لست معجبًا بالسياسة الخارجية الإيرانية، وأتمنى أن تعيد السلطات الإيرانية النظر فى تعاملها مع دول الخليج، خصوصًا البحرين، وأن تبقى على الحياد فى سوريا، وأن تسعى إلى علاقات أفضل مع الدول العربية الكبيرة أو المؤثرة، مثل مصر والمملكة العربية السعودية.
هذا الموقف قديم ومستمر، إلا أنه لا يلغى أننى أنتصر لإيران ولكل دولة فى العالم عندما يكون الخلاف مع إسرائيل أو موضوعه دولة الإرهاب والاحتلال.
أقرأ عنوان مقال عن الحاجة إلى إبطال مفعول القنبلة الموقوتة لإيران. ما هو هذا العداد الذى يدق قبل انفجار قنبلة إيران؟، هو نصّ «خطة العمل المشتركة» التى ترفع الحظر الأوتوماتيكى على برنامج إيران النووى سنة ٢٠٣٠.
سنة ٢٠٣٠؟، هذا بعد ١٤ سنة من الآن، وما أريد من إيران اليوم هو تغيير سياستها فى الشرق الأوسط، بما يفيد دول المنطقة كلها، ويؤذى إسرائيل. مَنْ بيننا يستطيع أن يضمن حياته بعد ١٤ سنة؟، المقال الذى قرأته يذكرنا بأن خطة العمل المشتركة تسمح لإيران ببناء صناعة نووية من حجم تجارى ما يمكنها من إنتاج عدد غير محدود من أجهزة الطرد المركزى لتحصل على مادة نووية تشمل التخصيب إلى مستوى يصلح لإنتاج قنبلة نووية، أى أن إيران تستطيع خلال أسابيع بعد ٢٠٣٠ امتلاك ترسانة نووية صغيرة.
هذا بعد ١٤ سنة، ولا أعتقد بأنه سيحدث، غير أن إسرائيل تملك الآن ترسانة نووية مؤكدة، وهى تحتل فلسطين كلها، فيُقتَل أهلها كل يوم ويهدَّد الجار القريب والبعيد. أنصار إسرائيل يتحدثون عن احتمال مستقبلى صعب التنفيذ ليحولوا الأنظار عن امتلاك إسرائيل ترسانة نووية اليوم.
دعوت الدول العربية غير مرة فى السابق، وأدعوها اليوم، إلى إعلان العمل لإنتاج سلاح نووى. أرجو أن أسمع هذا الإعلان من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وربما المغرب، لأنه وحده سيجعل الولايات المتحدة (التى سمحت لإسرائيل بالسرقة منها لإنتاج سلاح نووي) تعمل مع دول العالم الأخرى لتجريد الشرق الأوسط من سلاحه النووى.
المقالات الأخرى التى جمعتها فى الأيام الأخيرة عن إيران كلها من نوع ما سبق، وبعضها يتحدث عن «حزب الله» ودوره فى الترويج للسياسة الإيرانية. مرة أخرى، لدىّ اعتراضات كثيرة على مواقف «حزب الله» فى السنوات الست الأخيرة، وما كنت أريد أن أرى دورًا له فى الحرب الأهلية فى سوريا، غير أن هذا، وهو أيضًا رأى لى قديم ومستمر، لا يحول دون أن أؤيد «حزب الله» ضد إسرائيل، فى حرب أو من دون حرب. بل إن شوشانه وايزمان (أرجو من القارئ العربى أن ينتبه إلى اسمها) تنقل عن «فوكس نيوز»، المتهمة بدورها، أن الجنرال مايكل فلين، مستشار دونالد ترامب، يقول إن لإيران علاقة بـ «القاعدة». كنت سأصدق هذا لولا البنت والمحطة وترامب ومستشاره.
قرأت لمراجع إسرائيلية أن أى حرب مقبلة مع «حزب الله» ستكون أشرس من كل حرب سبقت، بل أشد منها مجتمعة. هذا تخويف لأن إسرائيل تدرك أن «حزب الله» يملك ألوف الصواريخ ويستطيع أن يصل بها إلى مفاعل ديمونة، وإلى تل أبيب والقدس. لا أقول إن «حزب الله» سينتصر فى حرب مع إسرائيل، إلا أننى أزعم أنه يستطيع أن يُلحق بها خسائر كبيرة قد تكلف مجرم الحرب بنيامين نتنياهو رئاسة حكومة لها غالبية صوت واحد فى الكنيست.
أعارض السياسة الإيرانية الحالية ومواقف «حزب الله»، إلا أننى فى المواجهة مع إسرائيل أؤيد كل دولة فى العالم ضدها.
نقلاً عن الحياة اللندنية