تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رغم كراهيتى الشديدة للإخوانى رجب طيب أردوغان الرئيس التركى بسبب عدائه الشديد لثورة ٣٠ يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان ورغم حزنى الشديد أيضا على فشل محاولة الانقلاب العسكري للإطاحة به هو وجماعته وعشيرته الإخوانية التركية، إلا أننى أشعر بسعادة لما حدث على أرض تركيا خلال الأيام الماضية إيمانًا منى بقوله تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم».
ومبعث شعورى بالفرح لما حدث أن أردوغان الإخوانى رغما عن أنفه قدم شهادة لصالح ثورة ٣٠ يونيو التي يكن العداء لها، حيث اعترف هو وحزبه الإخوانى العدالة والتنمية وجميع أركان حكمه أن السبب الرئيسى والوحيد لفشل الانقلاب العسكري عليه هو افتقاده للحاضنة الشعبية التركية ما يعنى بصريح العبارة أن الحاضنة الشعبية لثورة ٣٠ يونيو هي السبب الرئيسى في الإطاحة بحكم الإخوان وأن ٣٠ يونيو ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا. فالإخوانى أردوغان لم يقدم دروسًا لأحد كما يزعم أعضاء جماعة الإخوان الآن والموالون لها ولكن مصر وثورة ٣٠ يونيو هي التي قدمت دروسا لتركيا والإخوانى أردوغان، خاصة أن أردوغان استفاد من دروس ثورة يونيو عندما دعا الشعب التركى للنزول إلى الشوارع والميادين للتصدى لدبابات الانقلاب العسكري عليه.
فالإخوانى أردوغان الذي أفلت من مقصلة الانقلاب العسكري شاء القدر أن يجعله يستفيد من دروس وعبر ثورة ٣٠ يونيو، والتي ما زال يكن لها العداء حتى الآن بدلًا من أن يوجه رسائل الشكر لهذه الثورة وصُناعها والتي تمثل واحدة من أخلد وأعظم الثورات الشعبية المصرية على مر التاريخ، ولكنه لن يفعل ذلك لأن «العند يورث الكفر» وأردوغان يمثل أسوأ نموذج سياسي في الحكم والرئاسة لدولة تركيا.
ورغم أن ثورة ٣٠ يونيو لا تحتاج شهادة من أحد وخاصة من تركيا والإخوانى أردوغان ولكن من حق صناع وشركاء هذه الثورة أن يوضحوا للجماهير المصرية والعربية ودول العالم حقيقة المشهد التركى الآن وإلقاء الضوء على الأسلوب الذي لجأ إليه أردوغان في سبيل إجهاض محاولة الانقلاب عليه. فالإخوانى أردوغان يُظهر الآن عكس ما يُبطن ويعلم علم اليقين أن ما حدث في مصر في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ هي ثورة شعبية بكل المقاييس والمعايير وليست انقلابا عسكريا ولو كان انقلابا ما وصلت مصر الآن إلى ما وصلت إليه من مكانة مرموقة عربيا وإقليميا ودوليا ونجاحات داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية وحالة من الاستقرار الأمنى غير مسبوقة مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، ولكنه يكابر من أجل الحفاظ على هويته الإخوانية وليست التركية.
فالإخوانى أردوغان سقط في عيون الشعب المصرى مرتين الأولى عندما انحاز لجماعة الإخوان الإرهابية ورفض تأييد ثورة الشعب في ٣٠ يونيو، وسقط مرة أخرى عندما ظل على موقفه وانحيازه للإخوان بعد إجهاض الانقلاب العسكري وسيستمر في هاوية السقوط السياسي مرات ومرات..
وقد أثبتت الأحداث الأخيرة على أرض تركيا أن أردوغان الإخوانى مثله مثل جميع أعضاء وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، ويعانى من أمراض نفسية عديدة في مقدمتها مرض الشيزوفرينيا، حيث إنه يرى الأمور بأكثر من وجه ويفسر الأحداث طبقا لمرجعيته الإخوانية، وأن هذه الأمراض النفسية تؤثر على عقليته وتضعف قدرته على الرؤية الصحيحة للأحداث والتقييم الحقيقى للمشهد السياسي.
فالإخوانى رجب طيب أردوغان يلعب بالنار الآن وسوف تحرق أصابعه الأربعة التي ما زال يلوح بها نسبة إلى شعار رابعة الإخوانى، بل ستحرق جسده كله وستحرق جماعة الإخوان على أرض تركيا وستحرق كل من أهان شرف الجيش التركى «وشلح» جنرالات وضباط وجنود هذا الجيش إرضاء لغرور وجنون الإخوانى أردوغان.