يُعزي بعض المراقبين اختلال موازين الحكم على المشهد التركي إلى كثرة الزوايا التي يرى من خلالها كل منا ما يحدث في تركيا، فضلًا عن اختلال الميزان القيمي للحكم على الحدث السياسي المشتعل في تركيا بكافة تفاصيله، فقد يُعلي البعض من قيمة تدخل الجيش في الحياة السياسية التركية لمجرد أنه يكره أردوغان وإن كان ذلك ضد رغبة الأتراك أو ليس له ما يبرره، كما أن هناك من يُقدس أردوغان رغم سلوكه المنافي للقيم الديمقراطية واعتدائه على الحريات لا لشيء إلا لأنه يؤيده أو يُعد من أنصاره، فالقيمة ليس لها اعتبار في كلا الحالتين.
مثل صيني يحكي لنا قصة الرجل التنين، تنين خرج على قرية ما سرق كل ما فيها من ذهب ثم استوطن حضن الجبل، فشل النّاس في تحرير الذهب أو التخلص من التنين، وكلما ذهب فرد من أبناء القرية إلى الجبل لم يرجع ويُصبح جزءًا من السرد والتاريخ، حتى نجح أحد أبطال القرية في تحرير الذهب من التنين، ولكنه ظن أنه صاحب هذه الثروة من الذهب وليس أبناء القرية، فهؤلاء لم يكونوا قادرين على تحريره، وعليها تحول الرجل إلى تنين كبير ومات على أعتاب الذهب، وكانت بطولته سببًا في نهايته.
قد يكون أردوغان قد نجح في تحقيق طفرة اقتصادية وأخذ وطنه خطوات للإمام ولكنه أصبح تنينًا، نرى مصرعه على أعتاب نجاحه بعد أن ظن أنه صاحب تركيا الحديثة، متناسيًا أن معركة البناء شارك فيها كل الأتراك يساره ويمينه وفق قواعد البناء المعروفة، فها هو الآن يضرب بكل شركائه أو شركاء تركيا الحديثة عرض الحائط ويوزع الاتهامات على خصومه بهدف التخلص منه ويبحث عن قوة في أوضاع استثنائية نجحت تركيا في التخلص منها على عدد من الانقلابات، بات أردوغان مشدودًا إليها بأفعاله ضد معارضيه بغض النظر عما شهدته تركيا مساء يوم 15 يوليو.
تحول رجل الدين محمد فتح كولن ضمن منظومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصدر الشر، فتحت عنوان الخطر والشر معًا قام بتفكيك مؤسسة الجيش بدعوى محاربة ذلك الرجل العجوز القابع في أحد مستشفيات بنسلفانيا يُعاني من أمراض القلب المزمنة، واعتقل 113 جنرالًا تابعين لـ"كولن" غير ألالاف الجنود القضاة والأكاديميين والمعلمين، والسؤال، هل يتحدث أردوغان عن كيان مواز بحت أم عن دولة موازية، وعلى من ينقلب على نفسه أم على الدولة التي صنعها الأتراك عبر تاريخ طويل.
ليعلم القارئ الكريم أن الجيش التركي له خصوصية تميزه، فهو جيش كمالي مثل كل الجيوش القوية أبت على فكرة الاستقطاب وبخاصة الديني، فلا يمكن أن ترى من ينتمي للخدمة أو متأثرًا بها داخل هذه المؤسسة العريقة، ولا أن تجد جنرالًا يجمع بين عضوية العدالة والتنمية والجيش التركي رغم سنوات حكم أردوغان الطويلة، وبالتالي اعتقال هؤلاء الجنرالات بهذه الصورة يدل على النية المبيتة ليس ضد هذه المؤسسة فقط وإنما ضد "الخدمة" التي تنازعه الحكم ولكن على أرواح الأتراك، كما أعلنت عداءها السياسي، فقد أعلنوا عدم رغبتهم في استمرار أردوغان في السلطة وكشفوا وجهه الثاني.
لا يمكن أن يقوم وطن على الكراهية والعنف والانشقاقات الاجتماعية، ولا يمكن أن يُفلح قائدًا ينفخ في تزكية نار الغضب والعنف حتى ولو كان يستخدم طرقًا مشروعة في ذلك مثل سن القوانين أو تطبيقها بصورة ما، حتى ولو بدا أمام الناس أنه ديمقراطيًا في فرض سطوته، هذه أشد أنواع السلطوية وأخطرها، لأن النّاس ينظرون إلى صاحبها ولا ينظرون إلى سلوكه فيلتبس عليهم الأمر لبعض الوقت وينخدعوا ولو قليلًا في سلوكه وتختل لديهم الموازين، ولكنهم سرعان ما يعودون مرة ثانية ولو تأخرت بهم العودة.
من ذبحوا سيدنا الحسين لم يكونوا يعرفون قدره ولا مقداره ولا القيمة العظيمة التي يمثلها ولا حب من يدّعون حبه، الرسول صلى الله عليه وسلم، فقتلوه شر قتلة ومثلّوا بقيمه وجسده الشريف، حتى ظل علمًا ونمت القيمة في قلوب النّاس، بخلاف ما أدعى خصومه ومعارضوه، لا يمكن للغاية وإن لبثت ألف ثوب أن تبرر الوسيلة وإن كان في ظاهرها النقاء، بل لا بد أن تكون الوسيلة من نفس نُبل الغاية التي يدعوها أصحابها.
