رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصائب السياحة وأفراح المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البلد فى حالة بناء.. وعندنا مشاكل متنوعة وبكل الأشكال والأحجام.
الناس ممكن تتحمل. لو أنها صدقت أن هناك تغييرًا للأفضل ولصالح الأجيال.
وهتشارك لو أدركت أن التنمية لصالحها.. وأن لها حصة فى التوظيف.. والعائد بشكل عام.
ولو وصلها الإحساس بأن هناك عدالة فى تحمل ضريبة التنمية، بمعنى أن شرائح المجتمع المختلفة ستساهم.. طبقًا لمكانتها المالية.. بالطبع هتقول لوزير المالية أو محافظ البنك المركزى المسئولين عن الضغوط المالية التى يعيشها المواطن.
الأمراض التى أصابتنا نتيجة فقدان كرامة الجنيه والتهاب الأسعار هتقول لهم.. إحنا معاكم وربنا يديكم الصحة وتموتونا وإحنا راضيين بقضاء الله واستعجالكم لتحقيقه.
المواطن لو استشعر بقيمته فى تعامل أجهزة الدولة معه، وأن هناك عدلًا فى توفير الخدمات والضرائب وغيرهما هيدافع عن الحكومة «برقبته» و«بعمره» كله لو طلب منه ذلك.
> فى شرم الشيخ ناس زعلانة.. وناس فرحانة.. الغاضبون هم أصحاب الفنادق والبازارات.. ومجموعات تعمل على السياحة كصناعة.. الزعل ليه يا جماعة الخير.. غياب السياحة العالمية أجبر أصحاب الفنادق على تقديم عروض رخيصة للمصريين لزيارة شرم الشيخ، لدرجة أن ليلة الإقامة كاملة وصلت إلى ١٥٠ جنيهًا فى فندق ٥ نجوم.
والمصريون بطبيعتهم خاصة جذبتهم تلك الأسعار.. عندهم حب زيادة لكل حاجة ولازم يروحوا بحجة نزول حمامات السباحة بالبوكسر وياريته ماركة.. ده قماشة «دمور» وحمامات السباحة بالفنادق عرفت لأول مرة المايوه الشرعى صناعة داعش.
فى المطاعم حدث ولا حرج كميات أكل تكفى عائلة.. وضعها المصرى أمامه وحده.. وممكن يترك أكثر من نصفها.
بالطبع، أجمل جملة سمعتها أن أزمة السياحة كانت أجمل خبر للمصريين البسطاء.
لولا سقوط الطائرة الروسية وما ترتب عليها من آثار ما فكر البسطاء من المصريين فى السفر إلى شرم الشيخ ولا حتى مولد السيد البدوى.
هذا الموقف تحديدًا ذكرنى بالقول «مصائب قوم عند قوم فوائد».
الحالة الاقتصادية فى شرم الشيخ صعبة، بعض الفنادق أغلقت أبوابها، وعدد منها يعانى لكنه اقتنع بنصيبه بالمصريين كتعويض ويتحمل النتائج.
أغرب تبرير لأزمة السياحة من مدير فندق قال لى: «أنا مش مصدق أن سقوط الطائرة الروسية سبب فى منع السياحة الأوروبية من زيارة شرم الشيخ».
وأضاف.. المطار فى تركيا اتضرب.. روسيا لم تفكر فى مقاطعة السياحة التركية بل زادت من أعداد الروس المترددين إلى تركيا بدعم من بوتين شخصيًا.. وأضاف لى قائلًا: «الحكاية فيها سر.. لأن أوروبا قاطعت شرم الشيخ، وهو تنسيق غير مسبوق بين روسيا وأوروبا».
قلت تفتكر إيه الحكاية.. قال: «الحكومة المصرية هى التى ترفض عودة السياحة إلى طبيعتها..»، وعندما شاهد دهشتى قال لى: «الحكومة المصرية عاوزة ترتب أوراقها مع البنك الدولى وتحكم قبضتها على خط سير تحرير الأسعار على طريقتها، والحكومة هنا تضمن عدم المعارضة، لأن الناس وصلت لمرحلة الرضا عما تجود به الحكومة».. والله تفسير جديد.
