السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

آثار وخيمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصرف صغير فى نظرك قد تكون آثاره وخيمة جدًا
الدين المعاملة، أيًا كان دينك فلن تظهر عظمته إلا من خلال تصرفاتك ومعاملاتك، فلا الصلاة ولا الصيام ولا أى مما تعتقدون سيكون أثره على مَن حولك إلا معاملاتك.
فأنت تصلى لمن خلقك ولن يستفيد من صلاتك أو صيامك غيرك، ولن يراك أحد فى مكانة كبيرة برؤيتك تتعبد، فالناس جميعًا أمورهم بأيدى من حولهم، فأنا أتحكم فى أمور غيرى، وغيرى يتحكم فى أموري.
ونأسف فى هذا الزمان أن نرى أناسًا يتعبدون ويعطون مثالًا سيئًا لمن حولهم فى أمور معاملاتهم، فمن كان تعبده ضعيفًا تأثر تأثرًا كبيرًا بمن رآه متعبدًا بينه وبين خالقه، وغير أخلاقى فى معاملاته، فنجده أنانيًا تارة وغيورًا تارة أخرى، حقودًا بأفعاله على من هم أفضل منه فى مجال عمله أو معاملاته، لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فهو فظ يردد دائما: «ما دام السوء بعيدًا عن بيتى فلا توجد أى مشكلة». 
نجد من يلقى زبالته من نافذة سيارته فى الشوارع ويردد فى مجالسه أن النظافة من الإيمان، ونجده يمشى أمره بقليل من الرشاوى ويقنع نفسه بأنه مغلوب على أمره، و نسمعه فى كل مكان يتحدث عن الفساد والفاسدين، وأنه يبحث عن هجرة إن تمكن ليذهب لمجتمعات أخرى يشوبها الإيمان فى قوانينها ونسى أن القانون هنا مرهون بتطبيقه. 
نحن من نرسم عالمنا بلون نلونه نحن ولن يتلون بألوان تفرض علينا، فنحن حقًا الفاسدون.
رحم الله الفنان القدير أحمد زكى عندما قال «كلنا فاسدون لا أستثنى أحدًا».
منذ سنوات، انتقل إمام أحد المساجد إلى مدينة لندن- بريطانيا، وكان يركب الباص دائمًا من منزله إلى البلد، بعد انتقاله بأسابيع، وخلال تنقله بالباص، كان فى أحيان كثيرة يستقل نفس الباص، بنفس السائق، وذات مرة دفع أجرة الباص وجلس، فاكتشف أن السائق أعاد له ٢٠ بنسًا زيادة عن المفترض من الأجرة. فكر الإمام وقال لنفسه إن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه، ثم فكر مرة أخرى وقال فى نفسه: «إنسَ الأمر، فالمبلغ زهيد وضئيل، ولن يهتم به أحد. كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شىء بسبب هذا المبلغ، إذن سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت. توقف الباص عند المحطة التى يريدها الإمام، ولكنه قبل أن يخرج من الباب، توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً قال له: تفضل، أعطيتنى أكثر مما أستحق من المال!! فأخذها السائق وابتسم وسأله: «ألست الإمام الجديد فى هذه المنطقة؟ إنى أفكر منذ مدة فى الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على دينكم، ولقد أعطيتك المبلغ الزائد عمدًا لأرى كيف سيكون تصرفك، وعندما نزل الإمام من الباص، شعر بضعف فى ساقيه وكاد أن يقع أرضًا من رهبة
الموقف!! فتمسك بأقرب عامود ليستند إليه، ونظر إلى السماء ودعا باكيًا: «يا الله، كنت سأبيع دينى بعشرين بنسًا!»، وبعد تذكروا إخوتى وأخواتى، فنحن قد لا نرى أبدًا ردود فعل البشر تجاه تصرفاتنا.. فأحيانا ما نكون القرآن الوحيد الذى سيقرؤه الناس.. أو الدين الوحيد الذى سيراه غيرنا من الناس.. لذا يجب أن يكون كلٌ مِنَّا مثَلاً وقدوة للآخرين ولنكن دائمًا صادقين، أمناء لأننا قد لا نُدرك أبدًا من يراقب تصرفاتنا، ويحكم علينا.
الحكمة: راجع قراراتك بحكمة قبل تنفيذها ربما تتصرف تصرفًا صغيرًا فى نظرك تكون آثاره وخيمة جدًا عليك وعلى من تتعامل معه.