لن نتغير طالما لم نسع لذلك، لن نتحرر طالما لم نسع لذلك، لن نتقدم طالما لم نسع لذلك، لن تمطر السماء نقودا وإن قمنا الليل وصمنا الدهر ودعونا الله بخالص النية وحسن العمل.
الحياة ما هى إلا بضعة دروب لن نصل لنهاية أى منها إذا لم نمش خطوة بخطوة، فإن ركضنا أسرعنا، وإن مشينا وصلنا فى وقت أقل ولكننا سيكون نظرنا أكثر دقة فى تفاصيل الدرب، وإن هربنا من المسار وتوقفنا نثبت عند نقطة توقفنا، وإن بدأنا فى الدعاء لنصل فلن نصل.
خلقنا الله وجعل داخل ذلك الجسم إمكانيات لا تعد ولا تحصى، الإمكانيات الجسدية والعقلية والروحية، ونظل طوال العمر نكتشفها ونحاول أن نستخدمها لتكون العامل المساعد الأكبر فى عبورنا ذلك الدرب الذى اخترناه أو لم نختره وفرض علينا.
نعانى من كثير من التوتر والإحباط، وكالعادة رمى الأحمال على من هو مسئول عنا سواء كان من أهلنا وعن توجيهنا بطريقة خاطئة فى بداية حياتنا للطريق الخطأ، أو إلى من هو مسئول عنا فى عملنا وعدم إيمانه الكامل بمهاراتنا مما يؤدى إلى عدم الثناء المستمر علينا، ومما يسبب لنا الإحباط وقلة الإنتاج، أو على مسئول الحى الذى نسكن به وعدم اهتمامه بنظافتنا التى تمثلت فى شوارعنا وأرصفتنا التى اتسخت، أو على المحافظ الذى لا يستطيع أن يحارب الفساد داخل الأحياء التى نراها يوميا ونحن لها صانعون، أو على الوزير والرئيس وكل مسئول إلا نحن لسنا بمسئولين ولا نملك من القوة للتغيير.
والتغيير المنشود هو أنت وما بداخلك، فتجلس لتعد الله بعمله، وأن تنام ذات ليلة لتصحو فتجد أن سواد قلبك تحول لبياض ناصع بدون تعب وبدون بذل المجهود.
تذهب لأى مصلحة تريد أن تجد من يجلس لا يريد أن يرتشى، ولا تريد أن تمنع أنت خروج الرشوة من جيبك.
تريد أن تمر بصناديق القمامة المنتشرة بالشوارع وترى بعينيك من ينبش بها ويأخذ منها خامات يعمل بها، وينشر باقى القمامة بالشارع، وتقول لنفسك أين المسئول ليمنع ذلك، ولا تريد أن تقف لتمنعه أنت أو حتى تحاول أن تتصل بالمسئول لتعمل أول تحرك من جانبك للتغيير.
إن لم تتحرك فلن يتحرك ما تريد أن يتحرك، لترى وتتذوق حلاوة عملك
تخيل أن لديك كأس شاى مر، وأضفت إليه سكرا.. ولكنك لا تحرك السكر فهل ستجد طعم حلاوة السكر؟
بالتأكيد لا...
أمعن النظر فى الكأس لمدة دقيقة.. وتذوق الشاى، هل تغير شيء!
هل تذوقت الحلاوة؟.. لا أظن!!
ألا تلاحظ أن الشاى بدأ يبرد ويبرد وأنت لم تذق حلاوته بعد!
إذن، محاولة أخيرة: ضع يديك على رأسك ودر حول كأس الشاى، وادعُ ربك أن يصبح الشاى حلوا.. إذا كل ذلك من الجنون، وقد يكون سخفا، فلن يصبح الشاى حلوا، بل سيكون قد برد ولن تشربه أبدا، وكذلك هى الحياة.. فهى كوب شاى مر، والقدرات التى وهبك الله إياها والخير الكامن داخل نفسك هو السكر الذى إن لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته، وإن دعوت الله مكتوف الأيدى أن يجعل حياتك أفضل فلن تكون أفضل إلا
إن عملت جاهدًا بنفسك، وحركت إبداعاتك بنفسك.
لذلك اعمل لتصـل، لتنجح، لتصبح حياتك أفضــل وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك.