تحدى «التعليم» ساهم في تضخيم الأزمة.. وبعض «الهاكرز» نجحوا فى الانضمام لمؤسسي شاومينج واخترقوا موقع الوزارة
رائد شرطة سابق ينجح فى حل لغز تسريب الامتحانات وتتبع ممثلى الصفحة وسلمهم للأمن الوطنى
اشتعل الرأى العام فى مصر بسبب تسريب الامتحانات فى صفحة «شاومينج بيغشش الثانوية العامة» بموقع فيسبوك، والتى بلغ عدد متابعيها ٧٥٠ ألفًا، وتم نشر الإجابات النموذجية للامتحانات داخل هذه الصفحة، بررت الصفحة قيامها بالتسريب الدائم لامتحانات الثانوية، بأن منظومة التعليم تعانى خللا واضحا، ولا يوجد إصلاح لهذا الخلل سوى بتسريب الامتحانات فى تحد واضح لوزارة التربية والتعليم، أكد الخبراء أن المسئولين عن «شاومينج» ينفذون مخططًا لإسقاط الدولة، وأصبحت «شاومينج» حديث الشارع المصرى، وأربكت وزارة التربية والتعليم وجعلتها فى حالة تخبط وارتباك شديدين.
فبينما عانت الأجهزة الأمنية فى حل لغز الصفحة فى محاولة لتهدئة الرأى العام، وألقت القبض على متهمين، ونجحت فى إجهاض مظاهرات طلاب الثانوية الذين اعترضوا على قرار الدكتور «الهلالى الشربيني» وزير التربية والتعليم بتأجيل وإلغاء الامتحانات، نجح «الجيش المصرى الإلكترونى» فى كشف جميع المسئولين الرئيسيين وراء هذه الصفحة، وأيضًا المتورطين فى اختراق موقع وزارة التربية والتعليم.
تم تدشين صفحة «شاومينج» عام ٢٠١٣ بسبب اعتقال طفل من محافظة الإسكندرية اسمه «هشام ناصر عبدالمنعم» بعد أحداث فض رابعة العدوية، وكان عمره وقتها ١٤ عامًا وتم سجنه بالمؤسسة العقابية بكوم الدكة.
هشام هو الابن الوحيد لأسرته وسط أربع شقيقات، ثلاث منهن يعملن فى جمعية إصلاح التعليم بالإسكندرية، ووالدته موظفة فى وزارة التربية والتعليم، واشتهر فى حبسه بأنه بطل العقابية.
أثناء حبسه اتهم والده مدير أمن الإسكندرية الأسبق اللواء «ناصر العبد» بتعذيب نجله، وتكاتف أصدقاء هشام مع شقيقاته، واتفقوا على الانتقام له داخل صفحات الفيسبوك وإثارة الرأى العام.
وانضم لهم فتاة كانت تحب هشام من محافظة الإسكندرية واسمها «عنان أسامة» وتقول إنها خطيبته وربطتها علاقة صداقة مع «إسراء» شقيقة هشام صاحبة جمعية إصلاح التعليم بالإسكندرية.
قررت هذه الأيقونة محاربة وزارة التربية والتعليم، لذلك اختاروا الاسم «شاومينج» الصينى الذى يعبر عن صعوبة الامتحانات، وهؤلاء الشباب لم يتوقعوا أن تحقق فكرتهم كل هذه الضجة التى لاقت إقبالا وترحيبا شديدين.
المجتمع كان ينظر لـ«شاومينج» على أنها حالة من التمرد وثورة على أوضاع التعليم الفاسد فى مصر، الذى يشكل حملًا زائدًا على الطلاب وأولياء الأمور طوال العام، وانتشرت الصفحة بسرعة الصاروخ وذاع صيتها.
ليس من الصعب فى العالم الافتراضى أن تسرب امتحانات أو تنشر معلومات مهمة وحساسة، لأن الجميع فى هذا العالم يعملون فى الخفاء داخل منظومة متخفية ويستخدمون أسماء وهمية تضمن لهم السرية بعيدا عن شخصياتهم الحقيقية.
