السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

المفتي لـ"قناة بريطانية": داعش ليس دولة وأفعاله جرائم لا تمثل الإسلام.. معظم القوانين الغربية مستمدة من شريعتنا.. تجديد الخطاب الديني لا يعني الإخلال بالثوابت.. وجميع الأديان السماوية رفضت "المثلية"

 شوقي علام
شوقي علام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه يجب التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة والسلام وبين المغالطات والممارسات والجرائم التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين.
وأضاف فضيلته- خلال لقاء تليفزيوني مع القناة الرابعة البريطانية- أن تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي لا يعد دولة ولا أفعاله الإجرامية تعد أفعالًا إسلامية، وقال: "لقد أكدنا مرارًا وتكرارًا أنه يجب ألا نستخدم أبدًا تسمية الدولة الإسلامية للإشارة إلى تنظيم داعش الإرهابي، لأن ما يقوم به هو وأمثاله من الجماعات المتطرفة تتعارض كليا مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية، من خلال ذبحهم الأبرياء، وحرقهم المدارس، وسبيهم النساء واضطهادهم الأقليات الدينية، وترويعهم المجتمع بأكمله، وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوِّض الأمن ويروع الآمنين، فجميعها وإن تعددت صورها تشيع في المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي.
وأكد فضيلة المفتي أن الإسلام لا يبحث أبدًا عن الصدام والتعارض، بل أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن الاختلاف ليس مدعاة أبدًا للفرقة والاختلاف بل هو أدعى للتعارف والتقارب والتحاور، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
وأضاف أن العالم بحاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة الحوار والتعايش في عالم رفعت فيه الحواجز والحدود، وينطلق من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، ويبقي على الاحترام ولا يسعى إلى تأجيج الكراهية أو السيطرة على الآخر، واحترام التعددية الدينية وتنوع الثقافات.
وأوضح مفتي الجمهورية أن المطلوب تحقيقه من المنظور الديني الإسلامي الصحيح هو تقبل الآخر واحترامه واكتشاف النقاط المشتركة فيما بينهم حتى يتحقق التعاون والعمل سويًا من أجل عمارة هذا الكون.
ولفت إلى أنه علينا أن نعمل سويًا من أجل التصدي للقضايا الشائكة التي تشغل بال الناس في يومنا هذا مع السعي الجاد في السبل التي نجحنا من خلالها على مرِّ التاريخ في العيش والتعاون معًا بسلام في توافق وتسامح لقرون عدة، مؤكدًا أن دار الإفتاء المصرية، تحرص دائمًا على نشر صحيح الدين، حيث إن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان العيش في وئام مع النفس وتعايش مع الآخر مؤسس على السلام والحب اللذين هما أساس الأديان جميعًا.
وحول ما إذا كان هناك تأثير للشريعة والمفاهيم الإسلامية في المفاهيم الغربية، قال مفتي الجمهورية: إن التأثير جليٌّ وواضح على مر التاريخ، فالقانون الفرنسي يتفق مع الفقه المالكي في كثير من نصوصه، والبقية تتفق مع المذاهب الأخرى، وكان للسنهوري تجربة رائدة في المقارنة بين الفقه الإسلامي والقانون الفرنسي.
وكذلك الأمر في مختلف العلوم حيث استفاد الغرب من علماء الإسلام في مجالات عدة مثل الفلك والرياضيات والطب والعلوم وعلم الاجتماع، فضلًا عن كثير من العادات التي انتقلت إليهم باحتكاكهم للعرب والمسلمين.
وحول دعاوى أن الشريعة الإسلامية غير صالحة لعصرنا الحالي بعد مرور أكثر من 1400 سنة، أكد مفتي الجمهورية في حواره أن الشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمنة والأمكنة، ولذا دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتمادًا على القواعد العامة التي قررها.
وأضاف علام أن لكل عصر مستجداته ومشكلاته ولا بد من اجتهاد جديد يعالج مشكلات العصر الذي نعيش فيه، موضحا أن فقهاء الإعلام تَرَكُوا لنا ثروة كبيرة ينبغي أن نستفيد من مناهجنا ولا نقف عند مسائلها.
أما عن المثلية الجنسية وموقف الإسلام منها فأجاب فضيلة المفتي أن الأديان السماوية جميعها رافضة لمسألة المثلية الجنسية باعتبار ذلك خروجا عن القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كل.
وأشار المفتي خلال اللقاء التليفزيون أن دار الإفتاء المصرية تبذل ولا تزال الكثير من الجهود من أجل مواجهة التطرف والإرهاب، حيث أنشأت– منذ أواخر عام 2013 وحتى قبل ظهور داعش- وحدة لرصد الفتاوى التكفيرية ودحضها، حيث تقوم تلك الوحدة برصد ما يقرب من 183 موقعًا مختلفًا لدحض ما ينشر عليها من فتاوى تكفيرية.
كما استعرض فضيلته آليات مواجهة داعش عبر استخدام وسائل التواصل الحديثة على الإنترنت ومنها صفحة "داعش تحت المجهر" والتي تختص بمواجهة رسائل وفتاوى داعش، ومجلة Insight التي يتم من خلالها دحض ما يرد في مجلة "دابق" التي تصدرها داعش، وكذلك موقع دار الإفتاء الإلكتروني الذي يبث بعشر لغات، فضلًا عن تطبيق إلكتروني للفتوى من خلال الهواتف الذكية والذي تم إطلاقه مؤخرًا لتيسير الوصول لأبرز الفتاوى الموجودة في أرشيف دار الإفتاء.