والله الذى لا إله غيره لن نترك مصر تسقط حتى آخر نفَس وقطرة دم (إحنا فايقين ومركِّزين لكم قوى، لا احنا قرود بتقلد ولا ببغانات بتردد)، وستظل رسالة مصر للعالم أجمع: أنا مصر أرفض أن أركع أُسْتَعْبَد أُحْتَل أُسْتَبَاح، أرفض أن ينتهك عرضى أو أُذَل أو أُهَان، أنا صامدة على مر العصور رغم توالى المِحَن والشدائد وباقية -بعون الله- رغما عنكم جميعا، ونحن شعب مصر لن نفرط فى بلدنا ولا عرضنا ولا أرضنا ولن نُقْهَر أبدا، نحارب حرب بقاء ووجود، ونعلم بالنيَّة المبيتة لتركيع مصر وزعزعة أمنها، فالاقتصاد عصب الأمن القومى، وكل القرارات الصعبة التى لا مفر منها خطوات لتثبيت أقدامنا على الطريق الصحيح، وسنتحمل كما لو أننا فى فترة حرب فعلية، ونحن نمضى قدما لإنشاء المشروعات القومية العملاقة لتدعيم وترسيخ الثقل الإستراتيجى والقومى فى المنطقة، رغم كل محاولات الاستنزاف المستمرة (ضرب السياحة- اللعب فى الدولار- الإرهاب- بث الشائعات- تصدير اليأس والإحباط- محاولات تأكيد فكرة أن مصر تسقط)، نعلم أن أنجح الطرق أصعبها، ونحن نسلكها بإرادتنا نعانى على مر العصور حقد الغزاة والطامعين والطغاة، رغم أننا لا نعتدى على أحد، ولا نبدأ بالعدوان، ولكننا نظل مصدر خطر وقلق للجميع، وإذا ما أردنا أن تزدهر الدولة وتتقدم ونعيد بناء قواعدنا الإقليمية والإستراتيجية تتم محاربتنا والاستماتة للحيلولة دون ذلك (ياما دقت على راسنا طبول)، ولكنها مصر يا سادة الحديث الدائم على مر العصور بعد كل ما قيل عنها فى الأديان والقصص منذ قرون، هناك نص قديم من النصوص أخبركم به لتعلموا فقط أن مصر لن تنهزم أبدا بعون الله وحوله وقوته وقدرته، جاء فيه: «ويعلو دَخن الفتن ويشتد زخم المحن ويرى أهل مصر التمزيق، ويقطع عليهم كل طريق، ويسأم الناس من الحياة ويتمنون الموت لا النجاة، ويرسم المستقبل سواد اللون، وتفقد بينهم معانى العون، ويغطى الحزن الكون، فلا أحد سامعا، ولا نجم لامعا، بل الحزن شكله دامع، لكن الضيق يفرج بالرجل القديم، وقائد عملية الترميم، وهو باطن مدخل السرور، ومعادى الغرور، يخرج بسيف الحكمة، من يحاربه مذعور يسمى بالحِطَمَة، فيضعه بالطاغين، ويعزل حرف العين (عياط)»، وجاء فى نص آخر: «أهل مصر وقت فقدوا جميع الأسرار وأصبحوا غائبا عنهم النهار، ولكن يعود لهم النهار وتسيل بالماء الأنهار، فتعود أرض العز خضراء، ومن حولها فى نماء، وتكون خزانة العالم بالكنانة، وتمد لمن حولها يد الإعانة، ولا يبقى شر موجودا، ويظهر لها من أمره غير مردود، يلم شمل الأمة ويشمل عدله الجميع»، وقالوا عن «مورسيكا»: «ويا ويل مصر من عطيط الخيل، مفتاحه فى المَيْل، وهو ظاهره خير مثل السيل، ينتشر على يديه التقتيل، وهو ليس سليل (يعنى واطى معندوش أصل)، ودمويته دليل، وفى آخر أمره عليل، ولولا صاحبكم موجود لسلم لليهود نصف الحدود، وتبدأ الكنانة مع ممهد الطريق، وموحد الفريق فى إطفاء الحريق، ومن أراد التحقيق فله عبرة فى انتشار النعيق، وتملكه وتسلمه أمرها والله مهلك من ظلمها)»، أعتقد ذلك ما حدث بالفعل، واليوم لم يعد الشعب المصرى يجهل أعداءه بل يعرفهم بذكائه وفطرته السليمة، يراهم يصنعون كل الحيل والمؤامرات، ويحركون عرائسهم الحقيرة الخائنة فى الداخل والخارج، فالمتربصون لا يُعَدّون، ولا يحصون، ولكننا نحن من وضع قواعد اللعبة، نصبر وننتظر حتى ينفذ أعداؤنا بأيديهم ما وضعناه، وتكون نهايتهم، فالضرب المصرى تحت الحزام لم ولن يتوقف أبدا، فنحن من نحدد توقيت المواجهة وأرض الملعب واللاعبين، نحن من يحدد وقت الحساب (عاااااشت الدولة العميقة)، جميع المخططات تتحطم على صخرة مصر، ذلك وعد الله ووعده حق.
وكلمة أخيرة للجميع فى الخارج والداخل: نحن شعب مصر نُقسم بالله العظيم لن تسقط مصر، ولن نتركها أبدا، نحن شعب جيش وجيش شعب لا نلجأ ولا نهرب، نجوع ولا نجد كَسْرة خبز أو شَربة ماء، ولا يضيع الوطن، عقيدتنا إما النصر وإما الشهادة، بلادى وإن هانت عليَّ عزيزة ولو أننى أعرى بها وأجوع ولى كف ضرغام (أسد) أصول ببطشها وأشرى بها بين الورى وأبيع، تظل ملوك الأرض تلثم (تقبل) ظهرها وفى بطنها للمجد بين ربيع أأجعلها تحت الثرى (التراب) ثم أبتغى خلاصا لها؟ إنى إذن لوضيع، مصر قادرة وشعبها قادر وعلى قلب رجل واحد، وإلى كل من ينفخ فى الرماد ويتصيد ويتربص بنا لن تفلح معنا، ولن تفوز، نحن كالزيتون، كلما عصرته أنتج لك زيتًا.
نموت نموت وتحيا مصر.