الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إسرائيل تكشف أردوغان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان طموح رجب طيب أردوغان الخفى أن يصبح سلطانًا حاكمًا بأمره، وأعطاه الانقلاب الفاشل فرصة تحقيق طموحه.
محاولة الانقلاب فى ١٥ (يوليو) أسفرت عن مقتل أكثر من مائتى تركى وجرح أكثر من أربعمائة. هناك عشرة آلاف معتقل، أكثرهم لا يعرف أهلهم عنهم شيئًا، وهل هم أحياء أم موتى. أيضًا ٤٥ ألفًا طـُرِدوا من عملهم وكان بينهم مئات القضاة والمدّعين العامين. صدرت فى أقل من أسبوعين ٤٢ مذكرة لاعتقال صحفيين، وسُحِبَت ٢٥ رخصة صحفية، وأغلق ٢٠ موقع أخبار إلكترونيًا. وفرضت أحكام الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر لا أستغرب أن تُمدَّد.
أردوغان انتقل من رئاسة الوزارة إلى رئاسة الجمهورية، وبما أن الحكم فى يدى الحكومة لا الرئيس فقد عمل أردوغان من اليوم الأول لتغيير نظام البلاد القائم منذ حوالى مائة سنة، فهو يريد نظامًا رئاسيًا مع أن كل استطلاع للرأى العام التركى أظهر غالبية واضحة ضد الفكرة.
بعد الانقلاب الفاشل، قال أردوغان إنه يريد السيطرة على الجيش، أى جعله مؤسسة تتبع حزبه، وإنه إذا أقرّ البرلمان إعادة عقوبة الإعدام فهو سيوافق عليها، إلا أن الاتحاد الأوروبى أفهمه أن الإعدام يعنى استحالة أن تدخل تركيا الاتحاد. هو أيضًا هدّد الولايات المتحدة مطالبًا بتسليمه الداعية فتح الله كولن، حليفه السابق. أردوغان يكيل التهم لكولن يومًا بعد يوم، وقد اتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب من دون دليل على الإطلاق. يبدو أن الرئيس التركى فى تطرفه وعمى سياسته، مستعد غدًا لاتهام كولن بالمسئولية عن زلزال.
الحرس الجمهورى حُلَّ وحوالى ٣٠٠ عضو من الحرس متهمون بالولاء لكولن، وقد اعتُقل ألوف فى البداية عشرات منهم اتهِموا بتأييد كولن من دون دليل يدينهم.
الآن هناك مخاوف من اختفاء معتقلين، أو موتهم تحت التعذيب. وثمة تصريحات منشورة لبعض أهالى كثر من الجنود المعتقلين، يقولون إنهم لا يعرفون شيئًا عنهم وليس لهم أى اتصال معهم. أردوغان لا يفتح فمه إلا ويدين نفسه (مثل دونالد ترامب فى الولايات المتحدة). وبعد الاعتقالات وتهديد أمريكا وأوروبا، قرأت له تصريحًا يقول إنه لن يعاقب الصحفيين الذين أهانوه. أغرب ما قرأت فى الأيام الأخيرة، كان تصريحًا للرئيس بالوكالة لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى، يعقوب ناجل، فهو قال لأعضاء فى الكنيست إن الاتفاق الأخير مع تركيا لإعادة العلاقات عُقِد قبل خمس سنوات.
إذا كان هذا صحيحًا، فإن الاتفاق جرى ودماء النشطين من سفينة السلام «مافى مرمرة» لم تجف بعد، فقد هاجمها الإسرائيليون فى عرض البحر فى مايو ٢٠١٠.
كان أردوغان بنى سمعته بين غالبية من العرب والمسلمين على مواجهة إسرائيل والتصدى لإرهابها فى الأراضى الفلسطينية، وشكرناه جميعًا. الآن يتبين لنا أنه مارس سياستَيْن، واحدة معلنة مع أهالى غزة، وأخرى سرية أبقت العلاقات مع إسرائيل.
نقلًا عن الحياة اللندنية