الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

في منتدى حوار الثقافات.. النمنم: لا يوجد مجتمع مائل للعنف أو السلام بطبعه

النمنم
النمنم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب الصحفي حلمى النمنم وير الثقافة: إنه لا يوجد مجتمع مائل للعنف أو السلام بطبعه، فالعنف غريزة من الغرائز المجتمعية، وقد شهد المجتمع المصري في تاريخه موجات من العنف، وقد أكد ذلك عبداللطيف البغدادى، عندما أشار إلى أنه في فترات عدم الفيضان، عاشت مصر موجهات عنف شديدة.
وأضاف خلال منتدى حوار الثقافات " السلام المجتمعي حول دور المجتمع المدنى في مواجهة العنف"، والذي أقيم في مددينة الإسكندرية، صباح اليوم، "نحن في لحظة يوجد بها عنف، بأشكاله المختلفة، فإحصائيات المركز القومى للبحوث تؤكد ارتفاع العنف الاسري والاجتماعي في العقود الأخيرة، فضلا عن العنف الدينى، فمنذ منتصف السبعينات، انتشرت الموجات إرهابية، والتي نتجت عن فهم خاطئ للدين".
وتابع: عنف مجموعات "المتاسلمين"، ظهر نتيجة تراكمات اجتماعية وسياسية، وتراكمات في الفهم للوصول للنصوص الدينية، وفى الشهور الأخيرة هناك بعض مظاهر الاحتدام الطائفي، في المنيا وبعض المحافظات، رغم أن واحدة من ايجابيات ثورة 25 يناير، انها قضت على موجات الفتنة الطائفية عندما رأينا في ميدان التحرير لحظات انصهار ما بين كل ابناء المصريين، ورأينا المسيحين المصريين خرجوا من نطاق الكنيسة إلى حضن الدولة المصرية.
واستكمل: مصر في الأربعينات عاشت نفس المواجهة واخر سنوات الملك فارق رغم أنه كان النظام ضعيف، لكنه نجح في مواجهة الظاهرة، وهو الأمر نفسه في عام 54، حيث كان النظام السياسي هش جدا، إلا إن الدولة تمكنت من مواجهة التنظيمات الإرهابية، وحاليا كل يوم وزارة الداخلية والقوات المسلحة تواجه التنظيمات الشرسة.
وأضاف الوزير: حتى نتغلب على العنف، لابد أن نتخذ خطوات هامة، لأن لدينا مشكلة ثقافية وتعليمية كبري،، فهناك ضرورة إلى تطوير التعليم الأزهري، والذي ينافس بقوة التعليم المدنى، ولابد من اعادة النظر في كل ما يتم تدريسه للأطفال، ولابد من عودة إرسال البعثات العلمية في العلوم الإنسانية، بالجامعات المصرية، لأنه من توقف الجامعات المصرية إرسال بعثات للخارج واصبحنا في عزلة تاريخية عن العلوم الإنسانة العالمية، ونعيش على تراث الأجيال السابقة من الباحثين.
وقال الوزير "تجربة الصراع الثقافى في الثمانينات احدث فجوة واسعة بين ما هو مدنى وما هو ديني"، وعلينا أن نستعين بتجربة الاربعينات عندما شغل المثقفون والكتاب انفسهم بالفقه الإسلامي، وقدموا فيها الكثير مثل الدكتور طه حسين "الفتنة الكبري"، ومحمد حسين هيكل "حياة محمد"، "في منزل الوحي"، العقاد وأحمد أمين"، ولكن مع الاسف الشديد في العقود الأخيرة لم يحافظ المتعلمين على هذه المعادلة، وحدث تباعد شديد ادى إلى صراعات وسوء فهم نعيشه وتم استغلاله من جماعات التيارات الدينية المتشددة، وانا اعتبراهم جميعا ينبعوا من شجرة واحدة.
وأكد الوزير، أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول تجديد الخطاب الدينى، لابد أن يقترن بالتطبيق العملي، وليس التجديد النظري فقط، ففى الثمانينات، عندما تم اتخاذ قرار دخول الفتاة المصرية الجامعة، كان نوعا من التجديد، ودخول المرأة العمل، تجديد، وعندما فتح العمل السياسي للمرأة كنائبة وزيرة، كان تجديدا، لكن هذه الحال تراجعت.
واختتم كلامه قائلا " صحيح في عنف وجرائم لكن ليس هذه هي المرة الأولى التي عاشتها مصر، ففي خلال ثورة 19، كان هناك من يطالب بالاستقلال والدستور، وكانت هناك ريا وسكينة، وعشرات العصابات الشبيهة بها، نحن نمر بفترة صعبة، لكن الشعب والدولة المصرية قادرة على أن يتغلب عليها".
فيما قال الدكتور عمار على حسن " لم يشغل البشر بعد الله والحب، أكثر من العنف، فقد صاحب وجود الإنسان منذ بدأ الخليقة، وورأينا صراع القبائل وصراع الدول على المواد الخام وطرق التجار، فضلا عن صراع الطبقات، وهناك صراع الهوية الدينية والذي يعد اشد الصراعات فتكا، رغم أن الله عندما انزل الادديان، انزلها لاسعاد البشر ونشر المحبة والسكينة.
وأضاف: الإضرابات والمظاهرات والحربو تعد نوعا من انواع العنف، لهذا فإن العنف ليس شرا خالصا فإذا كان هناك عنف مدمر يجب تجنبه، فان قليل من العنف يأتى بالعدالة.
وتابع: لايمكن أن نتحدث عن مواجهة العنف الاجتماعى قبل الحديث عن تعسف السلطة، لأن هذا العنف، ينتج عن قرارات السلطة، وفى الوقت نفسه لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع بلا عنف، فالمدينة الفاضلة خيال، لهذا فان الحديث لابد أن يدور حول "مجتمع قليل العنف"، 
واستكمل: القضاء على العنف لن يكون مرة واحدة، وانما بالتدرج والزحف حتى نحقق مجتمع السكينة، ولا يجوز أن نقول أن هذا المجتمع عنيف، فهذه مسألة نسبية، ولابد من الاستفادة من الخبرات الإنسانية في مواجهة العنف، مع التأكيد أن مخاصمة العلم غاية في الخطورة.
واختتم كلامه قائلا " مواجهة العنف ليس مسئولية الشرطة والقوات المسلحة وحدها، وانما لابد من مشاركة خبراء التعليم والفلاسفة والمجتمع المدنى والأحزاب، فلكل منهم دور، حتى نستطيع حشد كل الامكانات مع التأكيد أن قوة الدفع الراغبة في التغيير للأفضل لن تتوقف وان العودة إلى الماضي مستحيلة.
شارك في الندوة كل من الكاتب صلاح سالم والدكتور اندريا زكي رئيس الطائفة الانجيلية، والدكتور عمار على حسن، وإدارة الكاتب حامد أبو أحمد، وكان من الحضور الدكتور فتحي ابوعيانة، والدكتور طلعت عبدالقوى والنائبة نشوى الديب.