الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

أحمد داود أوغلو يكتب عن عملية الاستيلاء التركي على الشرق الأوسط

أحمد داود أوغلو
أحمد داود أوغلو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوجب على تركيا أن تعيد النظر فى سياستها تجاه الشرق الأوسط، لقد فقدت تركيا الأحزمة الاستراتيجية الأكثر قوة فى المنطقة فى الربع الأول من القرن العشرين، وعاشت بعيدة عن المنطقة بشكل عام فى ربيعه الثانى والثالث، وطورت سلسلة علاقات متأرجحة بين صعود وهبوط مع دول المنطقة خلال الربع الأخير من القرن نفسه، وهى اليوم مضطرة لأن تعيد تقييم علاقاتها مع المنطقة من جديد بشكل جذري، كما أن شبكة العلاقات المتوترة التى نسجتها تركيا مع أوروبا بشكل خاص جعلت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى أمرًا شبه مستحيل، كما جعلت موضوع تطوير استراتيجية شاملة حيال الشرق الأوسط أمرًا لا بد منه. أما إذا انسلخت تركيا عن أوروبا وعن الشرق الأوسط فى الوقت نفسه، فلن يكون فى مقدورها أن تنجح فى سياساتها الإقليمية أو القارية. 
هذا هو الشرق الأوسط من وجهة النظر التركية وتحديدا وجهة نظر مهندس العلاقات الدولية والدبلوماسية، أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق. فى كتابه «العمق الاستراتيجي» تحدث «أوغلو» عن الشرق الأوسط على أنه الفناء الخلفى أو الحديقة الخلفية لتركيا، وتحدث كثيرا عن فكرة أن العلاقات بين تركيا والشرق هى علاقات حتمية وواجبة، وتركيا تقف فى حكم المضطر، معللًا ذلك بإغلاق أبواب أوروبا فى وجه الأتراك. يقول: «أصبحت السيطرة على الشرق الأوسط خطوة لا بد منها لأى دولة ترغب فى السيطرة على العالم». 
يرى «أوغلو» أن الخطر الأكبر على المخطط التركى للتوغل والتسلل والسيطرة على المنطقة العربية، يكمن فى إحياء فكرة القومية العربية: «عند النظر إلى التصورات الخاصة بالمستقبل، نجد أن مصدر الخطر بالنسبة لسياسات تركيا الإقليمية، يكمن فى تصاعد التيارات القومية المضادة، فالحركات القومية تمتلك خيارات هى الأخطر فى توجهاتها الخارجية بالنسبة لسياسات تركيا فى الشرق الأوسط، ويمكن لشرق أوسط أن تنمو فيه حركات قومية، أن يغلق الأبواب أمام التأثير التركى المباشر فى المنطقة، كما أن تصاعد التيارات القومية سوف يسفر عن مشكلات ضخمة بالنسبة لوحدة الصف داخل تركيا التى تضم كل العناصر المتبقية من العصر العثماني، ولذا ينبغى على تركيا الابتعاد عن المعايير التى من شأنها أن تضعها فى تناقض مع الحركة الوطنية العربية». 
ويواصل: «بالرغم مما نراه من انقسام فى العالم العربى، وضعف تأثيره السياسى خلال الأزمة السورية التركية، لا يجب أن ننسى أن الدول العربية المنقسمة على نفسها قادرة على توحيد ردود أفعالها، بل ويمكنها تحريك كثير من المحافل الدولية، وفى مقدمتها معسكر عدم الانحياز.