الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عواجيز الفرح بين الإنجاز والتشكيك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرًا ما نستخدم نظريات العلم ونطبقها على حياتنا الاجتماعية، فنستدل بما يقوله علم الرياضيات: «إن أقصر الطرق ما بين نقطتين هو الخط المستقيم»، لنبرهن على أهمية المصارحة والمكاشفة للوصول إلى الهدف، وهو ما يؤكده الواقع أن الصدق منجي، أو كما يقول المفكر والرسام اللبنانى أمين الريحانى: «ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة»، وهو ما شعرت به وأسعدنى فى خطاب الرئيس السيسى بمناسبة مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة ومرور٦٠ عامًا على تأميم القناة، والذى تناول فيه الرئيس دون مواربة الانتقادات والهجوم على الدولة ومشاريعها، لم يتجاهل ما يقال ويكتفى بثقته أنه يمشى على الطريق الصواب، لم يكرر خطأ الرئيس مبارك فى تجاهل الشائعات وعدم الرد على الادعاءات والأكاذيب بقوة وصراحة، منه إلى الشعب مباشرة، حتى بدأ الجميع يصدق ما يقال ويفقد الثقة شيئًا فشيئًا بسبب الإلحاح، أو كما يقول المثل الشعبى «الزن على الودان أمر من السحر»، لذلك استفاد الرئيس السيسى وتعلم من أخطاء الماضى، وقد تحدث عما وصفه «بالإنجاز والتشكيك»، والدور الذى يلعبه البعض ممن يريدون إسقاطنا فى الوحل، فينتقدون ويسفهون كل شىء، ويشككون فى كل إنجاز، وكما أشار الرئيس: «من غير ما يقصدوا أو يقصدوا، حتى لا نشعر بأننا نخطو للأمام، ومهما يتعمل يتقال مفيش أمل»، ولكن راهن الرئيس على قدرة الشعب المصرى على التمييز بين الطيب والخبيث، وذكر العديد من الأمثلة التى تدل على التشكيك والهدم وقلب الحقائق، فبعد إتمام مشروع «قناة السويس الجديدة» الذى يرفع من كفاءة وتصنيف القناة، ويجهزها لكى تجابه التطور فى التجارة العالمية على مدى السنوات القادمة، ويتم إنجازها فى عام واحد، وهو ما أبهر العالم وأعاد إلينا ثقتنا فى أنفسنا، ولكن يأتى من ينتقدون ويشككون ويدعون أن القناة تخسر على غير الحقيقة، تقوم الدولة بتنمية وتعمير سيناء يقولون لماذا تركتم الصعيد؟ يتم حل مشكلة الكهرباء التى نعانى منها منذ سنوات فينتقدون ويقولون «الفواتير نار»!!، يقال دائما اخرجوا إلى الصحراء وعمروها واتركوا الوادى، وحين يتم إنجاز مشروع المليون ونصف المليون فدان ينتقدون ويشككون فى جدواه الاقتصادية، ينتقدون الطرق المصرية ويسمونها طرق الموت، وحين تنجز الدولة مشروعًا لشبكة طرق قومية يهاجمونها أيضا. تقوم الدولة بتقوية الجيش لمجابهة التحديات فى المنطقة فيقال «أنتم بتصرفوا على التسليح ليه». تعمل الدولة على حل مشكلة الإسكان الاجتماعى بإنجاز ٦٠٠ ألف وحدة سكنية فينتقدون المشروع أيضا، يشتكى الجميع من ارتفاع الأسعار وحين تكلف الدولة الجيش بالتدخل لحل الأزمة، فيهاجمون ويقولون «الجيش ماله بالموضوع». لم ينكر الرئيس ارتفاع الأسعار والدولار ولكن تساءل: هل ونحن نعيد بناء مصر مرة أخرى سيمر الأمر بسهولة دون ضرب للسياحة والاقتصاد؟، علينا ألا نتجاهل ما يحدث لمنطقتنا العربية من استهداف ومؤامرات وتفكيك، فقد طالبنا الرئيس بأن ننتبه لكل ما يقال، ووصف ما يحدث بأنه محاولة لهزيمة الإرادة الشعبية وتحطيمها وبث اليأس والإحباط، وتحدث عن مشروع «حفر ٤ أنفاق مغطاة» بطول ٥ كم وبعضها تحت الماء، والذى بدأ منذ عام من خلال ٤ شركات مصرية ولم يتحدث عنه من قبل، لمبدئه بعدم الإعلان عن أى مشروع سوى بعد تنفيذه أو بإنجاز مراحل كبيرة فيه، واعتبره الرئيس خطوة من ألف خطوة مصر بتمشيها للأبناء والأحفاد والأجيال القادمة، هذا المشروع كما قال الباحث الوطنى «عمرو عمار» هو مشروع العالم الراحل الدكتور جمال حمدان لربط الدلتا بسيناء عبر ٦ أنفاق وتحويلها إلى مدن صناعية وزراعية وعبور نهر النيل تحت القناة، وهو المشروع الذى حاول الرئيس الأسبق مبارك أيضا البدء فيه من خلال إنشاء مشروع ترعة وكوبرى السلام لتصل مياه النيل حتى شرق القناة للعمق السيناوى، والآن يقوم الرئيس السيسى بهذا الإنجاز الضخم الذى ستتجاهله أقلام وبرامج كارهى الوطن، ولن يكتفوا بتجاهله بل سيهبون علينا من كل فج عميق لينتقدوا ويسفهوا ويهاجموا، وسوف يحدثوننا بثقة الجهلاء، مدعى العلم وكأنهم يحتكرون الحقيقة. فيا من مرضتم بداء وهم الثقافة وادعاء الوعى، كفاكم سمومًا لوثتم بها طبيعتنا الراضية وفطرتنا النقية، يا من تحاولون زرع الحقد فى البسطاء وتتاجرون بآلامهم، وأنتم تنعمون بأموالهم التى تتعالون وتتعجرفون عليهم بها، نعم لدينا كثير من السلبيات ويجب أن نشير إليها وننتقدها ولكن بمنطلق البناء وليس الهدم، بشروا ولا تنفروا، حرضوا على الصبر بدلًا من الغل، الشعوب تعلو بالصبر والنشاط والعمل والأمل وليس بجلسة المصاطب ومصمصة الشفاه وأحاديث «عواجيز الفرح»، تفاءلوا بالخير تجدوه، كفاكم يا مثقفى الهدم، ويا من أزكمتم أنوفنا بقاذورات نفوسكم وعيونكم التى لا ترى إلا السواد، ويا من تملأون هواءنا بطاقتكم السلبية، ماذا جنت الشعوب العربية من أمثالكم سوى الدمار والتشريد والبؤس واليتم وبيع النساء سبايا، كفاكم يا من تقتلون شعوبكم قتلًا بطيئًا ثم تمشون فى جنازة أوطانكم.