أن يسافر أكثر من ٥٠ ألف شاب وفتاة إلى مدينة شرم الشيخ ضمن مشروع «اعرف بلدك».. الحكومة هنا دون أن تدرى عمقت الإحساس بالبلد والتنمية لدى هؤلاء.. عندما أطلعتهم على الوجه الآخر من الحياة.. الشباب بدورهم عندما يأتون من محافظات الصعيد ومرسى مطروح والإسماعيلية والقليوبية إلى شرم الشيخ ويرون بأنفسهم دون وساطة جهود التنمية والتقدم الذى حققه قطاع السياحة فى جنوب سيناء والحركة المرتبطة بتلك التنمية وانعكاسها على المجتمع الموجود. كل هذه الشواهد بالطبع ستعيد صياغة ما لدى عقل الشاب.. بالطبع سيزداد إيمانًا بأن تنمية البلد لها انعكاسات على المجتمع، والدليل ما حدث فى سيناء.
الشباب بتغيير قواعد العلاقة بينهم وبين الحكومة عندما يحصلون على خدمة تتيح لهم أن يروا أنفسهم ويصبحوا بعدها مشاركين، وفى النهاية يدافعون عما شاركوا فيه أو شاهدوه، والحكومة غير مهتمة بدراسة أبعاد خطط العمل والآثار المترتبة عليها، وكيفية تعظيم الجهود المبذولة بشأن صناعة مساحة تلعب فيها لصالح تمرير رسالتها.
ويظهر أن حجم المشاكل الموجودة التى تواجه أعضاءها وراء عدم وجود تفكير فى بكرة وبعد بكرة..
وحكومة شريف إسماعيل لم يعد لديها وقت لعمل دراسة مستقبلية حول حلول لمشاكلنا الاجتماعية، وهى معذورة الضرب فيها من كل اتجاه، والبلد كله غاضب بطرق مختلفة.
وكل يوم تستيقظ على مشكلة جديدة من صناعة الحكومة، السيارات ارتفعت أسعارها من ٤٠ - ٥٥٪، والمواد الغذائية ٣٠٪ والخدمات بالطبع اتجهت أسعارها للصعود.. حتى الجراج فوجئت بطلب ٢٠٪ علاوة غلاء أسعار على ما أدفعه مقابل نوم العربيات فى الشارع أمام الجراج تحت الشمس ووسط الأتربة، واللى مش عاجبه يمشى.
> الكهرباء كمان ارتفع سعرها، والسبب كما قال المسئول. ارتفاع سعر الدولار الذى نستورد به الوقود.. طيب لو سعر البترول ارتفع هيرفعوا الأسعار تانى.
ما بين الموت بالكهرباء والموت من ارتفاع أسعار الضروريات يعيش المواطن حائرًا، مش عارف يعمل إيه ولا إيه.. ينتظر ضم العلاوة للراتب.. ولا تحريك للمعاش. فى نفس الوقت أرض تنمية على أرض الواقع.. لكنها تنمية ذات مقابل مؤلم مطلوب دفعه فورًا دون تأجيل، المواطن حائر بين مستقبل ابنه.. وحياته الشخصية الآن.. الحكومة تبنى للمستقبل.. وكبير القافلة يخشى أن تنهار حالته النفسية والصحية من الضغوط.
إحنا كشعب موافقون والله العظيم على كل خطوات الإصلاح ونصيبنا من المشاركة فى تحمل التبعيات والقرارات المؤلمة.. لكن أيضًا كطبقة وسطى لن تتحمل مزيدا من الضغوط.. خلاص إحنا اتفقنا ننام على تكييف واحد ومروحتين.. والفاتورة ٨٠٠ جنيه. طيب لو جاء ضيف وشغل التكييف ثانيًا هنعمل إيه. 
ضبط الأسعار من جهة الحكومة أمر فى غاية الصعوبة فى ظل تحرر السعر، والحل أن ينزل الوزراء للبيع فى أكشاك الحكومة ويضاربوا بالسعر ويخفضوه، لكن شرط أن تتوافر كميات كبيرة للناس. مش كشك للعينات.
أنا شخصيًا مؤمن بأن مستقبل بلدى أفضل، وأننا نسير على الطريق الصحيح، وأن عنق الزجاجة سنجتازه، وسأتحمل وأولادى!