"سيبوني أنا مضايق دلوقتي، وما حدش يكلمني".. هذه العبارة كنت أسمعها من المتنيح البابا شنودة الثالث حينما تشهد بلادنا مصر حادثا طائفيا، وأحوم أنا من حوله لاصطياد تصريح بابوي منه، وأفاجأ بعدها بأنه ذهب إلى الدير للاعتكاف، أي اعتكاف هذا الذي كان يهز قصر الاتحادية؟! نعم، كان له صدى كبير ومؤثر لدى قيادات الدولة في عهد مبارك، وخاصة زكريا عزمي الذي كان يتحدث معه في كل أزمة.
وما فعله البابا تواضروس من إلغاء عظته الأسبوعية وتخصيصها للصلاة من أجل ما يحدث في المنيا كان ممتازًا، وأشاد به الكثيرون أراد أن يرسل رسالة بأهمية وقوة الصلاة من أجل المتعبين، ولكن أنا هنا لا أدعو البابا تواضروس للاعتكاف، بل أدعوه بجانب الصلاة أن يخلق حالة بابوية كوسيلة للاحتجاج، رسالة بابوية إلى الدولة يعلن فيها عن غضبه واحتجاجه لما يحدث ضد رعاياه.
تلقيت دعوة من الممثل الجميل عمرو رمزي لحضور إحدى حلقات "مسرح النهار".. شكرًا يا عمرو، وسعيد جدًا باستعادة قوة المسرح المصري وعودته من بعيد بعد أن كان فقد بريقه.
في الحقيقة إن مسرح النهار الذي يقوم ببطولته عمرو رمزي، وأحمد صيام، ومعهما مجموعة من الشباب المتحمس، رانيا الخطيب، كارولين عزمي، أحمد بسيم، نور القاضي، محمد الغريب، هاني سراج، بسمة شوقي، خطف الأنظار والمتابعة من قبل المصريين، وأصبح يداعب مسرح مصر للدخول معه في منافسة شرسة لنوال إعجاب ملايين المصريين والعرب.
وخلال حديثي مع الفنان عمرو رمزي، قال: إن العرض المسرحي يعد نقلة كبيرة له في مشواره الفني معبرًا عن سعادته بكل فريق العمل، الذي يراهم نجوم المستقبل، قلت له: إن ابني كان يشاهدكم بكل حواسه، يفكر في كل كلمة تخرج من فمكم، وللأسف هناك بعض الألفاظ التي لا نحب أن نسمعها في مجتمعنا، قال لي: "زي إيه يا ما يكل؟!". قلت له مبتسمًا: "عليك أن تشاهد المسرحية". ووجدت عمرو متقبلا نقدي وقال لي: "أوك".
أما ابني، فسألني: "يعني إيه الكلمة دي يا بابا؟! ربنا هيزعل منهم علشان بيشتموا، تعجبت لأن هناك ألفاظًا استطاع أن يحدد هويتها، استطاع أن يكتشفها بأنها ألفاظ خارجة. قلت له: "مش هيعملوا كده تاني، وما تقولش زيهم".
أعترف أنني من عشاق مشاهدة المسرح، ولا أمل منها، وأقول لشباب المسرح: " لا تدعوا الكبار يشاهدونكم فقط، وعليكم أن تداعبوا الأطفال أيضًا، واحترسوا ؛لأن الأطفال يفهمون جيدًا، ولديهم القدرة على تنقية ما هو خطأ وما هو مفيد".