشدهم؟ كيف استباحت ألسنتهم وأقلامهم أعراض ودماء قضاة مصر وضباط شرطتها وقواتها المسلحة؟ كيف حرضوا على القتل والحرب والفتنة؟
إن لعبة الضحية انتهت عندما صار محمد مرسى رئيسا للجمهورية، ولن يلدغ الشعب المصرى من جحر مرتين. والله أعلم.
mostafawfd@hotmail.com