هل كنا - كإعلام -على مستوى متابعة حدث بأهمية وقوة مشاركة مصر بقمة العشرين لأول مرة فى تاريخها؟.. قطعًا لا!
لست من هواة جلد الذات أو البكاء على اللبن المسكوب، ولكن حالة الانهيار وضياع بوصلة المصلحة الوطنية التى يعانى منها الإعلام المصرى أصبحت لا تطاق، بل وتعمل لتدمير نفسها.
لدينا كم هائل من القنوات والصحف القومية والخاصة والحزبية، إلا أنها فشلت فى إشراك وربط المواطن العادى بالحدث العالمى، بل واعتمدت على تغطيات الصحف والقنوات العربية والدولية الأخرى ومواقع التواصل الاجتماعى، مما مكّن الأجندات الساعية لإضعاف المشاركة المصرية من النفاذ والتأثير، وتحول الإعلام المصرى من حامل لرسالة قوة مصر إلى مدافع هزيل وضعيف أمام الحملات المعادية، ليخسر معركة بلاده مرة أخرى.
لم يلتفت إعلامنا إلا فيما ندر إلى الاستقبال الحافل للرئيس المصرى، الذى وإن دل على شىء، فإنما يدل على قوة علاقات مصر الإقليمية والدولية والأدوار المنتظرة منها فى النظام العالمى الجديد الذى تشكل فى هذه القمة، وهو ما ضمن لها مقعدًا ضمن العشرين الذين يديرون شئون العالم.
يحاول الإخوان وحلفاؤهم فى قطر محاصرة المصريين بالمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية التى تبث سمومًا من الخارج ضد مصر ورئيسها، وأن الرئيس السيسى موجود فى بؤرة نيران ملتهبة تشوه صورته كل ثانية، وهو ما يعنى ضخامة المرصود لتلك المهمة القذرة من أموال لا تعرف التوقف أو التقاط الأنفاس، حرقت فيها كل تكنيكات الحرب النفسية الساعية لتثوير الشارع المصرى على قيادته، إلا أن كل تلك الملايين ذهبت أدراج الرياح، وقطعًا لا يوجد لدى القطريين لا معارضة ولا برلمان يُحاسب أميره على كل تلك النفقات، فالإمارة مجرد إقطاعية تخضع لأهواء الحاكم، والشعب مغلوب على أمره لا يملك بيده شيئًا.
السبب الواضح للهذيان الإخوانى القطرى، هو غياب أمير قطر عن تلك القمة، فهى قمة الكبار لا الأقزام، فالإمارة الصغيرة لا تملك شيئًا يمكنها أن تقدمه للنظام العالمى الجديد رغم امبراطوريتها الإعلامية ورعايتها لتيار "الإسلام السياسى" بقيادة جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولى، وهذا ليس مجرد رأى، أو محاولة للمكايدة، هو واقع شهده العالم الذى رفض الخضوع لابتزاز الإرهاب والتطرف تحت أى ظرف أو ضغط.
لقد شاركت مصر ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهى تحمل عدة رسائل من أفريقيا والعالم العربى كان أولها عن الإرهاب، حيث حذرت مصر من خطورة تمدد تلك الظاهرة التى باتت تهدد كل شعوب العالم، وأن مصر نجحت في مواجهته مستندة إلى دعم شعبي، كما أن مصر وضعت قضية الإرهاب على جدول اهتمامات الأمم المتحدة خلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي.
بل ووجهت مصر صفعة قوية للدول التى تدعم الإرهاب ماليًا وعسكريًا مثل قطر وتركيا، وطالبت المجتمع الدولى بالتعامل الحازم مع مَن يستخدم سلاح الإرهاب لتحقيق مصالح ضيقة على حساب المبادئ الدولية والقيم الإنسانية، ودعت لإنشاء آلية بالمجموعة تختص بهذه القضية، مؤكدة أن مصر ستكون أول مَن تمد يدها لمعاونتهم والتنسيق معهم لما لديها من خبرات ميدانية ومعلوماتية وتنسيقية ممتدة في هذا المجال.
