الأحد 29 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

يا عم إلغي الدعم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ زمن طويل واحنا بنتنشق على تصريحات السادة عموم مجلس الوزراء، أى وزير يتحفنا بكام تصريح، يعنى هو إحنا فى ديك الساعة اللى يبقى لنا فيها وزراء، وبيصرحوا كمان.
المهم أن بعض السادة الوزراء ربنا أدامهم علينا، وأدام عليهم تصريحاتهم عادوا من رحلة «العيد» وقد استجمعوا قواهم، وأطلقوا عددا من تصريحاتهم التى لم يأت بها الأوائل.
ويبدو أننا لم نصدق الأمر فى بدايته، من كتر ما إحنا استنينا أن نتعرف عليهم من خلال رؤاهم وأخبارهم وكلماتهم الخاصة جدًا، وهما كانوا بيتدللوا علينا، ويتمنعون، ويعرضون، لدرجة أن إحنا افتكرنا أنهم مكسوفين مننا، لهذا السبب لم نصدق أن السيد وزير القوى العاملة -خلى بالك تحنا عندنا.. قوى- اللى هى جمع قوة. وعندنا «عاملة» اللى هيه جاية من العمل وماحدش يتريق، وعندنا بالصلاة على النبى -وزير لهذه القوى العاملة- ولو لم أتأكد أن الرجل فعلها لحزنت وتصورت أن أهل الشر من كتائب السوشيال ميديا المغرضين هما اللى أبلوا بلاء غير حسن، ونسبوا للرجل قوله أمام مجلس النواب، إننا نملك شبابا يرفضون العمل عبر الوظائف التى يوفرها لهم، رغما أن المرتبات فيها ستة آلاف جنيه، شوف يا أخى البجاحة، وظيفة فى مصر بستة آلاف جنيه توفرها وزارة القوى العاملة والشباب فى مصر يرفضونها.
تصريح سيادة الوزير، ذكرنى صراحة بأول وآخر تصريح له عند مجىء سيادته للوزارة، وهو الخاص بنشره إعلانا فى الصحف لتأييد محمد مرسى.
أنا ماعنديش مشكلة فى إنه بيأيده ولا مايأيدهوش، مشكلتى أصلا فى تكلفة الإعلان، ويا ترى يا هل ترى هى من الفلوس المخصصة للعمال ولا لأ، المهم مش هطول عليكم، إحنا ماشميناش خبر عن سيادة الوزير قبل تصريحه الأخير، ولأن الشباب فى مصر مش مصدقين نفسهم من الفرح، عرفت أنهم عملوا «جروب» خاص بالستة آلاف جنيه، ناويين يعملوا فيه إعلانات شكر لمعالى الوزير، وأنهم ربما يتوجهون بداية الأسبوع المقبل جماعات جماعات إلى مجلس الوزراء لتقديم شكر لسيادته وش كده، وربما يلجأ بعضهم لنشر إعلانات مدفوعة بالصحف والفضائيات لشكره على الوظائف التى وفرها، بس هما مكسوفين يسألوا معاليه هى الوظائف دى فى أنهى دولة بالتحديد، أنهى مصر يعنى، مصر «الفيلا اللى بتلات جناين، ولا مصر بولاق الدكرور، وسوهاج، وإمبابة».. وفيه سؤال تانى واقف فى حلوقهم، بس هما عشمانين يعنى، يا ترى الستة آلاف جنيه دى ممكن ياخدوها مرة واحدة، ولا على طول يعنى؟!
وزير القوى العاملة لم يكن وحده نجم تصريحات هذا الأسبوع، كان فيه غيره كتير ربنا فتح عليهم مؤخرا، ده طبعا غير الوزير بتاع الفرخة اللى بـ٧٥ قرشاً، أهمهم من وجهة نظرى السيد وزير المالية وتصريحه الرائع عن المواطنين اللى بيقابلوه وبيطلبوا منه إلغاء الدعم!! طبعا إنتو مستغربين إن معالى الوزير كشف السر ده، وبعض الناس طمعوا فى أكثر من التصريح ده بأن الوزير يا ريت يكشف عن «هؤلاء المواطنين»، هما قاعدين فين وكده يعنى، لكن هؤلاء السادة اللى مش مصدقين، أنا بقولهم.. أيوه احنا فعلا عايزين الدعم يتلغى، علشان احنا مش شايفين دعم أصلا، والحكومة كل شوية بتعايرنا بيه، أومال لو ماكانش فيه دعم هيحصل فينا إيه!!
وعشان زيادة الخير خيرين، ووقوع البلا أهون من انتظاره احنا فعلا مش عايزين دعم يا عم الله لا يسيئك الغى الدعم، يمكن الناس العيانة تروح تتعالج، لأنها مابتتعالجش واحنا بندعم الصحة، والموظفين هيلاقوا مواصلات مريحة ومكيفة، لأنهم مش عارفين يركبوا أى نيلة واحنا بندعم المواصلات، والبنزين، والفاتورة بتاعة الكهربا بـ٥٠٠ جنيه فى الشهر واحنا بندعم الكهربا طب لو اتلغى هيحصل إيه يعنى؟! والتعليم هيحصل فيه إيه لو لغينا الدعم، الفصل هيبقى فيه ١٢٠ طالب بدل الميه، والمدرسين مش هيفتحوا سناتر بدل التدريس فى الفصول، والمدارس الخاصة اللى هرت وضبنا.. يمكن كل ده يحصل لو لغينا الدعم.. اتفضل يا مولانا الغى الدعم، بس الأول والنبى افتكر مع سيادة وزير القوى العاملة، حضرتك بتتكلم عن دعم مين فى أنهى دولة بالضبط، هل بتتكلم عن مصر بتاعة ناصر الدسوقى ورجالته، ولا بتاعة حسين فهمى.. بتتكلم عن أنهى دعم وأنهى ناس استفادوا منه، وفى كل الأحوال افتكرت ولا ما افتكرتش، أنا مواطن مصرى فى كامل قواه العقلية، حتى هذه اللحظة على الأقل، أعرف تماما أن الدولار بـ١٢ جنيه مصرى، وأن نسبة التضخم فى ارتفاع مستمر، وأن البطالة حصدت أحشاء وأكباد أولادنا، وأن عدد المطلقات يزيد ربع مليون كل سنة، زى المواليد بالضبط، وأن الخطبة المعدة التى حاول وزير الأوقاف تطبيقها قد فشلت.. أنا هذا الشخص الذى يعيش فى مصر، مصر اللى من غير جناين ولا فيلات.. بيقولك يا معالى الوزير الغى الدعم، لأنى فى الـ٤٨ سنة اللى عشتهم لحد دلوقتى ماعرفش عنه حاجة أصلا.