أرصد ميديا ليكود فى الولايات المتحدة ثم أندم، فالمادة من عصابة إسرائيل تكاد تفوق حجماً أى موضوع آخر أتابعه هذه الأيام، فلا أستطيع سوى الإيجاز لأعرض على القارئ العربى أكبر كمية ممكنة من أخبار العدو.
أقرأ أن مئات الألوف قُتِلوا فى سوريا، لكن العالم لا يزال يركز على إسرائيل، لا دفاع عندى إطلاقاً عن النظام السورى أو الجماعات الإرهابية من نوع «داعش»، لكن المنطق يقول إن جريمة لا تبرر أخرى، وإذا كان ما يحدث فى سوريا جريمة، أو جرائم، فإن إرهاب إسرائيل ضد الفلسطينيين سبق الوضع السورى بنصف قرن أو أكثر ولا يزال مستمراً.
وأقرأ اتهام الفلسطينيين بأنهم كانوا وراء انطلاق حملة «مقاطعة، سحب استثمارات، عقوبات» ضد إسرائيل، الحملة بدأت فى جامعات الولايات المتحدة وتلف العالم، ولو كان الفلسطينيون أطلقوها لكانوا حرروا بلادهم، لأن تحريرها أهون من السيطرة على جامعات أمريكا والميديا العالمية.
أيضاً، أقرأ لهم: أوباما يحل مشكلة نقص الإرهابيين فى أمريكا، أسأل كيف؟ فى مقال لأنصار الإرهاب الإسرائيلى أن إدارة أوباما قبلت دخول عشرة آلاف لاجئ سورى الولايات المتحدة، هؤلاء ليسوا إرهابيين بل مساكين، الإرهاب الأول فى الشرق الأوسط هو إرهاب إسرائيل الذى أطلق كل إرهاب آخر.
فى مقال آخر عن اضطهاد المسيحيين فى العالم الإسلامى، يزعم الكاتب أن الإرهابيين المسلمين يتدربون على القتل باستهداف المسيحيين، هناك إرهابيون بالتأكيد، ولكن هناك أيضاً القرآن الكريم، وما يقول عن مريم وعيسى والنصارى غير موجود فى العهد الجديد من التوراة نفسها، القرآن يقول إن النصارى أقرب الناس إلى المسلمين، وأن الله اصطفى مريم على نساء العالمين وأنها وابنها آية للعالمين، المسلم الصالح يتّبع ما فى كتاب الله.
فى هجوم آخر على أوباما يقول عنوان خبر إن الرئيس الأمريكى سيتحدث مع «ديكتاتور إرهابى وقاتل جماعي»، هذه صفة بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته المجرمة، إلا أن المقال يجعل ما سبق صفة الرئيس رجب طيب أردوغان. لست معجباً بأردوغان إلا أنه «الأم تيريزا» مقارنة بإرهابيى حكومة إسرائيل، والمقارنة تجعله بمرتبة قدّيس مثلها.
الرئيس محمود عباس لم يسلم من سهامهم، فهم يتوقعون نهايته ونهاية السلطة الوطنية لأن أجهزة الأمن الفلسطينية لم تعد تستطيع السيطرة على الناس. السلطة باقية، والفلسطينيون فى ثورة على إسرائيل، والسبب هو قتلها شباباً وشابات يوماً بعد يوم. هم من الحقارة أنهم لا يزالون يهاجمون هوما عابدين، مساعدة هيلارى كلينتون يوماً، والسبب أنها مسلمة فكل الأسباب الأخرى كاذبة. وقد انفصلت عابدين عن زوجها أخيراً بسبب فضائحه الجنسية.
ميديا إسرائيل زعمت أيضاً أن الانتحاريين من الصغار الذين يرسلهم «داعش» إلى الموت سبقهم إرهابيون أطفال من الفلسطينيين فى الانتفاضة الثانية. هذا كذب لا يقدر على مثله إلا ليكودى أمريكى منحط يدافع عن دولة الجريمة فى فلسطين المحتلة. الإرهاب إسرائيلى قبل أن يخلق تنظيم «القاعدة» أو «داعش». هم يتحدثون عن كره اليهود، وأنا أرى أن كره اليهود جميعاً لا ساميّة، فالكره يجب أن يكون موجهاً ضد حكومة إسرائيل وجيش الاحتلال والمستوطنين لأن غالبية اليهود حول العالم وسطية تريد السلام. يهاجمون جماعة «الطلاب من أجل العدالة فى فلسطين»، وهى نشأت كرد فعل على جرائم إسرائيل قبل أى سبب آخر.
وأمامى أضعاف ما سبق من الحملات على المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلارى كلينتون، ومثلها دفاعاً عن المرشح الجمهورى دونالد ترامب. هم يزعمون أن كلينتون تخدم المصالح الإسلامية بالسياسة الخارجية لأمريكا، ويحملون على الميديا الأمريكية نفسها زاعمين أنها ضد ترامب، ولهم حملات كثيرة على «نيويورك تايمز». هى أفضل منهم جميعاً.
نقلاً عن «الحياة» اللندنية