الرسالة الثانية كانت حول مسألة اللاجئين، حيث دعت مصر للبحث عن حلول سياسية للصراعات والاضطرابات الأمنية التي تشـهدها الـدول المُصـدرة للاجئين والمهاجريـن غـير الشرعيين، ومساهمة الدول الكبرى فى معالجة المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها دولهم وتوفير فرص عمل جديدة لاستيعاب القدرات والطاقات البشرية، لافتًا إلى تحمل مصر لاستضافة نحو 5 ملايين لاجئ ومهاجر، تتحمل مسئولياتها الأخلاقية والدولية بشكل كامل رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
أما الرسالة الثالثة، فكانت عن أزمة المناخ وتأثر أفريقيا به، رغم أنها أقل قارة إسهامًا في الانبعاثات الضارة، وأنها قد تحملت مسئولياتها بإيجابية، وأشار الرئيس السيسى إلى نجاح مصر فى صياغة موقف أفريقي موحد، كما أثنى على دور الدول الأفريقية في التوصل لاتفاق باريس، بعد تحقيق توافق حول اضطلاع الدول المتقدمة بمسئولياتها التاريخية في توفير التمويل والدعم الفني والتكنولوجي اللازم لتعزيز قدرات دول القارة على التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تداعياتها وتحقيق التنمية المستدامة.
وكانت الرسالة الرابعة هى ترحيب الرئيس بالمبادرة الألمانية الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات لما لها من أبعاد صحية وإنسانية، معربًا عن تطلع مصر للتعاون مع ألمانيا وباقي دول المجموعة في هذا المجال.
إذا نظرنا إلى الرسائل الأربع التى لم يلتفت إليها إعلامنا- حماه الله - نجد أن مصر تتحدث بلغة الكبار عن مصالح كل الشعوب النامية سواء فى العربية أو الأفريقية التى تعانى من ويلات الإرهاب والتطرف والأزمات الاقتصادية، فلو وضعت الدول الكبرى فى اعتبارها مساعدة الدول النامية ستساهم فى تخفيف عبء اللجوء عن كاهلها وما يتضمنه من ضغوط اقتصادية وسياسية، وتجنب الإنسانية مشاهد قتل دامية ومشينة تتم أمام أعين العالم يوميًا على شواطئ البحر المتوسط.
مشاركة مصر فى قمة العشرين تشير إلى دورها الجديد فى النظام العالمى الذى يتشكل برعاية روسية صينية، كما أن العلاقات المميزة التى تجمع مصر بالبلدين تؤكد حاجتهم "لمصر الكبيرة" بحضارتها وتجربتها الفريدة فى التحول من حالة الثورة إلى حالة الاستقرار، وإصرارها على تفعيل آليات التنمية المستدامة مع إجراءات الإصلاح الاقتصادى الجريئة رغم محاولات التخويف والتعطيل، مما يدل على وجود إسهامات كبيرة للصين وروسيا فى مساعدة مصر للنهوض كقوة سياسية واقتصادية يمكن الاعتماد عليها فى الشرق الأوسط.
أهمية قمة العشرين هذه المرة تكمن فيما شهدته أروقتها من ملامح تشكيل نظام عالمى جديد تتمدد فيه الصين وروسيا على حساب الولايات المتحدة التى تعمدت الصين الدول المضيفة إلى إهانة رئيسها باراك أوباما بشكل غير مسبوق لرئيس أمريكى، ولعل أوباما يستحق تلك الإهانات وأكثر لمجمل أعماله السيئة والقذرة فى حق شعوب الشرق الأوسط التى فقدت استقرارها بسبب "ربيع الإرهابيين" الذى رعاه وانتهى بأنهار من الدماء العربية وأزمات اقتصادية تأكل الأخضر واليابس، وإرهاب أسود يستند على عقيدة دينية فاسدة يتجول فى شوارع العالم ليسفك الدماء التى حرّم الله قتلها.. فيما تواجه الحكومات العربية تحديات غير مسبوقة تفرض عليها حلول صعبة ومرة لتضمن أبسط حقوق الإنسان وهى الوجود والبقاء، كل ذلك يتم وخريطة الحدود العربية السياسية العالم مفتوحة ولا أحد يعلم ما هى الدول التى ستظل موحدة وما سيتم تقسيمها.. لا أحد يعلم متى وكيف وبأى ثمن ينتهى كل هذا العبث.
