الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"الأزهر" و"الأوقاف" يدعمان "بلاها شبكة ومهر".. داعية إسلامية: الحملة تقي المجتمع من مخاطر الزواج العرفي.. أستاذ فقه مقارن: التيسير لا يعني هضم حق المرأة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي بلغت فيه روح المواطنين للحلقوم، بسبب الارتفاع الرهيب في تكلفة الزواج، وخصوصًا المهور التي تقدم للزوجة بجانب ما يسمى في الأعراف الاجتماعية بالشبكة والهدايا، وفي ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها كل شرائح المجتمع، تدخلت المؤسسات الدينية داخل حلبة الصراع بما لها من رصيد روحي كبير عند فئات الدولة بطبقاتها المختلفة، لتتبنى حملة جديدة تحت عنوان "بلاها شبكة ومهر"، لتفصل في الأمر بأن "غلاء المهور"، شيء غير مستحب، بل ومكروه شرعًا.
وقالت الداعية منال المسلاوي، إن وزارة الأوقاف مطالبة بالعمل على تخصيص مجموعة من خطب الجمعة للحديث عن غلاء المهور، باعتبارها واحدة من أهم الموضوعات الاجتماعية، ذات التأثير المجتمعي الخطير، الذي يحتاج إلى أن تتعامل المؤسسات الدينية معه بقوة من خلال المنابر والوعظ.
وأشارت المسلاوي في تصريحات لـ"البوابة"، إلى أن الأوقاف والأزهر عليهما الجهد الأكبر من خلال استثمار الخطاب الروحي، وتوجيه الأئمة بعمل سلسلة دروس لتوعية الناس بالآثار السلبية المترتبة على غلاء المهور ومنها ارتفاع سن الزواج وانتشار الزواج العرفي إلى جانب عزوف الشباب عن الزواج وإرهاقهم بالديون، في وقت تعاني منه الدول من أزمة اقتصادية طاحنة.

وتحدثت المسلاوي، عن الآثار المترتبة على ارتفاع المهور، مطالبة التركيز على مثل تلك القضايا التي تمس المجتمع، مشددة على دور العلماء والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في إيجاد مخرج للشباب وأعانتهم في الخروج من تلك الاعباء ذات التأثير النفسي السيئ.
وتابعت، المهر لا يمكن بحال من الأحوال أن يحافظ على استقرار الأسر، أو ضمان حق الزوجة، فقد يضطر بعد الأزواج إلى رفض تطليق زوجته رغم صعوبة العشرة بينهما لعجزه عن دفع تلك المبالغ الطائلة ما يدفعها إلى ارتكاب جريمة قتل من أجل التخلص منه، مضيفة "المهر ربنا شرعه ودا حق للعروسة، لا يمكن أن نطالب بإلغائه بينما ما نطلبه هو عدم المغالة به، خاصة أن الله لم يحدد له حد أقصى، مراعاة للحالة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الشباب، على أن يكون لهما الحق في تحقيق رغبتها كاملة بعد الزواج لقوله تعالى "لينفق ذو سعة من سعته".
وعددت الداعية بالأوقاف، أسباب غلاء المهور إلى عدة أسباب منها التفاخر والمباهاة أمام الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، استبداد ولى الأمر في تحديد قيمة المهر دون مراعاة الظروف المحيطة بالمجتمع والخاطب، إلى جانب العرف السائد في بعض العائلات المسمى بمهر المثل، والطمع في المتقدم ( الخاطب ) ومحاولة استغلاله بأكبر قدر ممكن، إيمانًا بأن المهر الكبير نجاة من الطلاق.

وشددت أن هناك أيضًا من ضمن العوامل التي أدت إلى غلاء المهور هو عدم وجود توعية دينية كافية، في ظل خطاب إعلامي كان سببًا في إحداث خلل نفسى في عقول الفتيات وأولياء الأمور. 
بينما قال الدكتور عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن ووكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالدقهلية، أن الأزهر يرفض المغالاة في المهور وعدم اتباع الوسطية مما أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع، مشيرًا إلى أن التيسير على الشباب له انعكاسات مباشرة على أخلاقيات الشباب. 
وأضاف في تصريح لـ"البوابة" أن تدعيم حملة لا للمغالاة في المهور لا يعني التفريط في حق المرأة، ولكنه دعوة لابتاع ما أمرنا به النبي والتمسك بالوسطية في مطالب الأهل، حتى لا يكون الزواج عبئًا واستنزاف للشاب وللأهل أيضًا، مؤكدًا أن الكثير من الخطب والندوات تخصص لمناقشة هذا الأمر منذ عدة سنوات، ولكن في هذه المرحلة وفي ظل الغلاء والبطالة وارتفاع نسبة العنوسة، فإن الحديث فيه وتشكيل وعي مجتمعي بات فرضًا على الأئمة والأزهريون، حتى تكون الوسطية هي القاعدة والمغالاة شذوذًا عن تلك القاعدة. وأكد "منصور" أن جامعة الأزهر سيكون لها دورا في توعية الشباب من خلال الندوات ولقاءات الأساتذة بالطلاب، وحثهم على رفض القيود المجتمعية التي فرضتها بعض العادات والتقاليد ولا أساس لها في الدين، مع الوضع في الاعتبار ضمان حقوق الزوجة وعدم التفريط فيها دون غلو.