الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

30 يونيو المقدمات والنهايات "9"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصلنا فى المقال السابق إلى التصريحات الغريبة التى أدلى بها رئيس الوزراء، هشام قنديل، ظهر يوم الخميس التاسع من أغسطس ٢٠١٢، أى فى اليوم التالى مباشرة للتغييرات التى أجراها مرسى بتعيين اللواء رأفت شحاتة مديرًا للمخابرات العامة واللواء محمد زكى قائدًا للحرس الجمهورى وذلك بعد واقعة جنازة شهداء رفح، والتى كانت محور مقالنا السابق، حيث صرح قنديل بأن أزمة الكهرباء تحتاج لسنوات طويلة لكى تحل وطالب الشعب المصرى بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، وذلك بالتجمع فى غرفة واحدة وارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن لأنها تقلل الإحساس بالحر، وقد صدمت هذه التصريحات المواطن المصرى البسيط والذى كان قد عقد آمالًا واسعة على مشروع النهضة الإخوانى فاكتشف أنه قد اشترى الترام، وأن هذه الحكومة لن تتمكن من حل المشكلات التى وعد مرسى بحلها خلال مائة يوم من حكمه، وانشغلت برامج التوك شو بتصريحات قنديل خلال اليومين التاليين، حتى جاء يوم الأحد ١٢ أغسطس وهو اليوم الذى أعلنت فيه الإذاعة الإسرائيلية صباحًا بأن تغييرًا مترقبًا سيشمل قيادات الجيش المصرى وسيعلن خلال ساعات، ولا أحد يعلم حتى الآن كيف وصل الخبر إلى إسرائيل وكثيرة هى التحليلات الخاصة بهذا الشأن، فهناك من يزعم بأن مرسى قد أبلغ السفيرة الأمريكية بما ينوى فعله وأنها أبلغت بدورها الخارجية الأمريكية التى أبلغت إسرائيل، وهناك من يزعم بأن مكتب الإرشاد كان على معرفة بالأمر وأن الخبر طار إلى حماس فالتقطته عملاء إسرائيل، وعلى أى حال فإن هذا الخبر الذى أذيع فى الثامنة صباحًا قد وصل إلى قادة الجيش هنا، وتحسبًا له طلب المشير طنطاوى من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وضع صالح الوطن وأمنه ووحدته نصب أعينهم حتى وإن تطلب ذلك رحيله عن منصبه، وبالفعل طلبت الرئاسة المشير طنطاوى والفريق عنان للقاء عاجل مع الرئيس فى تمام الثالثة عصرًا بقصر الاتحادية، وتم إبلاغ اللواء عبدالفتاح السيسى أيضا بنفس الموعد ففطن الجميع بما سوف يحدث، وعندما وصل المشير وعنان إلى الاتحادية كان مرسى مجتمعا ببعض المحافظين، وطلب ياسر على من الصحفيين والإعلاميين مغادرة القصر بحجة أن الرئيس قد أنهى نشاطه اليومى، وأنه سيعود إلى بيته فور انتهاء الاجتماع، ولكن صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، طلب من فريق التليفزيون المصرى عدم مغادرة القصر، لأن قرارات مهمة ستصدر مساء اليوم، وفى الثالثة والنصف انتهى اجتماع مرسى بالمحافظين ليستقبل المستشار محمود مكى، والذى كان مرسى قد عقد العزم على تعيينه نائبًا للرئيس، وجلس مرسى ومكى وحدهما لمدة ربع ساعة، بعدها سأل مرسى عن المشير وعنان فأبلغوه بأنهما يجلسان فى الصالون المجاور منذ الساعة الثالثة، وسأل أيضا عن اللواء السيسى فأبلغوه أيضا بأنه يجلس فى صالون آخر حسب أوامر مرسى، وبأنه لا يعلم بوجود طنطاوى وعنان فى الصالون المجاور، وطلب مرسى استدعاء المشير وعنان لصلاة العصر فى جماعة، وظل مكى جالسًا بناء على طلب الرئيس، ودخل المشير وعنان إلى المكتب الرئاسى وتصافح الجميع فى ود وترحاب، وأقام مرسى الصلاة وأراد أن يقدم المشير ليؤمه لكن الرجل تأدبًا قدّم الرئيس، وعقب انتهاء الصلاة أبلغ مرسى المشير بأنه قرر تعيين المستشار محمود مكى نائبًا له، وبأنه يود إجراء بعض التغييرات فى صفوف القوات المسلحة، وأنه يتمنى أن يتم ذلك بموافقة ورضا الجميع، ثم أخرج من جيبه ورقة صغيرة قدمها للمشير وكان فيها تعيين اللواء مهاب مميش رئيسًا لهيئة قناة السويس، واللواء رضا حافظ وزيرًا للإنتاج الحربى، والمشير طنطاوى مستشارًا عسكريًا للرئيس وكذلك الفريق عنان وترقية اللواء السيسى إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرا للدفاع فابتسم المشير بهدوئه المعتاد، وأخبره بأن ذلك يعارض الإعلان الدستورى المكمل، وهنا تدخل مكى ليشرح أن لرئيس الجمهورية الحق فى إلغاء الإعلان الدستورى المكمل لأن سلطة التشريع قد انتقلت له بمجرد انتخابه وبالتالى فمن حقه إلغاء ما سبق من قوانين وإعلانات دستورية حتى مجيء مجلس الشعب الجديد، وقبل أن يواصل مكى تبريره لقرارات مرسى جاء رد المشير بأننا جنود هذا الوطن وقد أدينا ما علينا ونحن لسنا طلاب سلطة أو جاه وقد آن للجسد المتعب منذ سنين أن يستريح، واللواء السيسى هو الرجل المناسب فى المكان المناسب، وهنا طلب مرسى من المشير ألا يخبر الإعلام بأن المجلس هو من اختار السيسى لأنه يريد أن يظهر أمام الشعب بأنه صاحب الاختيار فابتسم المشير وأخبره بأنه ليس من هواة الإعلام وأن صالح الوطن واستقراره هو هدف قادة الجيش، وانتقل مرسى إلى الصالون الآخر ليجتمع باللواء السيسى ويخبره بما تم الاتفاق عليه وفى المساء أعلنت القرارات والتى وصفها عصام العريان بأنها ثورة جديدة قادها مرسى، واحتفت صفحات الإخوان على الفيس بوك بالفريق السيسى وأشادت بتدينه وخبرته العسكرية وروجوا لفكرة انتمائه للإخوان.. وللحديث بقية.