لست من هواة جلد الذات أو البكاء على اللبن المسكوب، ولكن حالة الانهيار وضياع بوصلة المصلحة الوطنية التى يعانى منها الإعلام المصرى أصبحت لا تطاق، بل وتعمل لتدمير نفسها.
لدينا كم هائل من القنوات والصحف القومية والخاصة والحزبية، إلا أنها فشلت فى إشراك وربط المواطن العادى بالحدث العالمى، بل واعتمدت على تغطيات الصحف والقنوات العربية والدولية الأخرى ومواقع التواصل الاجتماعى، مما مكّن الأجندات الساعية لإضعاف المشاركة المصرية من النفاذ والتأثير، وتحول الإعلام المصرى من حامل لرسالة قوة مصر إلى مدافع هزيل وضعيف أمام الحملات المعادية، ليخسر معركة بلاده مرة أخرى.
لم يلتفت إعلامنا إلا فيما ندر إلى الاستقبال الحافل للرئيس المصرى، الذى وإن دل على شىء، فإنما يدل على قوة علاقات مصر الإقليمية والدولية والأدوار المنتظرة منها فى النظام العالمى الجديد الذى تشكل فى هذه القمة، وهو ما ضمن لها مقعدًا ضمن العشرين الذين يديرون شئون العالم.
يحاول الإخوان وحلفاؤهم فى قطر محاصرة المصريين بالمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية التى تبث سمومًا من الخارج ضد مصر ورئيسها، وأن الرئيس السيسى موجود فى بؤرة نيران ملتهبة تشوه صورته كل ثانية، وهو ما يعنى ضخامة المرصود لتلك المهمة القذرة من أموال لا تعرف التوقف أو التقاط الأنفاس، حرقت فيها كل تكنيكات الحرب النفسية الساعية لتثوير الشارع المصرى على قيادته، إلا أن كل تلك الملايين ذهبت أدراج الرياح، وقطعًا لا يوجد لدى القطريين لا معارضة ولا برلمان يُحاسب أميره على كل تلك النفقات، فالإمارة مجرد إقطاعية تخضع لأهواء الحاكم، والشعب مغلوب على أمره لا يملك بيده شيئًا.
السبب الواضح للهذيان الإخوانى القطرى، هو غياب أمير قطر عن تلك القمة، فهى قمة الكبار لا الأقزام، فالإمارة الصغيرة لا تملك شيئًا يمكنها أن تقدمه للنظام العالمى الجديد رغم امبراطوريتها الإعلامية ورعايتها لتيار "الإسلام السياسى" بقيادة جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولى، وهذا ليس مجرد رأى، أو محاولة للمكايدة، هو واقع شهده العالم الذى رفض الخضوع لابتزاز الإرهاب والتطرف تحت أى ظرف أو ضغط.
لقد شاركت مصر ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهى تحمل عدة رسائل من أفريقيا والعالم العربى كان أولها عن الإرهاب، حيث حذرت مصر من خطورة تمدد تلك الظاهرة التى باتت تهدد كل شعوب العالم، وأن مصر نجحت في مواجهته مستندة إلى دعم شعبي، كما أن مصر وضعت قضية الإرهاب على جدول اهتمامات الأمم المتحدة خلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي.
بل ووجهت مصر صفعة قوية للدول التى تدعم الإرهاب ماليًا وعسكريًا مثل قطر وتركيا، وطالبت المجتمع الدولى بالتعامل الحازم مع مَن يستخدم سلاح الإرهاب لتحقيق مصالح ضيقة على حساب المبادئ الدولية والقيم الإنسانية، ودعت لإنشاء آلية بالمجموعة تختص بهذه القضية، مؤكدة أن مصر ستكون أول مَن تمد يدها لمعاونتهم والتنسيق معهم لما لديها من خبرات ميدانية ومعلوماتية وتنسيقية ممتدة في هذا المجال.
