تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لا ينبغي أن تمر علينا الذكرى النبوية الشريفة لحادثة الهجرة إلا ويجب أن نحاول استخلاص الدروس والعبر الماضية والمستقبلية، لأنه لا يوجد حديث ورد عن النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” إلا وسوف تجد فيه حكمة من الحكم الشرعية أو عبرة أو نبراسا تقتدي به وتستضيء بنوره، ولذلك نحاول أن ننوه إلى بعض الحكم والعبر والأحكام الشرعية المستخلصة من هجرة النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” من بلده مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، والتي أقام بها النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” ومعه أصحابه من المهاجرين من مكة وأصحابه من أهل المدينة وأطلق عليهم الأنصار، وحسنا قد فعل سيدنا عمر بن الخطاب “,”رضي الله عنه“,” أن اتخذ من تاريخ هجرة النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” بداية للتقويم الإسلامي، فقد كان قبل ذلك يعمل بالتقويم الروماني، وهو التقويم السنوي الذي يبدأ بشهر يناير وينتهي بشهر ديسمبر، وفي مصر كان العمل بالتقويم الفرعوني المعروف حتى الآن عند المصريين ومن شهور السنة الفرعونية (كيهك- هاتور- بشنس- توت– طوبة– أمشير.. إلخ) والسنة الهجرية هي سنة قمرية، أي أنها محسوبة بدوران القمر حول الأرض، فيأتي الشهر فيها 29 يوما ومرة 30 يوما، أما السنة الرومانية وهي التي تبدأ بشهر يناير وتنتهي بشهر ديسمبر، وتحسب بدوران الأرض حول الشمس، وتسمى السنة الشمسية وبها تأتي بعض الشهور 30 يوما وبعضها 31 يوما، ثم جبر السنة ببعض الكسور، والعجيب أن السنة الفرعونية التي سبقت التقويم الهجري للمسلمين والتقويم الشمسي للرومان هي من أدق الحسابات الفلكية ومعها السنة الهجرية التي تبدأ بشهر محرم وتنتهي بشهر ذي الحجة وهي التي تقع فيها الأشهر الحرم التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: “,”إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ (36)“,” (التوبة).
والأشهر الحرم هي التي يحرم فيها القتال، وهي شهر محرم وذو القعدة وذو الحجة ورجب، وهي أشهر مواسم الحج، وكانت العرب تتقاتل كطبيعة بشرية لهذه القبائل، فرض عليهم الله سبحانه وتعالى القتال أربعة أشهر من السنة، والهجرة النبوية كانت بوحي من الله للنبي “,”صلى الله عليه وسلم“,”، وكان صديقه أبو بكر الصديق يسأل النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” عن الهجرة، ويقول له “,”هل أذن لك يا نبي الله“,”، فكان النبي “,”صلى الله عليه وسلم “,” يرد عليه “,”لم يأذن بعد“,”، وكان أبو بكر الصديق قد جهَّز ناقتين كبيرتين واهتم بعلفهما وأخبر النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” بذلك، فقال له النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” لا بد أن يدفع له ثمن الناقة المعدة له، حتى إذن لهم الله بالهجرة، فوقع اختيارهم على عبد الله بن أريقط، وهو رجل خبير بالطرق، واتفقا معه على أن يقودهما للخروج من مكة إلى المدينة، فسلك بهما طرقا يتفادى بها مكر ومطاردة قريش لهما، ووقعت لهما حادثة الغار الشهيرة؛ حيث اختبأ النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” ومعه أبو بكر في إحدى مغارات الجبل وعشَّش العنكبوت على مدخل العش وباضت يمامة وجلست على بيضها، آية من آيات الله حتى وصلت قوات قريش إلى مكان الغار، وعندما وجدوا عش العنكبوت وأمامه عش اليمامة التي تجلس على بيضها، فعلما بحكم الخبرة المعتادة عند الناس أنه لا يوجد أحد بداخل هذه المغارة، ولم يدخلها أحد منذ مدة طويلة وإلا لما وُجد عش العنكبوت ولهجرت اليمامة عشها، فانصرفت قريش إلى مكة، ولم تتمكن قواتها اللحاق بالنبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” وصديقه ومرافقه في الهجرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ولنا هنا وقفة نستخلص منها بعض العبر والحكم التي تعود علينا نحن بالنفع في الدين والدنيا:
