الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

لو كان شفيق.. رئيسًا..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم غموض اللحظات الأخيرة ليلة إعلان الفائز برئاسة الجمهورية، والتهديد الإخواني “,”بحرق“,” البلد إذا أُعلن فوز الفريق أحمد شفيق الذي “,”يُقال“,” إنه كان صاحب النسبة الأعلى في إجمالي الناخبين، واستيلاء الإخوان على السلطة بمساعدة مجلس طنطاوي العسكري وآن باترسون السفير الأمريكية في القاهرة، ونزول الفريق على رغبة المشير، حفاظًا على البلد من الخراب وإعلان مرسي رئيسًا، رغم هذا وغيره فقد جلس الإخوان جميعًا على المقعد الرئاسي، فخرجت قرارات متضاربة كانت تُلغى “,”بعد قليل“,”، وثُبتت قرارات تكاد تُلغي هوية الوطن ذاته في أداء رئاسي حكومي باهت وعاجز، بل لا نغالي إذا قلنا “,”مشلول“,”، وهو ما يجعلنا نتساءل: لو كان الفريق شفيق رئيسًا للجمهورية.. هل كانت الصورة ستختلف؟ ونقول ذلك لأن فريقًا من اللاعبين على الحبال يزعمون أن مرسي يواجه جبهة عريضة لا جعله يعمل وتهدف لإسقاطه، متناسين أن الرفض لمرسي نابع من مضيه – وجماعته – في طريق الأخونة الكاملة للدولة، ويقول نفس فريق - اللاعبين على الحبال- إن أي رئيس آخر كانوا سيفعلون به ما يفعلونه بمرسي، وذلك في محاولة خبيثة لتبرئة مرسي من عجزه وقلة حيلته وتوسيعه لطريق الأخونة.
ولكن.. ماذا كانت صورة مصر ستصبح لو كان شفيق.. رئيسًا؟
بعيدًا عن المقولة الساذجة بأنه كان سيعيد نظام مبارك للحياة، بناء على أنه – أي شفيق – كان واحدًا من أركان ذلك النظام، ونرمي الرأي بالسذاجة لأن الفريق أذكى من أن يقع في مثل هذه الأخطاء التي وقع في أتفه منها “,”مرسي والجماعة أو العكس“,”، لسبب بسيط هو أن الفريق كان سيعمل على تثبيت “,”دولة شفيق“,” التي هو مسئول عنها وعن تبعاتها أمام محكمة التاريخ، وليثبت شخصيته الرئاسية، وبالتالي ستكون دولة مختلفة وسينفذ – وهذه هي المفارقة – كل مطالب الثورة من “,”عيش – حرية – عدالة اجتماعية“,”، وسيكون صورة معاكسة تمامًا لدولة مبارك المهترئة، إضافة إلى أن “,”رمزية“,” بنائه للمطار الجديد تثبت أنه من فصيلة البناءين القلائل الذين احتاجتهم وتحتاجهم مصر بشدة “,”أمس واليوم وغدًا“,”، لأنها منذ آخر عشر سنوات في حكم مبارك كانت تحتاج إلى التواصل البنائي تشريعيًّا وتنفيذيًّا على كل الصعد.
ورغم أنني كنت في المعسكر المناوئ لمبارك على طول الخط، إلا أنني لم أُخفِ إعجابي بالفريق شفيق، ليس لأنني خدمت معه – عن قرب - في مركز تدريب القوات الجوية بألماظة أثناء تجنيدي عام 1982، وكان يحمل رتبة عقيد، بل إن إعجابي يماثل إعجاب ملايين المصريين به، رغم ضيقهم وتبرمهم الواضح من نظام مبارك، لأن تركيبة المصري – الذي ينقي الزرع من آفاته – تستطيع بسهولة “,”فرز“,” معادن الرجال، لذلك “,”أفلت“,” الفريق شفيق من الكراهية العامة التي وصمت مبارك وأسرته ورجاله وأدت في النهاية إلى الثورة عليه، والدليل على هذا “,”الإفلات“,” أن مبارك حاول الهروب من المصير المظلم عبر تعيين شفيق رئيسًا للوزراء، لكنه لم يفلح وظلم معه الفريق الذي لم يقترب منه أحد في الوقت الذي كان رموز النظام ينزلون من بيوتهم إلى “,”بوكس“,” الشرطة ثم إلى “,”طرة“,” دليلاً على نظافة يده وبراءة ساحته قبل أن يلفق له الإخوان “,”الحربائيون“,” قضية أرض الطيارين الوهمية التي تشبه مشروع “,”النهضة“,” الوهمي.
في أي حال.. لو كان شفيق رئيسًا لتبدل وجه الحياة على أرض مصر، وحصل شهداء الثورة ومصابوها على حقوقهم، وماتت البلطجة التي تنمو وتتكاثر الآن في ظل ضعف الحكم الإخواني وهشاشته، وتم وضع الحدين الأدنى والأقصى للأجور، وتوقفت أزمات البنزين والسولار وارتفاعات الأسعار اليومية، ولما وقفنا على حافة إشهار الإفلاس التي تهددنا جميعًا، ولتدفقت الاستثمارات العربية والأجنبية، وبدأنا مشروعًا قوميًّا طموحًا باستصلاح ملايين الأفدنة في الظهيرين الصحراويين الشرقي والغربي لزراعة القمح والشعير لتعود مصر مرة أخرى “,”سلة غذاء للعالم“,”.
ولأُعيدت قاعدتنا الصناعية التي بناها الزعيم عبدالناصر قبل أن تُعرض على “,”أرصفة“,” الخصخصة، ولوجد كل شاب عملاً وشقةً، واختفت الأسماء القبيحة مثل “,”العنوسة“,” للفتيات و“,”الصياعة“,” للشباب.
لو كان شفيق.. رئيسًا لتحقق ذلك كله وأكثر لسبب واحد ووحيد:
أن “,”صوته من راسه“,”..!