كثيرون من المصريين والشعوب العربية يعرفون أصل المثل المعروف «كمن يؤذن فى مالطة»، والمقصود به قصة الرجل العربى الذى هجر وطنه وسافر إلى مالطة، وجاء وقت الصلاة ووقف يؤذن ولم يستجب أحد لنداء الأذان، وأدى الصلاة بمفرده، وأصبح هذا المثل يطلق على كل من يطلق دعوات للإصلاح أو غيرها ولا يستجيب أحد إليه، ويكرر المحاولة مرة أخرى دون جدوى أو فائدة.
وهذا المثل العربى بدأ البعض يردده بعد مرور عامين من تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر وإطلاقة العديد من الدعوات الإصلاحية، وأيضا دعوات من أجل المشاركة المجتمعية لبناء مصر وإنقاذها من مخططات التآمر الداخلى والخارجى التى تحاك ضد مصر وليس ضد السيسى كما يتصور البعض، لأن الهدف هو إسقاط مصر.
وعندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى دعوته الأولى وأطلق الأذان الأول لجميع المصريين وليس لرجال الأعمال والقادرين فقط من أجل المساهمة فى شراء شهادات شق قناة السويس الجديدة تسابق ملايين المصريين لتلبية الدعوة والنداء، وأثبت الشعب المصرى للرئيس عبدالفتاح السيسى أنه يؤذن فى مصر وليس مالطة، وشاهدنا كثيرًا من الفقراء وهم يقومون بشراء الشهادات..
وأيضا عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى دعوته لإنشاء صندوق تحيا مصر، وكان أول المساهمين والمتبرعين من ماله الخاص ونصف راتبه، أيضا أثبتت الأغلبية من المصريين أنه يؤذن فى مصر وليس مالطا، لأن تخاذل وتقاعس عدد من رجال الأعمال أصحاب الملايين والمليارات لا يعنى فشل دعوة السيسى، وأنه أقام الصلاة بمفرده، ولكن ما زال نهر عطاء المصريين مستمرًا لصالح هذا الصندوق ولو بجنيه واحد يوميا من خلال صبح على مصر..
فالرئيس عبدالفتاح السيسى رهانه الأول والأخير على الشعب المصرى، وخاصة الطبقة الوسطى وأصحاب الدخول المتوسطة الذين يدركون معنى الوطن وبقائه وحمايته واستمراره، والذين يشعرون بحجم المخاطر التى تحيط بمصر، وأن التفافهم حول الرئيس هو الضمانة الوحيدة لإفشال كل المخططات والمؤامرات الداخلية والخارجية، وهم الذين سيؤكدون دوما أن السيسى يؤذن فى مصر وليس مالطا..
ولعل دعوته الأخيرة بضرورة اتخاذ مجموعة من القرارات الصعبة التي لا بد من اتخاذها للعبور بالوطن من أزمته الاقتصادية كانت بمثابة اختبار جديد لمقولة أن السيسى يؤذن فى مصر وليس مالطا، وأن غالبية الشعب المصرى تجاوب مع هذه الدعوة، وأعلن الاستعداد لتقبل هذه القرارات الصعبة، لأن وطنا فى ظل غلاء الأسعار أفضل من وطن ضائع، وعهد الشعب للسيسى مستمر ونافذ وموثق..
فالبعض لا يعلم أن هناك العديد من أجهزة المخابرات الغربية وعبر سفاراتها بمصر تتولى يوميا رصد واستطلاع مدى صبر وإرادة المصريين ومدى التفافهم حول الرئيس عبدالفتاح السيسى ومدى استعدادهم لتلبية النداءات والدعوات التي يطلقونهما، ومدى استجابتهم لتقبل الوضع الراهن، وعلى مدار عامين وأكثر تم إرسال آلاف التقارير الاستخباراتية حول إرادة الشعب المصرى..
ومع سطوع شمس كل يوم جديد منذ تولى الرئيس السيسى حكم مصر ورغم تعقد وتزايد الأزمات الاقتصادية فإن جميع التقارير التى ترسل من سفارات تلك الدول وجواسيس وعملاء الإخوان وحلفائهم تنتهى بعبارة واحدة ألا وهى السيسى يؤذن فى مصر وليس فى مالطا، وذلك دليل على التفاف وتمسك المصريين بالرئيس عبدالفتاح السيسى..
والغريب أن عددًا ممن ينتسبون إلى النخبة المصرية والذين يذهبون بأنفسهم إلى مقار تلك السفارات الأجنبية بناء على دعوات أو غير دعوات يقدمون صورة أخرى مغايرة للواقع المصرى الراهن، وبعضهم يتطوع بالإعلان عن قرب ثورة جديدة ضد حكم السيسى، وهو لا يدرك أن حرب أكتوبر آخر الحروب و٣٠ يونيو آخر الثورات فى تاريخ مصر المعاصر، وأن السيسى يؤذن فى مصر وليس مالطا..
فنعم السيسى رئيسى يؤذن فى مصر لأن شعب مصر يعرف معنى الوفاء والشهامة، وأن الشعب المصرى يدرك حجم التآمر ضده، وأن شعب مصر يلبى دعوات ونداء السيسى، ويكفى أنه أول رئيس مصرى يزور الكنيسة ولن يأتى اليوم الذى ينتظره أعداء مصر فى الداخل والخارج ويقف السيسى وحيدا يؤذن فى مالطة، لأن مصر بلد المآذن وأجراس الكنائس.