الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

حافظ سلامة يتحدث لـ"البوابة نيوز" في ذكرى تأميم قناة السويس: قرار عبدالناصر فاجأ الجميع ودافعنا عنها بأرواحنا.. العدوان الثلاثي كان ضربة غادرة من الغرب وصددناه بقوة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قائد المقاومة الشعبية في السويس، واحد من أبرز المخضرمين والمعاصرين لتاريخ مدينة السويس، هو الشيخ حافظ سلامة، الذي ولد في عام 1925 فعايش تطور المدينة، من معركة كفر أحمد عبده 1961، وحتى ملحمة المقاومة الشعبية وحصار السويس في 24 أكتوبر 1973، وواجه مع رفقاء السلاح والنضال المستعمر الإنجليزي، والمحتل الإسرائيلي، وكانت عيونهم على قناة السويس التي ارتبط اسمها بالمدينة، وارتبط تاريخهم بها.
ويروي لنا سلامة في السطور التالية ملحمة المحافظة، وكيف يرى قناة السويس الجديدة، مع اقتراب حلول الذكرى الأولى على افتتاحها. 




قباطين مصريون
تذكر الشيخ حافظ سلامة المشاهد التي سيطرت على السويس عقب إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، فقال إن القرار فاجأ الجميع، لم يتوقع أحد في السويس أو على شط القنال أن يتم تأميمها، وسحب الإدارة من الإنجليز.
خرج المواطنين في السويس ذلك اليوم ليروا القباطين المصريين يتولون إدارة التحركات في المدخل الجنوبي للقناة، وكان ذلك المشهد فريدًا من نوعه، خاصةً بعدما تم تغيير كل القباطين الإنجليز والفرنسيين بمصريين.

العدوان الثلاثي
قال سلامة إن العدوان الثلاثي على مدن القناة، كان ضربة غادرة من القوات الإنجليزية والفرنسية والإسرائيلية، كرد على قرار تأميم القناة، ونتيجة لسياسات مصر الخارجية في دعوة الدول العربية ومساندتها في التحرر من قيد المستعمر، ووضعت الدول الثلاث خطه دنيئة، بدخول إسرائيل لسيناء، ودخول القوات الإنجليزية والفرنسية مدن القناة، واحتلت القوات الإنجليزية مدينة بورسعيد مدة شهر.
وكانت بورسعيد أول مدينة مصرية يتم احتلالها بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية في فلسطين، وكان لهذا الحدث الجلل، وقع عظيم على أهالي السويس، واستلهم بداخلهم الهمة للدفاع عن الوطن، وفى ذلك الوقت بدأ صلاح سالم، عضو مجلس قيادة الثورة، قائد القوات المكلفة بالدفاع عن السويس، في توزيع السلاح على المواطنين، وتقسيمهم إلى مجموعات للدفاع عن المدينة.
وروى الشيخ حافظ سلامة أنه توجه مع الشيخ عبد الله رضا الواعظ، وذهبا لاستلام السلاح كغيرهم، ولكن الصاغ "على سلامة"، قائد قوات الدفاع الجوي، رفض تسليمهم السلاح، بحجة أنهما من كبار السن، ولا يمكنهم استخدامه، بالرغم من أن سنهما حينها لم يكن يتجاوز 31 سنة، وفي هذه اللحظات، جاءت غارة إسرائيلية من اتجاه القناة لضرب المحافظة.
في ذلك الوقت تحديدًا، كان سلامة يقف بالقرب من مدفع مضاد للطائرات ( م. ط ) ومع اقتراب الطائرات الإسرائيلية وإطلاق صافرات الإنذار، كان بعض الشباب الذين تسلموا السلاح مجهدون في البحث عن مخابئ لهم، حتى لا يكونوا أهداف سهل صيدها.

