السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

الغاز والسياحة الروسية تدفع أردوغان لمصالحة بوتين.. أنقرة تخسر مليار دولار صادرات لموسكو بسبب التوتر بين البلدين.. رفع مستوى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية وإنشاء صندوق للاستثمارات المشتركة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأضرار الاقتصادية الفادحة التي لحقت بكلا الجانبين الروسي والتركي على خلفية الأزمة التي سببتها إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في أجواء سوريا، أجبرت الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان على طي صفحة المشاكل بين بلديهما، مشددين على أولوية إعادة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه قبل إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر الماضي، ووضع خطط لرفع التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 100 مليار دولار خاصة بعدما تراجع التبادل التجاري بنسبة 43% خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية، علما بأنه انخفض العام الماضي بـ 26%.
وأوضح بوتين أن الطرفين يوليان الأولية لاستعادة المستوى السابق للعلاقات الثنائية، وأكد قائدا البلدين تعجيل التعاون في مجال التجارة والطاقة وتجديد العلاقات، فيما لم تستبعد موسكو إمكانيةَ التوصل إلى توافق مع أنقرة يسهم في إنهاء الأزمة السورية.
وشدد أردوغان على أن الجانبين يمتلكان الإرادة اللازمة لتطوير العلاقات، مشيرا إلى الاتفاق مع الروسي على إحياء آليات التعاون على كافة الصعد، ورفع مستوى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وإنشاء الصندوق التركي الروسي للاستثمارات المشتركة.
وتجنب الزعيمان التطرق إلى النزاع السوري خلال المؤتمر الصحفي، إلا أنهما عقدا اجتماعا مغلقا في قصر كونستانتينوفيسكي بسانت بطرسبرغ حول هذا النزاع. 
وذكر الرئيس الروسي بأن مقاربات بلاده من سبل التسوية في سوريا لم تكن تتطابق دائما مع المقاربات التركية في السابق، لكنه شدد على أن لموسكو وأنقرة هدفا مشتركا في هذا السياق، وهو تسوية الأزمة السورية. وشدد قائلا: "انطلاقا من هذا الموقف المشترك سنبحث عن حل مشترك مقبول". واستطرد قائلا: "إننا ننطلق من استحالة التوصل إلى تحولات ديمقراطية إلا بالوسائل الديمقراطية. هذا هو موقفنا المبدئي".
وأكد بوتين أن هدف تطوير العلاقات يزداد أهمية نظرا للتراجع الكبير الذي شهدته العلاقات الثنائية منذ الحادثة المأساوية في نوفمبر الماضي وذكّر بأنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية، تراجع التبادل التجاري بـ 43%، علما بأنه انخفض العام الماضي بـ 26%.
ولفت بوتين أن الرئيس التركي وجد الفرصة لزيارة روسيا على الرغم من الوضع الصعب في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشل ليلة 15 و16 يوليو ، معتبرا ذلك دلالة على عزم الطرفين على استئناف التعاون. وأضاف أن موسكو وأنقرة ستوليان الاهتمام الخاص بزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري، مؤكدا أن الحكومتين تتمتعان بدعم أوساط الأعمال في هذه الاتجاه.
وأضاف بوتين أن المحادثات تناولت مشاريع كبيرة في مجال الطاقة. وأشاد بالقيادة التركية التي قد اتخذت قرارات سياسية معينة بشأن محطة "أكويو" الكهروذرية ومشروع "السيل التركي" لنقل الغاز. كما أعرب الرئيس الروسي عن ثقته بالآفاق الواعدة باستئناف التعاون في مجال السياحة علما بأن الجانب التركي قد قدم الضمانات الضرورية بشأن أمن المواطنين الروس.
ألحقت الحرب الكلامية بين البلدين بسبب إسقاط الطائرة الروسية ضررا بالغا بقطاع التجارة. انخفضت الصادرات التركية إلى روسيا في النصف الأول من العام بواقع 737 مليون دولار، بتراجع 60.5 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، طبقا لصحيفة "الصباح" التركية. وتعد روسيا وجهة تصدير رئيسية لصناعة الغزل والنسيج والفاكهة والخضروات التركية.
وقد صرح وزير الجمارك التركي، بولنت تفنكجي، أن بلاده خسرت صادرات بقيمة مليار دولار خلال الشهور السبعة الأولى من العام بسبب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مع روسيا.
وفي مجال البناء تمثل مشاريع البناء في الخارج أهمية كبرى لتركيا، وتعد روسيا ثاني أكثر الدول أهمية، حيث تفوز فيها الشركات التركية بعطاءات ومناقصات كبيرة. وضمّت الاستعدادات للألعاب الأوليمبية في سوتشي كثيرا من الشركات التركية. وتقدم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2018 الوشيكة، التي ستستضيفها روسيا، فرصا جديدة لشركات البناء التركية.
أما في القطاع السياحي فكانت روسيا ثاني أكبر سوق لقطاع السياحة في تركيا بعد ألمانيا. لكن بعد إسقاط المقاتلة الروسية، تراجع عدد السائحين الروس القادمين إلى تركيا بنحو 93 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وترغب تركيا في استعادة إيراداتها السنوية البالغة 3 مليارات دولار من عائدات السياحة من روسيا وحدها.
وكان تجميد العمل على مشروع "تركستريم"، وهو مشروع لمد خط أنابيب في البحر الأسود لدعم صادرات الغاز الروسي إلى تركيا ضمن الخطوات التي اتخذتها روسيا عقب الأزمة. ويعتبر الغاز الروسي عاملا حيويا لدعم الاقتصاد التركي المتنامي. وتعتمد تركيا على روسيا في أكثر من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي المستخدم في التدفئة وتوليد الكهرباء.
فيما قال الكسندر شيمولين، من المعهد الأمريكي الكندي في موسكو، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يسعى لكسب نظيره التركي، رجب طيب أردوغان وبلاده التي تعتبر عضوا مهما في حلف شمال الأطلسي أو ما يُعرف بـ"ناتو."
وأضاف أن "لتعزيز الفرقة في المجتمع الغربي وفي حلف الناتو وهو أحد الأسباب وأحد الأهداف المنشودة من قبل روسيا."
وفي الوقت الذي يؤكد فيه المسئولون الأتراك على أن زيارة أردوغان إلى روسيا ولقائه بوتين لا تعني على الإطلاق أن تركيا تدير ظهرها إلى الغرب، إلا أن هذه الزيارة التي تأتي في أوقات دقيقة تلت محاولة الانقلاب الذي شهدته تركيا في الـ15 من يوليو إلى جانب ملفات ساخنة في المنطقة من سوريا إلى أوكرانيا قد تدفع الحلفاء الغربيين للتوقف والنظر لها للحظة.
بدوره قال فادي هاكورا، الخبير بالشئون التركية لدى مركز تشاثام، إن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى روسيا ولقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جاءت بدافع اليأس.
وأوضح هاكور أن "تركيا بحاجة لاستعادة الترابط الاقتصادي والتجاري مع روسيا، وتركيا بحاجة لاستعادة تدفع السياح الروس إلى منتجعاتها السياحية،" لافتا أيضا إلى أن تركيا "بحاجة أيضا إلى أن تسترجع روسيا نفوذها الذي كان سابقا في سوريا."