تقع منطقة المزدلفة فى مكة المكرمة بالقرب من جبل عرفات ومنى، وهذه ثلاثة أماكن لا بد من الحجيج أن يبيتون بها، وتعد المزدلفة مشعرًا مقدسًا وذكرها الله تعالى فى كتابه باسم المشعر الحرام، قال تعالى كما ورد فى سورة البقرة «فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام».
وسميت بهذا الاسم لأنّها مشتقة من كلمة الازدلاف وتعنى القرب، والقرب هنا لأنّ المزدلفة يقتربون بها عند الإفاضة إلى مشعر منى، ويقال الازدلاف من ازدلف أى دنا واقترب، لذلك فهى مكان تقريبًا ما بين عرفات ومنى، والمزدلفة أيضًا من التجميع والتقريب، وهو أيضًا المكان الذى تقرب به صلاة المغرب إلى العشاء ويتم جمعهما أى جمعت فيها الصلاة والحجيج، لذلك المزدلفة اكتسبت هذا الاسم من المشعر أو الموضع الذى يقوم به الحاج وهو الجمع بين الصلاتين والاجتماع بالقلوب للقرب من الله تعالى أى يقتربون بقلوبهم وجوارحهم من الله تعالى.
وتعتبر المزدلفة أول مكان اجتمع فيه آدم مع حواء واقترب منها، وتعد المزدلفة مقصد الحجيج بعد نفرتهم من جبل عرفات فى يوم التاسع من ذى الحجة وهنا نفر الحجاج إلى المزدلفة حتى يقيموا فيها ويجمعون بين صلاتى المغرب والعشاء جمع تقصير ويقومون بجمع الحصى فيها وعند فجر العاشر من ذى الحجة ينفر الحجاج إلى منى فى صباح هذا اليوم من عيد الأضحى المبارك يقومون برمى الحجرات، ونرى أن الحجيج ذهبوا للمزدلفة فى العتمة أى زلفوا إليها واقتربوا منها مع زلف الليل أى مع أول الليل، وتقدر مساحة المزدلفة بـ١٢ كيلو مترًا مربعًا.
