الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الصندوق الأسود

هانى شنودة
هانى شنودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأنّ كل مذيعي القنوات الفضائية نالوا إعجاب كل الناس، ولا نستطيع أن نفرّق بينهم؛ لكفاءتهم ومهنيّتهم العالية؛ أصبحنا نجري بين المحطّات بحثًا عن الضيوف المتميّزين، ولمّا كنت أحب الدكتور "عبد الرحيم علي"، لأنّ معلوماته جديدة، ولأنه صاحب موقف، ومخزن للأسرار، كانت عائلتي: أختي وأخي وأولادي، يتصلون بي، ويقولون "حبيبك في القناة الفلانية"، فأحوّل إلى هذه القناة بسرعة، لاستمتع بساعة أو بضع ساعة من تفصيل ما يحدث، وأعني التفصيل، الفصل بين الحقّ والباطل، الذي لا يستطيعه إلا من يملك التفكير السليم والمعلومات الدقيقة، وفوجئت في أحد الأيام بأختي تقول" حبيبك يقدّم برنامجا الآن اسمه الصندوق الأسود على قناة القاهرة والناس"، ولما كانت هذه القناة تجمع كثيرًا من الإعلاميين الذين أحبّهم واعتبرهم من أصدقائي، مثل: الرائع أسامة كمال، الجميلة سحر عبد الرحمن، أو القامات الكبيرة مثل إبراهيم عيسى أو إسلام بحيري، فقد فرحت جدًا، لأنني لن أقلب بين القنوات - وهذه القناة تجمع هذا اللفيف الذي أحبه - ولما كان الدكتور عبد الرحيم علي يملك من الوثائق ما أعلن عنه، قائلاً إنه يحتفظ بالوثائق الأصلية في مكان آمن خارج جمهورية مصر العربية، فأنا أطالبه باسم الشعب المصري بأن يقدّم نسخًا منها إلى النيابة العامة، وفي الوقت المناسب، يقدم الوثائق الأصلية للمحكمة، وأن يطلعنا فورًا على نسخ من هذه الوثائق، خاصة وأنه كتب ماذا سيفعل الإخوان إذا حكموا، في كتبه التي أهداني إيّاها، ومنها: الإخوان المسلمون.. قراءة في الملفّات السرية، الطريق إلى الاتحادية، والملفات السرية للإخوان، وهذه كتب قد تحقّقت نبوءاتها بالفعل، فكل ما كتبه هذا العبقري حقّقه "الإخوان" بالفعل، خاصة ما كتبه في كتابه الأول، ولأنني قرأت كتاب "الإخوان المسلمون.. قراءة في الملفّات السرية"، فأرجو أن يتضمّن حديثه هذه الملفات السرية، لأنني لا أظنّ أن كل الشعب قد اطّلع عليها، بل أقترح عليه فكرة وضع فقرة في صندوقه الأسود، تحت اسم "لكي لا ننسى"، يضع فيها كل ما فعله الإخوان في فترة حكمهم، ويردّ بها على من يبغي المصالحة، التي أظن أن الشعب المصري حقّقها فعلاً، فالمصالحة التي أظن أن الشعب المصري حقّقها فعلاً - في معناها الحقيقي - أنه لا تسامح مع من قتل أو حرّض أو استعمل السلاح في وجه مواطن مصري، وإذا كانت الأحزاب لن تقوم على أساس ديني، فمن لم يثبت عليه أيّ من هذه الجرائم، فليدخل هذه الأحزاب ليمارس السياسة، وهذا هو أقصى ما نستطيع من المصالحة والمسامحة، فمن يتبرّأ من أعمال الجماعة الإرهابية، يدخل معترك السياسة كعضو في أحد الأحزاب، وأظن أن هذا فيه الكفاية وأكثر، ويجب أن يعلن هذا على الغرب، الذي لن يكفّ عن تصديعنا بحقوق الإنسان السياسية، ولكن ما إن يهجم الإخوان المسلمون على وزارة الخارجية الألمانية، حتى يقابلوا بالعصيّ الكهربائية، وتكتيف الأيدي، والزجّ بهم في المحاكمات.
ألف مبروك للقناة، للشعب المصري، وللدكتور عبد الرحيم علي، واعلم يا دكتور، أنك أحد الأعمدة التي يقوم عليه الاستقرار في مصر، والاستقرار السياسي سيتبعه استقرار اقتصادي وسياحي وفي كل مناحي الحياة، فلا تبخل علينا بما تعرفه، ولأنك سمح الوجه، وتتكلّم ببساطة شديدة تقرّبك من القلوب، فاستغل ما حباك الله به من مواهب، للزود عن بلدنا الحبيب، ونحن نعرف كم تحمّلت من أجلنا، بطشًا بكل ما في مكتبك، وتحطيمًا للأجهزة والأوراق به، وأظنّ أن هذا لن يزيدك إلا إصرارًا على فداء وطنك، خاصة وأنك أورثت بناتك هذه الوطنية الجارفة، والتي أظنّ أنهنّ سيدافعن عنها، فجزاك الله عنّا - وعن مصر الحبيبة - كلّ خير.




نقلاً عن صحيفة "القاهرة"