الرسالة الثانية كانت حول مسألة اللاجئين، حيث دعت مصر للبحث عن حلول سياسية للصراعات والاضطرابات الأمنية التي تشـهدها الـدول المُصـدرة للاجئين والمهاجريـن غـير الشرعيين، ومساهمة الدول الكبرى فى معالجة المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها دولهم وتوفير فرص عمل جديدة لاستيعاب القدرات والطاقات البشرية، لافتًا إلى تحمل مصر لاستضافة نحو 5 ملايين لاجئ ومهاجر، تتحمل مسئولياتها الأخلاقية والدولية بشكل كامل رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
أما الرسالة الثالثة، فكانت عن أزمة المناخ وتأثر أفريقيا به، رغم أنها أقل قارة إسهامًا في الانبعاثات الضارة، وأنها قد تحملت مسئولياتها بإيجابية، وأشار الرئيس السيسى إلى نجاح مصر فى صياغة موقف أفريقي موحد، كما أثنى على دور الدول الأفريقية في التوصل لاتفاق باريس، بعد تحقيق توافق حول اضطلاع الدول المتقدمة بمسئولياتها التاريخية في توفير التمويل والدعم الفني والتكنولوجي اللازم لتعزيز قدرات دول القارة على التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تداعياتها وتحقيق التنمية المستدامة.
وكانت الرسالة الرابعة هى ترحيب الرئيس بالمبادرة الألمانية الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات لما لها من أبعاد صحية وإنسانية، معربًا عن تطلع مصر للتعاون مع ألمانيا وباقي دول المجموعة في هذا المجال.
إذا نظرنا إلى الرسائل الأربع التى لم يلتفت إليها إعلامنا- حماه الله - نجد أن مصر تتحدث بلغة الكبار عن مصالح كل الشعوب النامية سواء فى العربية أو الأفريقية التى تعانى من ويلات الإرهاب والتطرف والأزمات الاقتصادية، فلو وضعت الدول الكبرى فى اعتبارها مساعدة الدول النامية ستساهم فى تخفيف عبء اللجوء عن كاهلها وما يتضمنه من ضغوط اقتصادية وسياسية، وتجنب الإنسانية مشاهد قتل دامية ومشينة تتم أمام أعين العالم يوميًا على شواطئ البحر المتوسط.
مشاركة مصر فى قمة العشرين تشير إلى دورها الجديد فى النظام العالمى الذى يتشكل برعاية روسية صينية، كما أن العلاقات المميزة التى تجمع مصر بالبلدين تؤكد حاجتهم "لمصر الكبيرة" بحضارتها وتجربتها الفريدة فى التحول من حالة الثورة إلى حالة الاستقرار، وإصرارها على تفعيل آليات التنمية المستدامة مع إجراءات الإصلاح الاقتصادى الجريئة رغم محاولات التخويف والتعطيل، مما يدل على وجود إسهامات كبيرة للصين وروسيا فى مساعدة مصر للنهوض كقوة سياسية واقتصادية يمكن الاعتماد عليها فى الشرق الأوسط.
أهمية قمة العشرين هذه المرة تكمن فيما شهدته أروقتها من ملامح تشكيل نظام عالمى جديد تتمدد فيه الصين وروسيا على حساب الولايات المتحدة التى تعمدت الصين الدول المضيفة إلى إهانة رئيسها باراك أوباما بشكل غير مسبوق لرئيس أمريكى، ولعل أوباما يستحق تلك الإهانات وأكثر لمجمل أعماله السيئة والقذرة فى حق شعوب الشرق الأوسط التى فقدت استقرارها بسبب "ربيع الإرهابيين" الذى رعاه وانتهى بأنهار من الدماء العربية وأزمات اقتصادية تأكل الأخضر واليابس، وإرهاب أسود يستند على عقيدة دينية فاسدة يتجول فى شوارع العالم ليسفك الدماء التى حرّم الله قتلها.. فيما تواجه الحكومات العربية تحديات غير مسبوقة تفرض عليها حلول صعبة ومرة لتضمن أبسط حقوق الإنسان وهى الوجود والبقاء، كل ذلك يتم وخريطة الحدود العربية السياسية العالم مفتوحة ولا أحد يعلم ما هى الدول التى ستظل موحدة وما سيتم تقسيمها.. لا أحد يعلم متى وكيف وبأى ثمن ينتهى كل هذا العبث.