* فأول هذه الدروس الانقياد والإذعان لأمر الله سبحانه وتعالى، وفي ذلك لمن أراد خيري الدنيا والآخرة، وإن كان في ظاهره الألم ومفارقة الأوطان والأحباب، ولكن الله لا يعذب عباده بطاعته ويتركهم يتجرعون، ألم فراق الأهل والأوطان، فإن الله يعوضهم بذلك في الدنيا والآخرة، ولكن الله سبحانه وتعالى جرت حكمته أن تُجرى نعمه لمن يمتثل لأمره، فلا بد للمؤمن أولا أن ينقاد لأمر الله سبحانه بمنتهى الرضا والعلم بأن الله لا يأمره إلا بالخير، وبعد الامتثال والانقياد تظهر نعمة الله، وتتجلى حكمته، وقد حدث ذلك في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عندما رأى في المنام أنه يذبح ابنه، ورؤيا الأنبياء وحي وصدق، ثم أخبرنا الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى: “,”فَلَمَّا أَسْلَمَا وتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) ونَادَيْنَاهُ أَن يَا إبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءْيَا إنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ (105) إنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ (106) وفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ (110) إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِينَ (111) وبَشَّرْنَاهُ بِإسْحَاقَ نَبِيًا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وبَارَكْنَا عَلَيْهِ وعَلَى إسْحَاقَ ومِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)“,” (الصافات).
فهكذا الاستسلام لأمر الله والانقياد لطاعته، فلا يوجد أشد صعوبة على الإنسان من أن يذبح ابنه الوحيد الذي رُزق به على كبر واشتد عوده وتعلق به القلب، وعندما وضع إبراهيم عليه السلام السكين على رقبة ابنه إسماعيل ومررها عدة مرات انصياعا لأمر الله، واستسلم قلبه المحزون على ابنه لأمر الله، واستسلم الولد لأمر الله وطاعة والده، ظهرت عندها نعمة الله الذي أبطل عمل السكين في رقبة إسماعيل، كما أبطل من قبل عمل النيران في إبراهيم، ثم فداه بذبح عظيم، كبش يرعى في الجنة، ثم أنعم عليه بولد آخر وأخ لإسماعيل، وهو إسحاق، أعقب يعقوب إسحاق بيعقوب، وجعل بعد ذلك النبوة في ذرية إبراهيم عليه السلام، حتى ختمت بالحبيب المصطفى “,”صلى الله عليه وسلم“,”، أي ما يزيد على قرابة ألفي وخمسمائة عام، وتتوارث ذرية إبراهيم عليه السلام النبوة، فهكذا تظهر آثار الطاعة لله بعد الانقياد والرضا. ربما يتأخر الأمر ولكن المؤمن عليه بالصبر فإن الله لا يقضي له إلا بالخير، وكان من بلاء سيدنا يونس عليه السلام بأن التقمه الحوت؛ لأنه هاجر أهله الذين بعث فيهم دون أمر من الله سبحانه وتعالى، فعاقبه الله سبحانه بأن التقمه الحوت في قصة سيدنا يونس الشهيرة، ثم تدارك يونس أمره واستغفر ربه في بطن الحوت فقال الله تعالى: “,”فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)“,” (الصافات)، وهكذا تظهر نعمة الله وفضله بعد الانقياد لطاعته عن رضا وقبول أمره والصبر على مشقة العبادة.
