فيكتوريا سوتو معلمة أمريكية فى ربيعها السابع والعشرين، سمعت طلقات رصاص فى حرم مدرستها، أدركت فى حينها أن الظاهرة غير المفهومة فى المجتمع الأمريكى تتكرر.. خبأت تلاميذها الصغار فى دواليب الفصل، وخرجت للسفاح الذى كان قد قتل لتوه ثمانية وعشرين فردًا لتخبره أن تلاميذها توجهوا لصالة الألعاب الرياضية، فما كان منه إلا أن بادرها بطلقات نارية، لتسقط مضرجة فى دمائها ويمضى مبتعدا... لكن هذه «المتبرجة السافرة» والمفرطة فى إنسانيتها، تعيد إلينا حادثة حريق مدرسة البنات فى مكة، فبعد أن سرَت ألسنة النار فى البناية وفقا للخبر، قرر المطاوعة «الشرطة الدينية» طرد أولياء الأمور، وإغلاق أبواب البناية على البنات فى أوج الحريق، بحجة أنهم «لا يرتدين العباءة».. لا بل ومُنع رجال الإطفاء والإسعاف من الدخول إلى المدرسة، لأنه «لا يجوز للفتيات أن ينكشفن أمام غرباء»، كونهم ليسوا من «المحارم»، وكانت النتيجة خروج البنات جثثا متفحمة.
ومن موقع آخر اسمه «لا للمرأة السلعة لا للمرأة العبدة نعم للمرأة الإنسانة».. كتب محيى الدين دياب:
فى السعودية قامت مجموعة من الدعاة ورجال الدين بتقديم مسرحية لأطفال صغار لم يبلغوا الخامسة، عنوانها: «ليلى والذئب»
يقوم رجل دين ليصرخ بصوت جهورى مرتفع: أتعرفون ماذا فعل الذئب بليلى؟
لقد أكل رأسها لأنها لم تُغط شعرها.
ثم يصرخ رجل دين آخر ليكمل القصة، وهل تعلمون لماذا لحق الذئب بليلى؟
لأنها كانت ترتدى تنورة قصيرة.
ثم يصيح رجل دين ثالث، وهو يصرخ بوجه الأطفال بأعلى صوت، لااااا لاااااا ليس بسبب شعرها ولا تنورتها القصيرة فحسب، بل قطّعها وأكلها لأنها خرجت دون محرم ودون علم أهلها.
بهذه العقليات الساذجة.. بهذه النفسيات المريضة يتم إخراج أجيال ممسوخة بربرية متوحشة، لا تعرف سوى ثقافة القتل والدم والتكفير والأحزمة الناسفة، ولكن هل من يبحث عن أصل هذا هم طابور طويل بدأ من آلاف السنين.
هذه أفكار أئمتكم يا قوم.. كفن الزوجة المتوفاة والاستمتاع بجثتها...
المالكية والحنابلة قالوا لا يلزم الزوج بتكفين زوجته ولو كانت فقيرة...(راجع الفقه على المذاهب الأربعة طبعة دار الحديث الكتاب الأول مبحث الجنائز باب التكفين صفحة ٤٢٥)
هل هذه هى الصورة التى يتشدقون بها من أن الإسلام قد أكرم المرأة؟ وهل هذه هى الشريعة التى يريدون تطبيقها فى البلاد إذا ما دان لهم الأمر؟
لذلك لا تعجب إن قص عليك أحد دعاة السلفية أن المسلم الحق (فى نظرهم) من يدفن زوجته فى الصباح ويعرس بأخرى فى الليل، وهو يقول «أخشى أن ألقى الله أعزب»، أرأيتم كيف كانت تقوى هذا السلف، وهؤلاء الأئمة؟
ولا ينحصر الأمر فى عدم مسئولية تكفينها، بل يمكنه مضاجعة جثتها ثم تركها للضباع أو للقمامة، وراجع معى فقه مضاجعة الوداع.
■ وطء المرأة الأجنبية الميتة لا يعتبر زنى عند أبى حنيفـة.
فإذا كان وطء الميتة لا يوجب الحد، أى العبث بحرمة الأموات، فكيف بمجامعة الزوجة وهى ميتة؟ لا شك بأنه وفقا للقياس الفقهى تكون مضاجعة الوداع لا شيء فيها عند الفقهاء، ولست أدرى أيُّ فقه وأيُّ فقهاء وأيُّ تراث هذا؟ بل لا أدرى كيف اشتهر أصحاب هذا الفكر وفكر إرضاع الكبير بأنهم أئمة.
