طريق طويل مظلم لا نعرف ما بداخله من عقبات وسيكون من الصعب علينا اجتيازه، ولا يوجد عندنا من الطاقة لنتخذ خطواتنا الأولى فيه، والحل الأمثل أن نعود أدراجنا وأن نستسلم لما نعرفه من طرقنا القديمة، وعلى رأى المثل «من فات قديمة تاه».
تلك الجملة الطويلة التى تراودنا دائما إن أقبلنا على شىء جديد وطريق لا نعرف عنه شيئا، فالعمل لو أردنا أن نغير من شكل عملنا وأن نغير من مساره وأن نسلك مسارا جديدا وأن ندخل فى صميم عمل لم نعمله من قبل وأن نترك ما نعمله حاليا لعدم رغبتنا فى حب هذا العمل والبحث عما نحب ونعمله ونقول دائما أحب ما تعمل لكى تعمل ما تحب لخوفنا من ألا نجد لنا فرصة فيما نحب لنعمله. اكتشاف موهبتنا وحدها وميولنا لما نحب إنجاز عظيم إذا تم، ولتخوفاتنا الأثر الأكبر فى عدم خوضنا داخل أنفسنا لنكتشف ونحب ونعمل به فنعيش فى تعاسة لا نهائية لمجرد خوفنا من المجهول وعدم القدرة على أخذ تلك الخطوات لننجو بأنفسنا من جحيم العيشة لمجرد العيشة.
وليست المشكلة فى العمل فقط بل تمتد لمكان إقامتنا ومدينتنا وخوفنا من أن نتخذ قرارا لبناء حياة جديدة بمكان جديد ونرجع مرة أخرى لمقولة «إللى تعرفه أحسن من إللى متعرفوش» وننسى «رب هنا رب هناك».
من منا لا يتمنى عيشة هانئة داخل مدينة صغيرة تطل على البحر ولا مكان للإزعاج والتلوث والصراعات التى لا تنتهي.
وتمتد الشواطئ داخل بلداننا لمسافات طويلة جدا ولا نزال نسجن أنفسنا داخل التلوث والعشوائيات والازدحام والصراع الذى لا نهاية له على كل شىء وخصوصا لقمة العيش، ونحمل هم الغد أكثر من هم اليوم، وقليلون جدا من تجدهم ينقلون حياتهم لتلك المدن الصغيرة ويكتفون فقط أن يكونوا راضين عن القليل وهادئين لحد كبير. الحلول غير التقليدية وتحدى النفس والشجاعة لاتخاذ القرار تلك الأشياء هى ما يبحث عنه العلم لسنوات كثيرة ولسنوات قادمة أكثر ولن يتوصل لاكتشاف إكسير الحياة الذى يطيل عمر الإنسان.
ذات يوم كان هناك غراب يشعر بالظمأ وقد جاب الحقول بحثًا عن الماء. لم يتمكن من العثور على شربة ماء لفترة طويلة. شعر الغراب بوهن شديد حتى كاد يفقد الأمل فى العثور على الماء. وفجأة شاهد إناء فيه ماء تحت الشجرة. اتجه الغراب نحو ذلك الإناء ليتفقده ويرى ما إذا كان فيه ماء بداخله. ابتهج الغراب عندما رأى الماء بداخل الإناء!، حاول جاهدًا إدخال رأسه إلى الإناء لكى يشرب، لكنه مع الأسف لم يقدر على فعل ذلك لأن عنق الإناء كان ضيقًا جداً. عندها حاول أن يدفع الإناء كى يقلبه وينسكب الماء خارجه إلا أنه كان ثقيلًا أكثر من المتوقع.
فكر الغراب بجد حتى خطرت له فكرة عندما رأى بعض الحصى. بدأ عندها بالتقاط تلك الحصى واحدة تلو الأخرى وأسقطها داخل الإناء. وعندما ملأ الإناء بالمزيد والمزيد من الحصى، ظل منسوب المياه داخل الإناء يرتفع إلى أعلى. بعد وضع ما يكفى من الحصى، أصبح باستطاعة الغراب أن يشرب من الماء الذى ارتفع منسوبه بما يكفى!.
الحكمة: لا تفكر بالنتائج الإيجابية قبل أن تعمل وتسعى، فالنجاح والثمار مرهونان بالسعى والعمل والتفكير.