لقد طرح الدكتور عبدالرحيم على سؤالًا مهمًا، وهو لماذا يجب علينا الاعتراف بأن مصر فى خطر؟ والإجابة على هذا السؤال من جانب غالبية المصريين الوطنيين وخاصة شركاء ثورة ٣٠ يونيو هى نعم مصر فى خطر بينما بعض المصريين ممن يدعون انتسابهم إلى ثورة ٣٠ يونيو، ولكنهم انحرفوا عن المسار الحقيقى لها، لا يدركون هذه الحقيقة بل إن غالبية ممارساتهم تزيد من حجم الخطر الذى يحيط بمصر الآن وغدًا ومستقبلًا.. فالحرب ضد مصر منذ نجاح ثورة ٣٠ يونيو تأخذ أشكالًا مختلفة ومتعددة وتستخدم أسلحة متطورة حتى تحقق أهدافها لإسقاط مصر، وآخر هذه الحروب هى حرب التشكيك والإثارة التى تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي فى الذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس. ومحور الشر فى الداخل والخارج أقام تحالفًا مشتركًا لقيادة وإدارة هذه الحروب، وظهر ذلك جليًا فى افتتاحية مجلة الإيكونوميست فى عددها الأخير، والذى تضمن كمًا كبيرًا من التشويه المتعمد والمغالطات الكاذبة ضد الاقتصاد المصرى، وتشويه سمعة مصر الاقتصادية فى الخارج وأمام المنظمات الدولية، حيث فقدت المجلة مصداقيتها وضاعت المهنية الصحفية التى طالما تغنت بها هذه المجلة المأجورة.
فنعم مصر فى خطر ومواجهة هذا الخطر لا تكون برد الفعل فقط، ولكن لا بد من خطة مصرية شعبية وحكومية لمواجهة هذا الخطر والقضاء عليه وفى مقدمتها ألا نسمح لمنابر وبرامج الإعلام المصرى أن تكون أداة من أدوات هذا الخطر من خلال نشر وإذاعة بيانات غير حقيقية واستضافة دعاة الإثارة والتشكيك لضرب وقتل الروح المعنوية للمصريين. فنعم مصر فى خطر والمواجهة يجب أن تنطلق من داخل ساحة مجلس النواب المصرى كما حدث مؤخرا بإعلان الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، بضرورة غلق جميع شركات الصرافة وجعل عقوبة الإعدام لكل من يتاجر فى قوت الشعب، مستشهدا بدول كثيرة فعلت ذلك من أجل حماية وتأمين الشعب، ولا تلتفت مصر لدعاة الإثارة والتشكيك. فنعم مصر فى خطر لأن أضلاع المؤامرة على مصر شعروا بأن حربها على الإرهاب قد أسفرت عن نتائج إيجابية وانحصر الإرهاب كثيرًا يومًا بعد آخر، وأن إرادة الجيش والشرطة قهرت إرادة الإرهابيين، فبدأت الحرب على إرادة ومعنويات الشعب المصرى، وأيضًا على اقتصاد مصر وقوت البسطاء والفقراء. فالرئيس عبدالفتاح السيسي لا يبالغ فى أحاديثه بل إنه يضع الحقائق أمام الشعب، ويحتاج إلى معاونة ودعم الشعب، لأن حماية مصر من الخطر لن تتم بالجيش والشرطة فقط، لأن الحرب الجديدة الآن ليست حرب المتفجرات والأحزمة الناسفة والقنابل وغيرها من أسلحة الإرهاب المسلح ولكن أسلحة الحرب الجديدة هى أسلحة ناعمة ولكن تأثيرها أقوى وأكبر.
فنعم مصر فى خطر وخاصة مع بدء العد التنازلي لانتهاء فترة الرئاسة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي ونجاحه فى تحقيق ما يزيد على ٥٠٪ من برنامجه، وما أعلنه للشعب المصرى، وأن الفترة المتبقية من رئاسته ستشهد معدلات أكبر من النجاح والإنجاز. ولو كان الأمر بيدى لأطلقت دعوة لتشكيل كتائب شعبية لمواجهة حرب الإثارة والتشكيك على غرار كتائب التعمير بعد حرب ١٩٧٣ والعبور العظيم وأن تجوب هذه الكتائب ربوع مصر وجميع محافظاتها، للتصدى لدعاة الإثارة والتشكيك وكشف حقيقة مخططاتهم وتحالفهم مع قوى الشر وأهل الشر من جماعة الإخوان الإرهابية.
فالسؤال الذى طرحه الدكتور عبدالرحيم على لا ينتظر إجابة عليه فقط بالأقوال، ولكنه ينتظر إجابة بالأفعال والتحركات الرسمية والبرلمانية والحزبية والشعبية، لتشكيل جبهة مصرية قوية وموحدة لمواجهة هذا الخطر والانتصار فى الحرب عليه بالعمل الجاد والإنتاج وزيادة الصادرات لأن من يتقاعس عن المشاركة فى هذه الحرب فليس مصريًا.