الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"قمة بكين العالمية.. تعترف بالدور المصري"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما نتابع لقاءات الرئيس السيسى مع قادة العالم فى بكين وردود الفعل سنلاحظ أن هناك نقاطا مشتركة تمثل إجماعا بين رأى هؤلاء الرؤساء والدور المصرى عالميًا، وعلى رأسها دور مصر فى محاربة الإرهاب إقليميًا ودوليًا.
وكان ذلك واضحًا فى تعليق الرئيس الصينى شى جين بينج على خطاب الرئيس السيسى، قائلًا: «إننا نتابع الدور المهم الذى تقوم به مصر فى الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بظاهرة الإرهاب، وأن مصر تخوض حربًا للقضاء عليه».
وفى حضور مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل والرئيس التركى أردوغان، قال رئيس الصين: «نحن فى الصين معكم ونثق فى قيادتكم لمصر نحو النجاح على طريق التقدم».
وعلق الكاتب الكبير ياسر رزق على كلمة الرئيس الصينى، قائلًا إنها أثارت إعجاب الكثير فى المؤتمر، والغيرة لدى البعض منهم، وكم كان مؤثرًا لا سيما على الوفد المصرى أن يستمعوا إلى فريق الأوركسترا الصينى وهو يعزف أنشودة «مصر.. مصر أمنا»، وكان مؤثرا أيضًا أن نلاحظ عيون الرئيس السيسى والوفد المرافق تدمع والفريق يردد أبيات النشيد: «نيلها الحياة، شعبها الأبى، وجيشها فداء».
وبعد الرئيس الصينى جاء دور الرئيس بوتين بلقائه مع الرئيس السيسى قرب نهاية المؤتمر، والجميع يعلم أن «كيمياء» العلاقة بين الرئيسين تفاعلت منذ اللقاء الأول وتزايدت مع الوقت.
ويبدو أن الرئيس بوتين قد شعر بتساؤلات المصريين حول تأخر استئناف الرحلات الجوية، فأعلن قبل نهاية اللقاء عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى مصر خلال أيام لإنهاء الإجراءات الأمنية والفنية الخاصة بإعادة حركة السياحة الروسية إلى مصر فى أقرب وقت.
ودام الحديث بين الرئيس الروسى والمصرى أكثر من الوقت المقرر له، حيث دام نحو ٦٠ دقيقة.
أما لقاء الرئيس السيسى مع مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل فكان محور اهتمامهما الأول هو ملف الهجرة غير الشرعية، أما عن التعاون المصرى الألمانى فقد أكدت مستشارة ألمانيا فى حوارها مع الرئيس المصرى أن ألمانيا تدعم اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولى، وأنها أيضًا تشجع جهود الإصلاح والتنمية الاجتماعية فى مصر.
وأضافت أنجيلا ميركل أنها تعتز بالتطور والنمو الذى تشهده العلاقات الألمانية المصرية.
وجاء دور الصديق فرانسوا أولاند الذى عرفه الرئيس المصرى منذ لقائهما أثناء العزاء فى وفاة الملك عبدالله، وتتابعت اللقاءات بعد ذلك ودعمتها الاتفاقيات العسكرية المهمة بين البلدين، وكان الرئيس الفرنسى أثناء زيارته الأخيرة لمصر سعيدا وفخورا بمستوى التعاون العسكرى فى مجال الطيران والبحرية أثناء الاستعراض الذى قدم على شرفه فى حضور القيادات العسكرية المصرية العليا.
وعلى نفس المستوى انضم الرئيس الفرنسى إلى رأى مستشارة ألمانيا فى تأييد ودعم اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولى.
وعلى مستوى آخر وبحكم دور المسئوليات الدولية للرئيس الفرنسى والرئيس المصرى، عبر الرئيسان عن اهتمامهما بالقضية الفلسطينية والمبادرات المطروحة لإحياء عملية السلام. وأيضًا المساهمة فى إنهاء أزمات المنطقة، وبالذات فى سوريا وليبيا، وكان من المهم أيضًا أن يتم لقاء بين الرئيس السيسى وولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وكان اللقاء بمثابة استمرار لما هو قائم من تعاون وطيد وتشاور مستمر بين البلدين والشراكة القائمة بينهما.
وعلى كل الأحوال وأيا كان تقلب الأوضاع فى المنطقة العربية، ستظل العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين السعودية ومصر لها الأولوية لكلا الطرفين وعلى المستوى الثنائى والإقليمى.
وكان لافتا للنظر أن الرئيس السيسى فى الجلسة الثانية أعطى اهتمامًا كبيرا لقضية الفساد، مطالبًا مجموعة العشرين بأن تضع خطة عمل تهدف إلى استعادة الأموال والأصول المنهوبة التى تعانى منها مصر بصفة خاصة.
وكذلك متابعة حركات رؤوس الأموال، لا سيما فيما يتعلق بخروجها من الدول النامية، كما طالب الرئيس بإعطاء أهمية لتشجيع قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وتوفير تمويل ميسر لها.
وكان خطاب الرئيس فرصة لأن يوضح أنه بالنسبة لمجال الطاقة، فقد أصبح ٩٩٪ من الشعب المصرى يتمتع بخدمة التيار الكهربائى.
وأوضح أيضًا أن ازدواج قناة السويس بعد شق القناة فى زمن قياسى سيؤدى إلى تقليص زمن عبور ناقلات النفط.
وفى ختام المقال نقول: إن كل مداخلات الرئيس فى مؤتمر بكين كانت تؤكد الدور الإقليمى والعالمى لمصر، لا سيما بعد دخولها عضوا فى مجلس الأمن، على مدار هذا العام والعام المقبل.
وكذلك بفضل رئاستها للجنة الدولية لمكافحة الإرهاب، أما زيارة الرئيس للهند فقد أكدت أن العلاقات التاريخية بينها وبين مصر والتعاون بينهما قد يفوقان عهد الزعيمين ناصر ونهرو.