فإذا أضفنا لذلك فقه الأئمة أبى حنيفة ومالك والشافعى بأنه ليس على الزوج نفقة الطبيب لزوجته ولا ثمن الدواء، ولا إطعامها الفاكهة ولا الشاى والقهوة، (المرجع السابق الجزء الرابع الصفحة ٥٤٦)، علمت الوجه العابس للفقه السلفى والأزهرى والشيعى فيما يخص المرأة، بل ولعنة الله على مذاهب الفرقة بين المسلمين، فإذا تكلمنا عن تحرير المرأة من قيود ذلك الديناصور الفقهى المسمى زعما منهم بالشرع، قالوا إننا علمانيون وإباحيون ونرنوا للغرب وانحلاله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الكلام للمستشار أحمد عبده ماهر، محام بالنقض وكاتب إسلامي.
وإليكم بعض من فتاوى وفقه ابن تيمية الذى تهيم به السلفية
■ المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك [مجموع الفتاوى ج ٢٨ ص ١١٨].
■ الكفار لا يملكون مالهم ملكا شرعيا، ولا يحق لهم التصرف فيما فى أيديهم.
■ المسلمون إذا استولوا عليها فغنموها ملكوها شرعا، لأن الله أباح لهم الغنائم ولم يبحها لغيرهم. [الجزء السابع ص ٣٤ المرجع السابق].
■ الرزق مخلوق أصلا للمؤمنين ليستعينوا به على عبادة الله.
■ من دخل دار حرب بغير عقد أمان فلا عليه أن يسرق أموالهم ويستبيحها وأن يقهرهم بأى طريقة كانت، فأنفسهم وأموالهم مباحة للمسلمين سواء أكانوا مقاتلين أم لا. [ ج٢٩ ص ١٢٤ المرجع السابق ].
■ وجوب إهانة غير المسلم وإهانة مقدساته، وبتعبير ابن تيمية يقول «كل ما تم تعظيمه بالباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شجر يجب قصد إهانته». [الجزء الأول ص٥٣٥ من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم]. يعنى تهين الكنيسة، لأنها مما يعظمه المسيحيون. وتهين الصليب لأنهم يعظمونه، وتهين أعيادهم... وهكذا.
ومن فقه ابن تيمية.
١ـ فيما يتعلق بمواقفه من أهل بيت النبى فإنه يقول فى ذكره لحروب الإمام على بن أبى طالب وأعدائهم الأمويين: «وعلى (رضى الله عنه) لم يكن قتاله يوم الجمل وصفين بأمر من النبى وإنما كان رأيا له، وهو الذى ابتدأ أهل صفين بالقتال، وعلى إنما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله».
المرجع: صائب عبد الحميد، ابن تيمية: حياته: وعقائده، ص ٣٢٢، نقلا عن منهاج السُنّة.
٢ـ وعن معاوية بن أبى سفيان، فإنه يقول: «لم يكن هناك ملك من الملوك أفضل من معاوية، ولا كان الناس بعهد ملك من الملوك أفضل من زمن معاوية».
ثم ذكر روايتين، الأولى تصف معاوية بأنه فقيه، والثانية على لسان أبى الدرداء بقوله: ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله من إمامكم هذا، يعنى معاوية.
[ابن تيمية، كتاب منهاج السُّنَة، ج ٦ ص ٢٢٢، ٢٣٥].
٣ـ ومن بين جرائم الإبادة الجماعية التى أشرف عليها وباركها (شيخ الإسلام) ابن تيمية فاستحق من أجلها لقب الشيخ المجاهد كانت مجزرة كسروان فى جبل لبنان ضد القرى الشيعية، فقد حرّض على قتال المسلمين الشيعة، ونهب أموالهم وأسر من عاش منهم، ثم شكر سلطان المسلمين الذى أذعن لفتواه فى رسالة طويلة.
[المرجع: كتاب أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله وأهل بيته للدكتور/محمود سيد صبيح].
فهل مثل هذا الفقه كما يؤكد المستشار ماهر يستحق أن يقال عن صاحبه بأنه شيخ إسلام؟
وبعد، تخاف من مين ولا مين؟ ديه بقت مصيبة ولسه الخرفان المسلمين وأتباع حسن الساعاتى وسيد قطب واللى بعدهم هابلة وماسكة طبلة اسمها حكم الشرع.