الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

30 يونيو‭ ‬المقدمات‭ ‬والنهايات "٨"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‭ ‬توقفنا‭ ‬فى‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬عند‭ ‬إعلان‭ ‬اللواء‭ ‬مراد‭ ‬موافى‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬أبلغ‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬باحتمالية‭ ‬حدوث‭ ‬عملية‭ ‬نوعية‭ ‬ضد‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬حادث‭ ‬رفح‭ ‬بثمان‭ ‬وأربعين‭ ‬ساعة،‭ ‬ولكن‭ ‬الرئيس‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬بهذا‭ ‬التقرير،‭ ‬وقد‭ ‬تسبب‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬فى‭ ‬حرج‭ ‬كبير‭ ‬لمرسى‭ ‬جعل‭ ‬متحدثه‭ ‬الرسمى‭ ‬ياسر‭ ‬على‭ ‬يخرج‭ ‬للإعلام‭ ‬مساءً‭ ‬ليصرح‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬مدير‭ ‬المخابرات‭ ‬العامة‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬للإعلام‭ ‬فى‭ ‬أمور‭ ‬تخص‭ ‬الأمن‭ ‬القومى،‭ ‬وفى‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭ ‬للحادث،‭ ‬أى‭ ‬فى‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬٢٠١٢‭ ‬خرجت‭ ‬جثامين‭ ‬شهداء‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬مسجد‭ ‬آل‭ ‬رشدان،‭ ‬وكان‭ ‬مقررًا‭ ‬حسبما‭ ‬أعلنت‭ ‬الرئاسة‭ ‬حضور‭ ‬مرسى‭ ‬مراسم‭ ‬الجنازة،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬قام‭ ‬اللواء‭ ‬نجيب‭ ‬عبدالسلام‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬الجمهورى‭ ‬بتأمين‭ ‬موكب‭ ‬الرئيس‭ ‬الذى‭ ‬سيذهب‭ ‬أولًا‭ ‬لزيارة‭ ‬جرحى‭ ‬الحادث‭ ‬بمستشفى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بكوبرى‭ ‬القبة،‭ ‬ثم‭ ‬يتحرك‭ ‬لحضور‭ ‬الجنازة‭ ‬والتى‭ ‬تقرر‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬عقب‭ ‬صلاة‭ ‬الظهر‭ ‬مباشرة،‭ ‬ووصل‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬والفريق‭ ‬عنان‭ ‬وهشام‭ ‬قنديل‭ ‬وكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬المسجد‭ ‬وظلوا‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬الرئيس‭ ‬وتم‭ ‬تأخير‭ ‬الجنازة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬حتى‭ ‬بدأت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬تنتاب‭ ‬أهالى‭ ‬الشهداء‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬استلام‭ ‬جثث‭ ‬أبنائهم‭ ‬والتوجه‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مدنهم‭ ‬وقراهم‭ ‬المختلفة‭ ‬لدفنهم‭ ‬هناك‭ ‬قبل‭ ‬أذان‭ ‬المغرب‭ ‬وحلول‭ ‬الليل‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬الرمضانى‭ ‬الحار،‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬مرسى‭ ‬جالسًا‭ ‬فى‭ ‬القاعة‭ ‬الرئيسية‭ ‬بمستشفى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬حضور‭ ‬بعض‭ ‬رجاله‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬ابن‭ ‬شقيقته‭ ‬أسعد‭ ‬الشيخة‭ ‬الذى‭ ‬عينه‭ ‬نائبا‭ ‬لرئيس‭ ‬الديوان‭ ‬وكان‭ ‬مرسى‭ ‬والشيخة‭ ‬يتبادلان‭ ‬الحديث‭ ‬همسًا،‭ ‬ولكن‭ ‬فجأة‭ ‬صاح‭ ‬الأخير‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬وبعصبية‭ ‬واضحة‭: ‬‮«‬قولتلك‭ ‬ما‭ ‬أنتش‭ ‬رايح‭ ‬الجنازة‭ ‬دى‮»‬،‭ ‬عندئذ‭ ‬ساد‭ ‬الصمت‭ ‬وعلت‭ ‬الدهشة‭ ‬وجوه‭ ‬كل‭ ‬الحاضرين،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يزعق‭ ‬للرئيس‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬ينطق،‭ ‬وهنا‭ ‬تدخل‭ ‬اللواء‭ ‬نجيب‭ ‬موضحا‭ ‬ضرورة‭ ‬حضور‭ ‬الرئيس‭ ‬الجنازة،‭ ‬وقال‭: ‬هذا‭ ‬سيعطى‭ ‬انطباعًا‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬بأن‭ ‬مصر‭ ‬آمنة‭ ‬تمامًا،‭ ‬فاعترض‭ ‬الشيخة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬معللًا‭ ‬ذلك‭ ‬بالخوف‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬مرسى،‭ ‬وبأن‭ ‬معلومات‭ ‬لدى‭ ‬مكتب‭ ‬الإرشاد‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤامرة‭ ‬مدبرة‭ ‬ضد‭ ‬الرئيس‭ ‬أثناء‭ ‬حضوره‭ ‬الجنازة،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬نطق‭ ‬مرسى‭ ‬وأخبر‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬باعتذاره‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الحضور،‭ ‬وبلغ‭ ‬ذلك‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬الذى‭ ‬أمر‭ ‬بسرعة‭ ‬تسيير‭ ‬الجنازة‭ ‬لكى‭ ‬يتمكن‭ ‬الأهالى‭ ‬من‭ ‬دفن‭ ‬أبنائهم،‭ ‬وهنا‭ ‬أصاب‭ ‬الجميع‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬والاستهجان‭ ‬وبدأوا‭ ‬فى‭ ‬الهتاف‭ ‬ضد‭ ‬مرشد‭ ‬الإخوان‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬موجودًا،‭ ‬وتم‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬هشام‭ ‬قنديل‭ ‬ونادر‭ ‬بكار‭ ‬وعبدالمنعم‭ ‬أبوالفتوح‭ ‬وتم‭ ‬تمزيق‭ ‬الكوفية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬الجنازة‭ ‬وهتف‭ ‬أهالى‭ ‬الشهداء‭: ‬حسبى‭ ‬الله‭ ‬ونعم‭ ‬الوكيل،‭ ‬وذلك‭ ‬لعلمهم‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬قد‭ ‬تمت‭ ‬بتواطؤ‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬وحماس،‭ ‬ومن‭ ‬الطريف‭ ‬أن‭ ‬مذيع‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصرى‭ ‬خيرى‭ ‬حسن‭ ‬كان‭ ‬يعلق‭ ‬على‭ ‬الجنازة‭ ‬المنقولة‭ ‬على‭ ‬الهواء،‭ ‬فظل‭ ‬يردد‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الشهداء‭ ‬وفى‭ ‬قلبه‭ ‬دموع‭ ‬الحزن،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬حضور‭ ‬مرسى،‭ ‬وفى‭ ‬المساء‭ ‬أعلن‭ ‬ياسر‭ ‬على‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمى‭ ‬باسم‭ ‬الرئاسة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬لم‭ ‬يحضر‭ ‬الجنازة‭ ‬رغبة‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬المشهد‭ ‬شعبيًا،‭ ‬وأن‭ ‬حضوره‭ ‬ربما‭ ‬يضيق‭ ‬على‭ ‬الحاضرين‭ ‬بسبب‭ ‬الاستنفار‭ ‬الأمنى‭ ‬الذى‭ ‬سيحدث‭ ‬حال‭ ‬وجوده‭. ‬ويمكنك‭ ‬عزيزى‭ ‬القارئ‭ ‬مراجعة‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الرسمية‭ ‬للرئيس‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬والتى‭ ‬مازالت‭ ‬موجودة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الفيس‭ ‬بوك،‭ ‬وفى‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬أعلنت‭ ‬الرئاسة‭ ‬فجأة‭ ‬عن‭ ‬اختيار‭ ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬رأفت‭ ‬شحاتة‭ ‬مديرًا‭ ‬للمخابرات‭ ‬العامة‭ ‬خلفًا‭ ‬للواء‭ ‬مراد‭ ‬موافى،‭ ‬وكذلك‭ ‬اختيار‭ ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬زكى‭ ‬قائدًا‭ ‬للحرس‭ ‬الجمهورى‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬اللواء‭ ‬نجيب‭ ‬عبدالسلام،‭ ‬ورغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أحدًا‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬سر‭ ‬اختيارات‭ ‬مرسى‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تمت‭ ‬بدون‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬أى‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬بالدولة،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بالمخالفة‭ ‬للإعلان‭ ‬الدستورى‭ ‬المكمل،‭ ‬وكأنها‭ ‬رسالة‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يبعثها‭ ‬للجميع‭ ‬يؤكد‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬أجهزة‭ ‬معاونة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الدولة،‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬البلاد‭ ‬وعلى‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬قرر‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬ألا‭ ‬يتدخل‭ ‬أو‭ ‬يعترض‭ ‬ولم‭ ‬يعاتب‭ ‬مرسى‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬عدم‭ ‬حضوره‭ ‬الجنازة،‭ ‬وفى‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭ ‬وهو‭ ‬الخميس‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬انشغل‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬بتصريحات‭ ‬هشام‭ ‬قنديل‭ ‬التى‭ ‬طالب‭ ‬فيها‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬بترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬الكهرباء‭ ‬والتجمع‭ ‬فى‭ ‬غرفة‭ ‬واحدة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطاقة،‭ ‬واعترف‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬سيظل‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة.. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