كبير حاخامات بريطانيا أفرايم ميرفيس يقول إن قبول شامى شاكرابرتى دخول مجلس اللوردات بعد أن رشحها رئيس حزب العمال جيريمى كوربن دليل على أن تقريرها عن اللا ساميّة فى حزب العمال كان هباء منثوراً.
أحيى شاكرابرتى وأقدّر عملها.. وأرى أن الحاخام وأمثاله يعتبرون أن انتقاد أى يهودى لا ساميّة.. حسناً، أنا أنتقد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وأرى أنه إرهابى يرأس حكومة مجرمة تقتل وتحتل وتدمر، وعلى أيدى أعضائها دماء مئات الأطفال الفلسطينيين بالإضافة إلى البالغين من رجال ونساء.
إسرائيل كلها فلسطين المحتلة، وقد قبلتُ دولة للفلسطينيين فى ٢٢ فى المائة من بلادهم لأننى لا أريد أن يُقتَل أحد.. هذا شيء وانتقاد حكومة إسرائيل شيء آخر، فلا أنتقد اليهود أو الإسرائيليين وإنما أنتقد مجرمى حرب.
لا أستطيع هنا سوى الإيجاز وأنا أسجل «عناوين» من أخبار عصابة إسرائيل حول العالم.
- فى بريطانيا الطلاب اليهود يُحرَمون من المشاركة فى قرارات تحديد اللا ساميّة فى الحرم الجامعى ومنعها.. اللا ساميّة أدينها، ولكن أرفض أن يصبح انتقاد يهودى من نوع نتنياهو هو لا ساميّة، فهو رأى محق.
- ثمة حملات يومية على باراك أوباما مع أن سجل إدارته فى ثمانى سنوات يفوق معظم الذين سبقوه.. وقرأت احتجاجاً لأن وزارة الخارجية الأمريكية انتقدت طرح مناقصة لبناء ٣٢٣ وحدة سكنية فى القدس.. أنا أدين المناقصة، وأقول إن القدس مدينة عربية محتلة.
- «اعزلوا أوباما لأنه هرَّب النقد إلى إيران» عنوان مقال ليكودى أمريكى.. أوباما لم يهرِّب شيئاً وإنما كان الدفع بموجب الاتفاق النووى مع إيران.. المهرِّب هو الكونجرس الذى يطلب لإسرائيل مزيداً من الدعم السنوى لتقتل مزيداً من الفلسطينيين.
- الحملات على الإسلام مستمرة، وهناك هجوم شبه يومى على المسلمين.. حملاتهم وصلت إلى البابا فرنسيس، فهو دافع عن الإسلام وقال «إن الإرهاب منتشر، وإذا قتل إيطالى صديقته أو حماته فهو يمارس العنف ولو كان فى العمادة مسيحياً»، وأضاف: إذا تحدثت عن العنف الإسلامى يجب أن أتحدث أيضاً عن العنف الكاثوليكى.. كان عنوان تحقيق ليكودى عن الموضوع: «هل البابا أحمق أو يكذب دفاعاً عن الإسلام»؟ أقول إن حذاء البابا أشرف منهم جميعاً.
- هيلارى كلينتون هدف آخر لهم، ومقال يسأل: هل هيلارى ستكون خطرة فى البيت الأبيض مثل سلفها؟ أقول إن أوباما لم يكن خطراً أبداً، فهو أقال الاقتصاد الأمريكى من عثاره، ولم يخض حروباً لأسباب مزورة، وزادت الوظائف أيام إدارته عشرة ملايين.. هذا لا يمنعهم من إهانته كل يوم أو الحديث عن «أسرة جريمة» لكلينتون.. الجريمة الوحيدة فى العالم هى حكومة إسرائيل.
- هل يصدق القارئ هذا العنوان: «رسالة ترامب عن الأمل والنمو والمجد».. المقال يتحدث عن خطة ترامب لإنهاض أمريكا من عثار أوباما-كلينتون.. هذا كذب صفيق، لأن الأرقام فى جانب أوباما كما هى ضد سلفه جورج بوش الابن والمحافظين الجدد الذين قتلوا باسمه مليون عربى ومسلم.
- رجب طيب أردوغان نال نصيبه من سفالتهم، فهم يسألون إذا كان الرئيس التركى وراء محاولة الانقلاب للتخلص من خصومه، ويعتبرونه فى مقال آخر يريد بناء دولة نووية.
هناك يهود من أنصار السلام فى العالم كله، بما فى ذلك الولايات المتحدة، ومن الجماعات المفضلة عندى «صوت يهودى من أجل السلام»، وآخر ما تلقيت منهم دفاعهم عن ٢٧ فلسطينياً شُرِّدوا بعد أن هدمت جرافات إسرائيلية بيوتهم فى قرية أم الخير قرب الخليل.. هؤلاء اليهود يعيدون إليّ ثقتى بالنفس البشرية.
نقلاً عن الحياة اللندنية