السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"الوجه الثالث للموناليزا".. حكايات عن الحب والفقد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقدم الكاتبة الجزائرية كريمة عيطوش، في مجموعتها القصصية الأولى "الوجه الثالث للموناليزا"، حكايات متنوعة، جاءت محملة بالحب، وبالحياة، وبالموت، وبالخيانة، لتبدو في قصصها الثمانية وكأنها تريد أن تتحدث عن موقفها من الحياة كلها أو تروي عن كل ما رأته فيها، حيث تتطرق المجموعة الصادرة عن دار ميم بالجزائر، إلى قضايا إنسانية واجتماعية عديدة، على رأسها وضع المرأة في مجتمع ذكوري، وهو الحال الذي يملأ العالم العربي، لترسم عيطوش بدقة في مجموعتها المتناثرة في 176 صفحة من القطع المتوسط، شخوص قصصها، التي جاء الصوت الغالب فيها للأنثى، فهي إما تحكي أو يُحكى عنها.
تأتي القصة الأولى "الدقيقة الأولى بعد الموت"، لتثمن الحياة، عبر حكاية بطلتها نورة، القابعة بمستشفى، والتي تنتظر المرور إلى مصيرها، ولكن في سرها تريد الحياة؛ ثم تذهب لتضع قارئها بين عالمين، أحدهما صامت، والآخر قلق، فتتداخل هذه العوالم في "صوت الصمت" التي تتحدث فيها حمامة بينما بطلة القصة، وهي الراوية نفسها، تحمل عالمها داخلها؛ وفي قصة "خدعة الأزهار" تتحرك في رحلة متتبعة مسار الحب، حيث تبدأ الحكاية في مكتبة وتعود إليها بعد رحلة بين العاشقين اللذين يتكتمان عن حبهما؛ وفي "الكفن الأزرق" أطالت الحديث عن مأساة الشباب الذين يهاجرون بطرقة غير شرعية، وتكون نهايتهم في البحر؛ بينما يتكفل "صانع الفراغ" بالحديث عن القسوة، حيث يصبح الانتقام الذي يلي الخضوع شيطانيًا، لتعطي الزوجة الخاضعة زوجها عذابات مجتمعة في جرعة واحدة؛ وجمعت في قصتي "رسالة على شاهد" و"رحل ولم يقل شيئا" الحنين إلى الراحلين، فسردت صورة الفقيد الحبيب والأم، ورسمت تفاصيل ما بعد الرحيل لدى المحبين؛ بينما جاءت اللغة في قصة "الوجه الثالث للموناليزا"، التي تحمل المجموعة اسمها، أعلى من لغة بعض القصص.
في كل قصصها خصصت عيطوش مساحة كبيرة للوصف، فكانت ترصد زوايا الأماكن، وحركات الشوارع، والمقاهي، والسكان وتصفها بإسهاب، وكان النفس السردي كثيفًا، فجاءت نصوصها كبيرة مقارنة بالقصة المعتادة. وجاءت أغلب القصص تصدرت بعتبات لكتاب وشعراء كبار ما يبدو بمثابة دعم لرؤاها أو استئناس برؤى هؤلاء الكتاب، وهو ما يسمح للقارئ أن يتلمس نوع القراءات المختلفة للكاتبة.