السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

السجن لـ"الإخوان"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قديمًا قالوا “,”السجن للجدعان“,” وهي مقولة خادعة استخدمها المجرمون وأرباب السوابق لتجميل صورتهم وللهروب من السمعة السيئة التي تطاردهم بعد قضاء فترة العقوبة، ما دفع القيادي الإخواني عصام العريان عضو الجماعة الإرهابية المحظورة لترديدها فور القبض عليه وسقوطه في أيدي قوات الأمن بعد فترة هروب استمرت نحو 80 يومًا ولو كان من الجدعان حقًا لبادر من اليوم الأول لإصدار قرار النيابة بضبطه وإحضاره لتسليم نفسه لأجهزة الأمن ولكنه آثر الهروب والاختفاء على عادة أعضاء جماعة الإخوان منذ الأزل ومنذ تشكيلها على يد البنا عام 1928.
فالقول الصحيح هو “,”السجن للإخوان“,” لأنهم اختاروا هذا الطريق وفضلوا قضاء سنوات من أعمارهم وراء أسوار السجون بسبب ارتكابهم أعمالاً إجرامية وإرهابية وخروجهم على دساتير وقوانين الدولة المصرية حتى بعد أن وصلوا للحكم خالفوا الدساتير والقوانين وأصدر مندوبهم الرئاسي المعزول محمد مرسي إعلانات دستورية وقرارات جمهورية مخالفة للدساتير والقوانين بل والأعراف المصرية المستقرة.
فنعم السجن للإخوان في كل العهود والعصور والأزمنة ومع كل أنظمة الحكم من الأنظمة الملكية الى الجمهورية الى الأنظمة المؤقتة أيضًا كما هو الحال الآن لأن تلك الجماعة المحظورة الإرهابية لم تتعلم وتتعظ من دروس الماضي القريب والبعيد ولم تتعلم وتتعظ مما حدث لجيل الرواد لها بل وللجيل الثاني والثالث واختاروا السير على نهج الجميع وأن تكون السجون هي المكان المفضل لهم.
ويبدو أن الكائن الإخواني بطبعه إنسان يفضل السجن ويسعى إليه سعيًا حثيثًا والدليل الأكبر هو ما حدث مع مندوبهم الرئاسي المعزول محمد مرسي الذي أجلسه الله على مقاعد حكم مصر أرض الكنانة ولم يحمد ويشكر الله على هذه النعم بل طغى وتكبر فلقي مصير من سبقوه في الحكم ودخل نفس قفص الاتهام الذي دخله من قبله سلفه الرئيس السابق حسني مبارك وربما يكون مرسي أسرع رئيس في العالم يدخل السجن بعد عام من الحكم.
ورغم أن أعضاء الإخوان كانوا يفتخرون ويتباهون بقضاء سنوات من أعمارهم داخل السجون عندما كانوا في صفوف المعارضة وأن الأنظمة كانت تكيد لهم وتزج بهم داخل السجون ظلمًا وعدوانًا إلا أنهم ليس من حقهم الآن كما فعلوا جمعيًا التباهي والافتخار بدخول السجون مرة أخرى بعد أن وصلوا للحكم وكان عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ويتواروا عن الأنظار وعن عدسات الكاميرات كما حدث في محاكمة قضية الاتحادية بدلاً من رفع “,”شارات“,” رابعة العدوية.
فالإخوان ينطبق عليهم المثل الشعبي المصري “,”إن لم تستحي فافعل ما شئت“,” فهم حقًا وقولاً وفعلاً لا يعملون بهذا المثل لأنه لا وجود للحياء في قاموسهم ولم يعلموا أبناءهم وأنصارهم معنى الحياء والأمثلة كثيرة وآخرها الشاب الإخواني محمد الذي صفع سيدة مصرية مسنة على وجهها أمام كاميرات الفضائيات دون أن يخجل من نفسه ولكن هؤلاء هم الإخوان ومن على شاكلتهم.
فلا عذر للإخوان بعد اليوم أن يرتدوا ثوب المظلومين والمضطهدين كما فعلوا ذلك لسنوات طويلة وخدعوا الكثيرين من أبناء الشعب المصري بمقولة “,”هؤلاء ناس عارفين ربنا“,” فالله سبحانه وتعالى ورسوله برىء منهم ومن أفعالهم وجرائمهم التي ارتكبوها في حق شعب مصر منذ 25 يناير وحتى الآن ويكفي أنهم وراء ما أصاب مصر من كوارث وأزمات بسبب شهوة الحكم والسلطة.
فالإخوان الذين اعتادوا طوال السنوات الماضية وفي عهود ناصر والسادات ومبارك برفع المصاحف داخل أقفاص الاتهام بالمحاكم تنازلوا الآن عن المصحف كتاب الله سبحانه وتعالى وحل محله شعار رابعة العدوية ليمثل لهم طوق النجاة من السجن كما يزعمون دون أن يعلق أحد من الإخوان على ذلك وقد شاهدنا في محاكمات مبارك وأعوانه أن عددًا من مساعدي وزير الداخلية السابق حملوا معهم المصاحف داخل القفص ليس لرفعها بل للقراءة والتلاوة منها أثناء الاستراحة ولم يفعل ذلك الإخوان.
فيا عريان الإخوان عليك أن تعلم أن السجن ليس للجدعان بل السجن للقتلة والخونة والمجرمين والقوادين وتجار المخدرات وأرباب السوابق وأنت وباقي أفراد جماعتك تحشرون مع هؤلاء داخل السجون لارتكابكم جرائم قتل وتعذيب وخيانة في حق الوطن.. أما السجن هو المكان الطبيعي والمفضل لكم بعد أن كنتم تخططون لتحويل مصر كلها الى سجن كبير تحبسون فيه خصومكم ومعارضيكم.
فيا عريان الإخوان عليك أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل وقد منحكم الفرصة تلو الأخرى لأكثر من عام وأنتم في الحكم ونسيتم الله وتعاليمه فأنساكم أنفسكم وأدخلكم المساكن التي تستحقونها لحماية الشعب من أفعالكم ومخططاتكم الشيطانية وأن الجدعان هم من يحمون مصر وشعبها ويدافعون عن مقدرات ومقدسات الوطن فالجدعان هم المصريون حقًا.. ليس الإخوان.