الخميس 10 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

قراءة في الصحف

"زعيم تنظيم القاعدة بالعراق" في مرحلة جديدة من النزاع علي السلطة


علم القاعدة
علم "القاعدة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ا ستشهد إبراهيم السامرائي “,”أبو بكر البغدادي“,”، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، بمنهج أبو مصعب الزرقاوي في معرض رفضه أوامر أيمن الظواهري منحه “,”ولاية مكانية“,” على العراق تلغي “,”الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش“,”، والتمسك في المقابل بولاية لا تعترف بالحدود .
وأكدت مصادر لجريدة “,”الحياة اللندنية“,” الصادرة الاحد، أن أنصار “,”داعش“,” سيبايعون زعيمًا من جديد في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، تكشف ردود البغدادي مرحلة جديدة من الصراع والنزاع على السلطة والنفوذ والتمويل والأهداف داخل تنظيم القاعدة.

وأمر الظواهري في تسجيل صوتي الجمعة بإلغاء “,”الدولة العراقية في العراق والشام“,” ومنح البغدادي زعامة لمدة عام واحد على “,”الدولة الإسلامية في العراق“,” التي تكون ولايتها المكانية العراق، ومنح أبو محمد الجولاني ولاية مكانية على جبهة النصرة في سوريا لمدة عام واحد أيضًا.
من جهة أخرى يؤكد خطابا الظواهري والبغدادي الأخيرين أن العلاقة التي تربط بين شيوخ القاعدة في أفغانستان وباكستان، وشبابها المقاتلين في العراق، والتي توترت فعليًا في عهد الزرقاوي نفسه، انقطعت اليوم لتعلن ولادة تنظيم عراقي مستقل يبدو أكثر تطرفًا.
وتأكيدًا لطريقة الزرقاوي الذي كان دخل في صدامات مع بن لادن والظواهري، كي يفرض مشروع دولة العراق الإسلامية التي أعلنت بالفعل بعد شهور من مقتله في بلدة هبهب التابعة لمحافظة ديالى كانت إشارة البغدادي إلى الزرقاوي، من دون شيوخ القاعدة الآخرين، ومنهم أسامة بن لادن الذي لم يرد ذكره في الخطاب ويقول البغدادي إن الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية ما دام فينا عرق ينبض أو عين تطرف، ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها حتى يظهرها الله أو نهلك دونها، دولة مهّد لها الشيخ أبو مصعب الزرقاوي وامتزجت بدماء مشايخنا أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر، لن تنحسر عن بقعة امتدت إليها ولن تنكمش بعد نموها .
واتهم البغدادي في خطابه الظواهري بارتكاب “,”مؤاخذات شرعية ومنهجية عديدة“,”، لم يذكرها، واكتفى بالتركيز على الحدود باعتبارها أصل الخلاف وهي في رأيه: “,”الحدود التي رسمتها الأيادي الخبيثة بين بلاد الإسلام لتحجّم حركتنا وتقوقعنا في داخلها وقد تجاوزناها ونحن عاملون بإذن الله تعالى على إزالتها ولن يتوقف هذا الزحف المبارك حتى ندق آخر مسمار في نعش مؤامرة سايكس بيكو“,”.
و يحاول البغدادي استمالة المقاتلين العرب والأجانب إلى نظرية تعتبر “,”الدولة الإسلامية“,” إنجازًا فعليًا على الأرض يتمدد ويتم توسيعه ليستقطب “,”المجاهدين المهاجرين“,” ويتحول إلى “,”ملاذ آمن“,” للهاربين من “,”قهر السلطات في بلدانهم“,”، في إشارة إلى جوهر فكرة “,”داعش“,” التي تبدأ بإنشاء محيط جغرافي آمن في بلدات عبر الحدود العراقية – السورية وتتمدد من هناك إلى مناطق ومدن أخرى على الجانبين، وهي الاستراتيجية التي اقترنت بالزرقاوي، عبر محاولاته احتلال مدن كاملة وفرض سيطرته عليها بدلًا من حرب العصابات.
أوامر الظواهري في الولاية المكانية اعتبرها أنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات المقربة من التنظيم مؤامرة على الدولة، وبدت الردود للمرة الأولى تطاول الظواهري نفسه، فالشيخ لا يفهم طبيعة المعركة في العراق والشام.
كما أن مفهوم “,”الولاية المكانية“,” حسب أنصار البغدادي يمثل طعنًا في مشروع الجهاد نفسه، يقول أحدهم: لا نجاهد من أجل الدفاع عن حدود الدول الإسلامية المصطنعة، بل والله من أجل دولة إسلامية جامعة.
يعزف البغدادي في خطابه على نغمات يفهمها مقاتلوه على الأرض، فيقول إنه شاور مجلس شورى الدولة الإسلامية في العراق والشام من مهاجرين وأنصار ومن ثم أحال الأمر على الهيئة الشرعية.
وأخيرًا الأيام المقبلة ستكشف تأثير الطلاق المعلن بين الظواهري والبغدادي على الأرض في سوريا تحديدًا، وقد تمتد إلى العراق، حيث اعتبر تنظيم القاعدة الدولي، مظلة شرعية لعمل الدولة الإسلامية لسنوات، خصوصًا لجهة استقطاب المقاتلين الأجانب والأموال .
خطاب البغدادي نهاية مرحلة وبداية أخرى، والصراع الدامي بين الطرفين على السلطة ومناطق النفوذ والتمويل سيستعر .