الإثنين 10 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خنجر الولي الفقيه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان على بعض العرب الذين ما زالوا يمدون أيديهم من «تحت الطاولة» لمصالحة إيران «على الطالع والنازل»، أن يدركوا أن خنجر الوليّ الفقيه سوف يصل إلى «خواصرهم» فى النهاية، وأن هناك مثلًا عربيًا يقول «من تغدى بأخيك سوف يتعشى بك لا محالة»، وأن من أصبح يحتلُّ العراق وسوريا ويسعى لاستكمال احتلال اليمن، لن يوفر أيَّ بلد عربى آخر، ما دامت مؤامراته وألاعيبه وصلت إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
لقد أصبحت المواجهة فى هذه المنطقة واضحة، إذْ بدل أنْ تكون ضد إسرائيل «العدو الصهيونى»، حوّلها آيات الله إلى مذابح طائفية بين العرب أنفسهم، وهذا هو ما يجرى الآن فى العديد من الدول العربية، وسيصل إلى دول أخرى لا محالة، ما دام هناك من يضعون أكفهم فوق عيونهم، حتى لا يروا حقائق الأمور... وحقائق الأمور أن إيران لن توفر أحدًا، وأنها فى النهاية، بل فى البداية والنهاية، ستستهدف أبناء هذه الأمة جميعهم... شيعتهم قبل سنتهم، والدليل هو هذا الذى يجرى فى العراق.
وهنا، فالأسوأ والأخطر هو أن هناك عربًا ما زالوا ورغم كل هذا الذى جرى ويجرى، يراهنون على «أصدقائهم»! الأمريكيين، وعلى «أصدقائهم» الروس، وعلى جون كيرى، هذا الذى ما كاد يعود من رحلة موسكو الأخيرة، التى كان عنوانها «إنقاذ الهدنة»، وأيُّ هدنة، فى حلب، حتى رأيناه يشكو مرَّ الشكوى، ويقول ردًّا على ما بادرت القوات الروسية والإيرانية إلى فعله فى «الشهباء»، ربما أنه وقع فى «خدعة»، وحقيقة الأمر، فإن واشنطن قد أدمنت على خدع فلاديمير بوتين وسيرغى لافروف، ووصل بها الهُزال والتآمر السياسى إلى حدِّ أنها غدت تتصرف، وكأن الشرق الأوسط قد أصبح مزرعة لـ«آيات الله» وقياصرة الكرملين الجدد!
نحن الآن، كعرب، أصبحنا نقف عند مُنعطف تاريخى، فإما أن يُغير بعضنا ما فى أنفسهم ليغير الله ما بهم وما بنا، وإلا فإننا كلنا أمام وبانتظار عصر جليدى إيرانى طويل، وعندها لن تجدى ولن تفيد كل الأموال المكدسة فى البنوك الغربية والشرقية، بينما ضحايا بشار الأسد وآيات الله وقياصرة روسيا الجدد يتضورون جوعًا، وينزفون حتى الموت، وبينما المآسى تضرب أبناء هذه الأمة العظيمة من المحيط إلى الخليج!
إنه لولا تخاذل هذه الإدارة الأمريكية، وتآمر قياصرة روسيا الجدد، وامتداد أيدى المؤلفة قلوبهم من العرب من تحت «الطاولات» إلى آيات الله فى طهران، لما كانت بغداد الآن محتلة، ولما كانت سوريا العظيمة، قلب العروبة النابض، تمزق أجساد أطفالها «شظايا» القنابل العنقودية الروسية، وقذائف المدافع الإيرانية، ولما كان حراس الثورة الإيرانية يفعلون بوطننا العربى هذا الذى يفعلونه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!.
نقلًا عن الجريدة الكويتية