أصاب النّاس خلط بين الحكم على أردوغان من واقع سياساته الأخيرة وكشف زوايا جديدة في هذه الشخصية المراوغة، وتنوعات أحكام الناس على ذلك التنين الذي بدأ يستخدم الذهب، ثروة الناس التي سرقها التنين الحقيقي في الاعتداء على أصحابة فتحول إلى تنين حقيقي هدفه الأساسي إصابة الموازين بالاختلال حتى يظل بطلًا كما ظنه الناس عندما هم بقتل التنين الحقيقي لتحرير ثروة النّاس.
مثل صيني يحكي لنا قصة الرجل التنين، تنين خرج على قرية ما سرق كل ما فيها من ذهب ثم استوطن حضن الجبل، فشل النّاس في تحرير الذهب أو التخلص من التنين، وكلما ذهب فرد من أبناء القرية إلى الجبل لم يرجع ويُصبح جزءًا من السرد والتاريخ، حتى نجح أحد أبطال القرية في تحرير الذهب من التنين، ولكنه ظن أنه صاحب هذه الثروة من الذهب وليس أبناء القرية، فهؤلاء لم يكونوا قادرين على تحريره، وعليها تحول الرجل إلى تنين كبير ومات على أعتاب الذهب، وكانت بطولته سببًا في نهايته.
قد يكون أردوغان قد نجح في تحقيق طفرة اقتصادية وأخذ وطنه خطوات للإمام ولكنه أصبح تنينًا، نرى مصرعه على أعتاب نجاحه بعد أن ظن أنه صاحب تركيا الحديثة، متناسيًا أن معركة البناء شارك فيها كل الأتراك يساره ويمينه وفق قواعد البناء المعروفة، فها هو الآن يضرب بكل شركائه أو شركاء تركيا الحديثة عرض الحائط ويوزع الاتهامات على خصومه بهدف التخلص منه ويبحث عن قوة في أوضاع استثنائية نجحت تركيا في التخلص منها على عدد من الانقلابات، بات أردوغان مشدودًا إليها بأفعاله ضد معارضيه بغض النظر عما شهدته تركيا مساء يوم 15 يوليو.
تحول رجل الدين محمد فتح كولن ضمن منظومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصدر الشر، فتحت عنوان الخطر والشر معًا قام بتفكيك مؤسسة الجيش بدعوى محاربة ذلك الرجل العجوز القابع في أحد مستشفيات بنسلفانيا يُعاني من أمراض القلب المزمنة، واعتقل 113 جنرالًا تابعين لـ"كولن" غير ألالاف الجنود القضاة والأكاديميين والمعلمين، والسؤال، هل يتحدث أردوغان عن كيان مواز بحت أم عن دولة موازية، وعلى من ينقلب على نفسه أم على الدولة التي صنعها الأتراك عبر تاريخ طويل.
ليعلم القارئ الكريم أن الجيش التركي له خصوصية تميزه، فهو جيش كمالي مثل كل الجيوش القوية أبت على فكرة الاستقطاب وبخاصة الديني، فلا يمكن أن ترى من ينتمي للخدمة أو متأثرًا بها داخل هذه المؤسسة العريقة، ولا أن تجد جنرالًا يجمع بين عضوية العدالة والتنمية والجيش التركي رغم سنوات حكم أردوغان الطويلة، وبالتالي اعتقال هؤلاء الجنرالات بهذه الصورة يدل على النية المبيتة ليس ضد هذه المؤسسة فقط وإنما ضد "الخدمة" التي تنازعه الحكم ولكن على أرواح الأتراك، كما أعلنت عداءها السياسي، فقد أعلنوا عدم رغبتهم في استمرار أردوغان في السلطة وكشفوا وجهه الثاني.
لا يمكن أن يقوم وطن على الكراهية والعنف والانشقاقات الاجتماعية، ولا يمكن أن يُفلح قائدًا ينفخ في تزكية نار الغضب والعنف حتى ولو كان يستخدم طرقًا مشروعة في ذلك مثل سن القوانين أو تطبيقها بصورة ما، حتى ولو بدا أمام الناس أنه ديمقراطيًا في فرض سطوته، هذه أشد أنواع السلطوية وأخطرها، لأن النّاس ينظرون إلى صاحبها ولا ينظرون إلى سلوكه فيلتبس عليهم الأمر لبعض الوقت وينخدعوا ولو قليلًا في سلوكه وتختل لديهم الموازين، ولكنهم سرعان ما يعودون مرة ثانية ولو تأخرت بهم العودة.
من ذبحوا سيدنا الحسين لم يكونوا يعرفون قدره ولا مقداره ولا القيمة العظيمة التي يمثلها ولا حب من يدّعون حبه، الرسول صلى الله عليه وسلم، فقتلوه شر قتلة ومثلّوا بقيمه وجسده الشريف، حتى ظل علمًا ونمت القيمة في قلوب النّاس، بخلاف ما أدعى خصومه ومعارضوه، لا يمكن للغاية وإن لبثت ألف ثوب أن تبرر الوسيلة وإن كان في ظاهرها النقاء، بل لا بد أن تكون الوسيلة من نفس نُبل الغاية التي يدعوها أصحابها.
أصاب النّاس خلط بين الحكم على أردوغان من واقع سياساته الأخيرة وكشف زوايا جديدة في هذه الشخصية المراوغة، وتنوعات أحكام الناس على ذلك التنين الذي بدأ يستخدم الذهب، ثروة الناس التي سرقها التنين الحقيقي في الاعتداء على أصحابة فتحول إلى تنين حقيقي هدفه الأساسي إصابة الموازين بالاختلال حتى يظل بطلًا كما ظنه الناس عندما هم بقتل التنين الحقيقي لتحرير ثروة النّاس.