الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حرب «تعطيل» مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان إعلان شركة إينى الإيطالية عن وجود أكبر احتياطى للغاز فى العالم أمام السواحل المصرية، إيذانا ببدء فصل جديد من الحرب على مصر «٣٠ يونيو»، فلقد انتقل الأمر من عقاب مصر إلى تعطيل أى محاولة للنهوض بها فضلا عن حصارها الاقتصادى تمهيدا لإسقاط خيارها الوطنى وتمسك شعبها الشديد بجيشها ومؤسساتها الوطنية التى تمكنت من حماية الوطن من سيناريوهات التقسيم والتفتيت والتدمير التى أتت على غالبية دول الشرق الأوسط. 
والمسألة هنا لا تتعلق بوجود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سدة الحكم بقدر ما هى تعبر عن سيناريو دائم لإسقاط أى رئيس يمثل المشروع الوطنى المصرى القائم على التنمية الشاملة فى الداخل ووجود مصر كقوة إقليمية فى الخارج، ومن هنا يظهر الخطر على أدوار دول أخرى لا ترغب فى وجود مصر القوة المضافة والحامية لجيرانها بل تحاول أن تفرض على مصر دور التابع الغارق فى مشاكله حتى أذنيه. 
حرب تعطيل مصر لا تعتمد على دبابة أو مدفع بل تعتمد على أدوات أشد فتكا وأعنف تأثيرا على المواطن المصرى، وتختار توقيتات قاتلة لتوجيه قذائفها نحو الروح المعنوية للمصريين والتشكيك فى قدرة الرئيس على حل أزمات مصر المزمنة، معتمدة على عناصر فى الداخل تشعر بالغضب لتدمير مشروعها، وأصبح لديها ثأر مع الوطن وشعبه، تشعر به فى حالة التشفى المزمنة فى أى أذى يحدث لمصر.
وتعمل على إدارة المعركة النفسية وأدواتها الإعلامية مجموعة غير ظاهرة تعمل ما بين قطر وتركيا ولندن برئاسة عزمى بشارة مستشار أمير قطر وهو نائب سابق فى الكنيست الإسرائيلى تم طرده من إسرائيل لتتلقفه الدوحة وتستخدم خبراته فى مجالات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى والإعلام فى لعب أدوار قذرة ضد الأنظمة العربية بعد انكشاف دور قناة الجزيرة، ويعمل بشارة وفريقه بميزانية مفتوحة وهدفهم تدمير صورة مصر فى الخارج والداخل.
ولذلك يمكن الربط بين إعلان عصام حجى، عن تكوينه لفريق رئاسى للمنافسة فى انتخابات فى ٢٠١٨ فى قناة العربى التى يرأسها بشارة وبين موضوع مجلة الإيكونوميست البريطانية عن مصر، والذى صاغه مقربون لبشارة فى المجلة، فرسالة الإثنين للمصريين واضحة وهى لا تنتخبوا السيسى مرة أخرى ونحن نعد لكم البديل الذى سيعمل بطريقة «المحلل» لإعادة الإخوان مرة أخرى للحياة السياسية ثم تدمير الجيش المصرى على النمط التركى.
ويستغل بشارة ومن معه ثغرات كثيرة موجودة بين الحكومة وأدواتها الإعلامية المفترضة «ماسبيرو والصحف القومية» وبين الشعب الذى فقد الثقة فيما يقدم له لتمرر أفكار وشائعات تلعب على همومه الاقتصادية وقلقه من المستقبل، وتحبط محاولات الإصلاح الاقتصادى وتشكك فى أى إجراء تتخذه الحكومة، بل تجعلها تخاف أكثر من رد فعل الناس وتجعل أى إجراء إصلاحى باهظ التكلفة.
إلا أن القدر يدخر لمصر أخبارا جيدة ما بين فيضان النيل الذى سيؤمن احتياجات مصر المائية لسنوات، وبين التوقعات الاقتصادية لثروة مصر من الغاز والتى ستنافس بقوة الغاز القطرى فى الأسواق العالمية فبحسب مقال المحلل الاقتصادى البارز نيك بتلر فى الفايننشيال تايمز والذى لن ينشر فى المواقع التابعة لمجموعة بشارة سيتغير مستقبل مصر بداية من ٢٠١٧ نحو الأفضل بعد بدء إنتاج الغاز والاستقرار وعودة السياحة، وبالتالى إجابة سؤال ماذا بعد تفكك تركيا؟ التى يرى الكاتب أن مصر هى «البديل الأنسب» والقوة القادرة على إزاحة الاتراك خارج اللعبة وتأمين الشرق الأوسط من الإرهاب. 
ما سيأتى به القدر من خير وما تفرضه علينا ثروتنا البترولية من تحديات تتطلب منا جميعا تعاونا وصبرا وتحملا للمصاعب من أجل عبور مأزقنا الاقتصادى المزمن، وتفويت الفرصة على المتربصين.