* ومن الدروس المهمة من حكمة الهجرة:
الإعداد الجيد لإنجاح المهمة، فالإعداد الجيد لأي مهمة هو نصف إنجاحها، والنصف الآخر يكون في التنفيذ، وذلك معروف في العلوم العسكرية أن الإعداد الجيد للمعركة نصف النصر، ولذلك نرى أن أبا بكر الصديق أعد للهجرة ناقتين متعافيتين تستطيعان السير بقوة ومهارة، وأعد المال والطعام لهما وللدواب، كما اتفقا مع رجل ماهر بالطرق وأمين، فقد عرضت قريش مكافأة مغرية لمن يدل على النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” وصاحبه، ومع ذلك فإنه وفَّى بعهده مع النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,”، وأوصلهما إلى حيث المأمن، ولم تغره المكافأة التي رصدتها قريش، وكذلك فكل من يريد أن يُنجح مشروعا فعليه بإعطائه لأهل الكفاءة والخبرة، وذلك يكون في جميع المجالات؛ الصحة، التعليم، الجيش.. إلخ، فأهل الخبرة والكفاءة في أي مشروع دليل على نجاح هذا المشروع، إذا توافر لهم جميعا عنصر الأمن أيضا، وهو عنصر هام حيث الخيانة هي عنوان السقوط، فتفشي الفساد والمحسوبيات في إدارات الحكومة نوع من السرقة المقننة، وبسبب الفساد وعدم الكفاءات تهدر إمكانيات الدولة، وربما وإن كانت قوية مع وجود منعدمي الكفاءات وعدم الأمناء، فلو استمر الوضع طويلا فعند هذه النقطة سوف تسقط دعائم الدولة، وسوف تنتقل إلى مصافِّ الدول التي يصنفونها بـ“,”الدول المتخلفة“,”، وربما أدى ذلك إلى تقويض أركان الدولة كدولة ثم تنهار، وعند انهيار مؤسسات الدولة فلا بديل عنها سوى الميليشيات التي سوف تلجأ إليها الأحزاب؛ لأنها تصب في مرحلة الدولة الفاشلة، فلا بد لمن يتولى أمور الناس ورعاية مصالحهم أن يكون من أصحاب الكفاءات والأمانة، ولهذا وقع اختيار النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” على رجل أمين؛ لأن قريش رصدت كفاءة كبيرة لمن يدل على النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” وصحبه، فلو أن هذا الرجل الذي قادهم في الرحلة خائن لفضَّل المكافأة على أجره الزهيد، وإن لم يكن خبيرا بالطرق لأوقعهم في مصيدة مقاتلي قريش، ولكنه بكفاءته جنَّبهم قوة قريش، وبأمانته حفظهم حتى أوصلهم إلى غايتهم، وهذه من أهم الخصال التي نفتقدها اليوم في عالم الإدارة؛ حيث تفشي الخيانة والفساد والمحسوبيات، ولعلنا جميعا نذكر ذلك الموظف الرئاسي بديوان رئاسة الجمهوريات السوفييتية عندما حضره الموت، فأدلى باعتراف خطير، حيث إنه أخبر من حوله بأنه عميل يعمل لحساب المخابرات الأمريكية منذ زمن طويل، وكانت كل مهمته هي أن يُوضع على رأس الجهاز الإداري للدولة “,”الرجال الفاسدين“,” لتولي المؤسسات المهمة في الدولة كالتعليم والصحة والثقافة والصناعة.. إلخ، وكان ذلك سبا في انهيار الاتحاد السوفييتي أو من أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي في صراعه البارد مع الولايات المتحدة الأمريكية.
* ومن الدروس المهمة التي نتعلمها من الهجرة:
المحافظة على كتمان الأسرار وعدم الثرثرة؛ لأن غاية عدوك أن يعرف عنك ما تخبئه حتى يجد ثغرة في غفلة يصل إليك منها، وقد قالت العرب “,”سرك من دمك فانظر متى تهدُره“,”، هكذا يعرف العرب وهم أهل الحروب والغارات خطورة إفشاء الأسرار وأنها تهدر دم صاحبها، بمعنى إن لم يحافظ على سر نفسه فإنه يسعى لإهدار دمه؛ حيث إن عدوه يجد منه الغفلة والثغرة التي ينفذ إليه منها، ولذلك كل قادة الحروب يضعون في مخططاتهم ما يسمى “,”خطة خداع العدو“,” حتى يحفظوا بهذه الخطة خططهم الأساسية، ولعلنا نذكر جميعا بأن المخابرات المصرية قبل حرب أكتوبر 73 وكانت موافقة لشهر رمضان نشرت في جميع الصحف المصرية عن موعد العمرة لرجال القوات المسلحة، وبالفعل تقدم آلاف من الضباط والعاملين بالقوات المسلحة لإدارة شئون الحج والعمرة بالقوات المسلحة للحصول على تأشيرة العمرة، وتركوا قرابة 24 ألف جواز سفر للحصول على التأشيرة؛ مما أكد للمخابرات الإسرائيلية بأنه يستحيل قيام مصر بحرب في شهر رمضان في ظل غياب 24 ألف ضابط وعامل بالقوات المسلحة في موسم العمرة، إلا أن التعليمات السرية كانت أخذ هذه الجوازات والاحتفاظ بها في غضون أربعة أيام فقط، قبل موعد وصول التأشيرة اندلعت الحرب وفوجئت إسرائيل بعبور 80 ألف جندي، قرابة خمس فرق من الجيش المصري، في عملية مباغتة نجحت المخابرات المصرية في خداع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية معا، وتمكنت المخابرات المصرية من المحافظة على سر العبور وتضليل عدوها، فالمحافظة على الأسرار والقدرة على كتمانها للمحافظة على الكيانات والدول من دروس الهجرة النبوية الشريفة.