ذخيرة المدفعية
وحمل سلامة، يعاونه الشيخ عبد الله رضا، الذخيرة الخاصة بالمدفعية المضادة للطائرات، وساعدا طاقم المدفع للقيام بدورهم، وبدأ الطاقم في إطلاق القذائف تجاه الطائرات المعادية، ولم يكن هناك رادارات، فنظر صلاح سالم بالنظارة المعظمة لرصد تحرك تلك الطائرات.
بعد مغادرة الطائرات، استدعاهم الصاغ صلاح سالم، ظنوا أنه سيوبخهم، إلا أنه أثنى عليهما، وسألهم:"لماذا لا تحملون السلاح؟"، فأخبره سلامة أنهما حُرما منه، فأمر بصرف أسلحة لهما، وتسلم كل منهما قطعة سلاح آلي روسية.
وكشف سلامة أن البوليس السياسي كان رواء عدم تسليحه والشيخ عبد الله والواعظ، بسبب موقفه من سيدات الهلال الأحمر، ومواقف أخرى كانت تعتبرها الدولة معارضة.
بعد تسلمه السلاح، ومساواته بباقي الفدائيين في السويس، كان يتولى حافظ سلامة، مع أخرين، تأمين منطقة الغريب في الأربعين، وكذلك ومقر جمعية "شباب سيدنا محمد" قرب المدرسة الخليلية. 



مسابقة في الرماية
كانت تلك الأيام تحمل سجلا من البطولات لكل من حمل السلاح وشارك في الدفاع عن مدن القناة، حيث أجرى سلامة مسابقة في الرماية، وكان على كل من حمل السلاح أن يشارك فيها، ومن يفشل في إصابة الأهداف المحددة، يُجرد من سلاحه.
وتابع: "في هذه المسابقة أعطوني بندقية (ري. آن. فيلد) إنجليزية الصنع 11 طلقة"، ويرى سلامة أن تسليمه سلاح إنجليزي رغم تسليحه ببندقية روسي، هو نوع من التعجيز.
وأكمل: "تم تسليمي خمس طلقات، وكانت الرماية على 4 زجاجات، تصيب على الأقل 2 منها، أطلقت الرصاصة الأولى فأصبت زجاجة، الثانية "فلتت"، والثالثة أصابت زجاجة، نهضت وسلمت رصاصتين، وكنت من الأوائل في ذلك الاختبار".
وأضاف سلامة أن العدوان الثلاثي لم يؤثر على محافظة السويس، فلم يسقط شهداء، ولم تدمر أي منشآت، لكن الحرب الحقيقية كانت دائرة في بورسعيد، بين رجال المقاومة والجيش والشرطة من ناحية، والقوات الإنجليزية من ناحية أخرى.

إغراق سوريا والنيل
قال سلامة إنه عقب هجوم الدول الثلاث، كانت هناك تخوفات من دخول سفن وقطع حربية إنجليزية وفرنسية للقناة، وتكالبها على مدن القناة، وإعادة السيطرة على الممر الملاحي، فأمر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإغراق باخرة الحجاج "النيل" في المدخل الشمالي لقناة السويس جهة بورسعيد، وإغراق الباخرة "سوريا"، الخاصة برحلات الحجاج بالمدخل الجنوبي للقناة، حتى يغلق القناة تمامًا.
وأضاف:"كان هذا إجراء وقائي، لأننا كنا نحارب ثلاثة جيوش، فكان هذا الإجراء رد فعل لهذا العدوان، إلى أن أعيد افتتاح القناة مجددًا في 10 أبريل 1957".

عودة الأمواج
وأكد قائد المقاومة الشعبية أن السوايسة كانوا بلا شك سعداء بإعادة فتح القناة، بعد إغلاق استمر أكثر من 7 سنوات، خاصة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم دخوله السويس، إلا أنه نال هزيمة ساحقة.
كما خرج المواطنون وتوجهوا في مجموعات إلى المدخل الجنوبي بمنطقة بور توفيق، ليشاهدوا عبور السفن للقناة، وحركة الأمواج التي ظلت راكدة طوال فترة الغلق.
ولفت سلامة إلى أنه قبل إعادة فتح القناة، كان هناك تعاون دولي، ودفعت الدول المعاونة لمصر بكراكات حفر لتطهير القناة، وسرعة إعادة فتح المجرى الملاحي.
وعن قناة السويس الجديدة، قال سلامة إنها إضافة بكل ما تمثله الكلمة من معنى وقيمة، وكل إضافة عمل يكون فيه عائد لمصر، خير ألف مرة من أن نظل مكتوفي الأيدي.
وأعرب عن آماله في التحرر من القيود الخارجية، وذلك حين تكتفي مصر ذاتيًا.