السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إعدام الفاسدين في ميدان عام هو الحل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ستقولون إن العالم كله يسعى إلى إلغاء عقوبة الإعدام.. ستقولون إنها سلوك بشع لا يليق بالإنسانية.. ستقولون على من يدعو لها إنه دموى.. ستقولون إن هناك ألف حل آخر يجعلنا لا نلجأ لقتل البشر.. سأقول لديكم حق مطلق فى كل ما تقولونه.. لكن ماذا تقولون فى من يقتلون البشر بأفعالهم، من يخربون البلاد، ويملكون العباد، لأنهم لا يرون إلا أنفسهم، ولا يعملون إلا من أجل ذواتهم. 
يظل الفساد هو الجريمة العظمى التى يرتكبها البشر فى حق الحياة والناس، جريمة تصل فى دناءتها وبشاعتها إلى حدود الخيانة العظمى، إذ ما الفارق بين من يخون وطنه لآخرين، ومن يسرقه وينهبه ويستنزف ماله العام، ويصادر أرضه التى هى ملك للجميع لصالحه وحده، ما الفارق بين من يضر الاقتصاد ومن يبيع أسرار البلد لأعدائه، من يبيع الدولار فى السوق السوداء، ومن يحرض على الجيش والشرطة والشعب؟ 
الجريمة واحدة، ولأن الجرائم تترك دون عقاب، فإن فاسدين جددا ينضمون إلى المافيا الكبيرة التى لا تكف عن إنهاك هذا الوطن والعبث بمصيره. 
ستقولون إننا دولة قانون، ولا يمكن أن نفعل شيئا يخالف القانون، سأقول لكم: إننى أيضاً مع القانون، ولدينا مجلس شعب، يمكن أن يتقدم أحد نوابه بمشروع قانون يغلظ العقوبات ضد الفاسدين، بل إننى أطالب بقانون خاص للفساد، تكون العقوبة فيه لمن يتورط فى جريمة فساد هى الإعدام العلنى، ولا فرق فى ذلك بين فاسد صغير، وفاسد كبير، فالفساد واحد، أثره مدمر، والسكوت عليه عار يلحق بنا جميعا. 
أحيانا نتساءل، لماذا لا ينتهى أبدا الفساد من أرضنا الطيبة؟ لماذا رغم كل الجهود التى تبذل والقرارات التى تصدر، والقوانين التى توضع، إلا أن الفساد لعنة تطاردها صباحا ومساء، أغلب الظن أن الفساد ليس سلوكا متوارثا، بل هو مكتسب، الفاسدون يعلمون بعضهم البعض كيف يفسدون، فلماذا لا نقف بالمرصاد لمن يحولون واحات حياتنا إلى خرافات، ويتعاملون معنا، وكأننا بلا حيلة، لن نقدر عليهم أو التصدى لهم؟
هل مافيا الفساد محمية إلى الدرجة التى تجعل من يفسدون فى الأرض فى برج عاجى لا يستطيع أحد أن يصل إليهم، أم أننا جميعا أصبحنا فاسدين، يحمى بعضنا بعضا، أصبحنا مستفيدين منه فلا نريد له أن ينتهى؟ 
هل فسدنا للدرجة التى أصبح فيها الفساد يسرى فى دمائنا مسرى الدم فى العروق، لا نستطيع التوقف عنه، يقولون إن الفساد هو العدو الأول للتنمية، لا يستطيع وطن أن يصلب عوده، والفساد ينخر فيه، وهذا صحيح جدا، فلماذا نسكت على هذا الفساد المتفشى فى كل شىء حولنا، ولماذا نتعامل معه على أنه أصبح مكونا أساسيا من مكوناتنا؟ 
لا سبيل لإيقاف سيل الفساد الذى يأتى على الأخضر واليابس إلا بمواجهته، وأول المواجهة أن يكون هناك قانون خاص لمن فسدوا، يجب ألا تأخذنا فيهم ولا بهم رحمة، لأنهم لا يرحمون أحدا، فهل يتقدم أحد نواب البرلمان بمشروع قانون يواجه الفساد، نتعامل معه بجدية وندعمه.. أتمنى ذلك، وأتمنى ألا يطول انتظارنا.