* وأيضا من دروس الهجرة النبوية الشريفة:
البحث عن أنصار وأتباع يكونون عونا له على إنفاذ دعوته والدفاع عنها، ولذلك كان النبي “,”صلى الله وعليه وسلم“,” قبل خروجه من مكة يستعرض القبائل عارضا نفسه ودعوته عليهم، حتى التقى زعيم الأنصار سعد بن معاذ عندما كان في سوق مكة، وقَبِل من النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” الإسلام والبيعة والنصرة، وقال له النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” في شروط البيعة “,”على أن تمنعني مما تمنعون منه أعراضكم وأموالكم ولكم الجنة“,”، فقال سعد قولته المشهورة “,”ربح البيع“,”، ولذلك انتقل النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,” من مكة إلى المدينة (دار أنصاره) وبدأت دعوته صلى الله عليه وسلم تأخذ منحنى جديدا ألا وهو الخروج من المحلية والقبلية إلى ما يشبه في يومنا هذا الدولية، أصبح للمسلمين كيان ومكانة بفضل الأنصار، وهكذا يجب أن يكون لأصحاب المشاريع القومية والدولية من أنصار يتفقون معهم في الرؤيا والهدف، وعليهم يتوقف نجاح كل مشروع جماهيري ودولي، ولولا وجود الأنصار والأتباع ما قامت الدول وما كان لها ذكر في التاريخ، وقد قالت العرب في حكمتها “,”الرجل بأتباعه“,”، أي أنهم يقيسون قوة الرجل بقوة من يتبعه ومن ينصره “,”فإن كان ذا أتباع وأهل نصرة فهذا الرجل يكون مرهوب الجانب، إذا قال سمع له، وإذا عاهد أنفذ عهده، وهذا ينسحب أيضا على الدول، ولذلك تجد الدول تخلق لنفسها تحالفات وأنصارا، وأشهر هذه التحالفات حلف الأطلنطي الذي يضم الدول الغربية، وكان مقابلا له حلف وارسو الذي يضم دول الكتلة الشرقية، وأشهر هذه التحالفات في منطقتنا العربية هو تحالف “,”مجلس التعاون الخليجي“,”، وهكذا لا بد لمن يقود الدول والمشروعات القومية من خلق تحالفات تضيف قوة جديدة إلى قوته، حتى الشركات الصناعية العملاقة بدأت في إقامة تحالفات فيما بينها، وهذا مؤشر على أهمية الأتباع والأنصار والتحالفات التي تضيف إلى قوتك قوة إضافية، ورغم بساطة الأمور في عهد النبوة فإن قوة الفكرة هي التي تبقى مع التطوير، وهكذا كل من يريد أن يتعلم من التشريع الإسلامي والفقه الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة، فعليه أن يلتقط الأفكار على بساطتها، إلا أنها صالحة دائما لكل العصور وصالحة دائما للتطوير والنماء، وهذا من سر هذا التشريع الإلهي الباقي بقاء الدنيا، والفقيه العالم هو من يستطيع استخراج هذه الكنوز من هذا التراث الخالد.