وما نعرفه فى هذا العالم أن الفكرة لا تموت وإذا حاربناها تنتشر أكثر وتصبح خارج سيطرة صاحبها، وهذا ما حدث مع «شاومينج» التى تزايدت شهرتها، بسبب موقف وزارة التربية والتعليم حينما أعلنت فى وسائل الإعلام عن قيام مجموعة أشخاص مجهولين بالدخول فى تحد مع الوزارة.
الخطأ فى البداية يقع على الوزارة، لأن المسئولين فى الوزارة لم يقدروا حجم التقدم الذى وصل إليه العالم، ولم يردوا على الشباب بالتكنولوجيا، وبسببهم ظهرت صفحات أخرى تحمل نفس الفكر مثل حركة «غشاشون فدائيون» وصفحات «شاومينج» مزورة.
كما أن المسئولين عن صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة»، بعد أن زادت مصادرهم، الذين يرسلون لهم الامتحانات ويحرضونهم قاموا بإنشاء صفحة موازية للتعليم الأزهرى اسمها «شاومنيج أزهري». انضم لفريق عمل «شاومينج» مدرسون وطلاب ومصممو فيديوهات ومجموعة قراصنة إلكترونيون ومطورو برامج وجميعهم يعملون فى الخفاء من أجل تحقيق أهدافهم فى النيل من وزارة التربية والتعليم.
استخدم أعضاء «شاومينج» أسماء حركية فى نشر تسريباتهم للامتحانات التى كانت تصل إليهم من كل مكان فى ربوع الجمهورية عبر رسائل الفيسبوك من حسابات مجهولة، وكانت الأسماء المتداولة فى شاومينج (حوكا مينج - توهامى يونج - بيدو مينج - دوز يونج).
غفل شباب «شاومينج» عن سد بعض الثغرات خلفهم، والتى قادتنا للتعرف على شخصياتهم الحقيقية، وهذا يدل على عدم وجود خطة من الأساس، وأن الفكرة بعد أن ابتدعوها خرجت من سيطرتهم وأصبحوا غير قادرين على حماية أنفسهم.
نجح فى كشف أعضاء هذا الفريق رائد الشرطة السابق «خالد أبوبكر» الذى ذاع صيته فى السنوات الأخيرة بسبب اشتراكه مع الهاكر «رمز العدالة» فى تشكيل فريق الجيش المصرى الإلكترونى الذى أحدث ضجة فى الشارع المصري.
حاول «أبوبكر» البحث عن الثغرة التى تقوده لمعرفة المسئولين عن صفحة «شاومينج»، وهذا من خلال التعليقات والمنشورات القديمة، وجد أنه فى عام ٢٠١٣ نشر حساب تويتر للأدمن المسئول عن الصفحة وهو العضو «حوكا يونج».
وكان حوكا يستخدم حساب فيسبوك اسمه «حوكا أهلاوي» ويطلق عليه مهندس شاومينج، وحسابه على تويتر اسمه «حوكا بس بالكاف».
وأيضا بنفس الطريقة تم العثور على حساب عضو آخر على تويتر اسمه الحركى «بيدو مينج» ومظهره لا يتعدى ١٤ عاما، ونسى بيدو أن صوره الشخصية موجودة على تويتر، والتى أخذ أبوبكر نسخة منها.
قام أبوبكر بنشر هذه المعلومات على صفحته، وقال فى مداخلة مع برنامج فضائى إن مهندسًا ومعه أطفال هم الذين يديرون صفحة «شاومينج» ويسربون الامتحانات، وعندما علم «بيدو» بما فعله أبوبكر أيقن أنه يراقبه، وحذف حسابه من تويتر.
أما «عنان أسامة» خطيبة هشام، وقعت فى الخطأ عندما انزعجت من مقولة خالد فى الإعلام أن «شاومينج» يديرها أطفال، لذلك قررت أن تهاجمه على صفحته لكن سرعان ما حذفت تعليقها خلال ٥ دقائق من كتابته!
ارتاب أبوبكر فى عنان بعد إزالة التعليق، ودخل صفحتها، فوجدها تهاجمه باسمه فى منشور لها وتقول: أنا طفلة يا حيوان! وردت عليها فتاة اسمها «إسراء» وهى شقيقة هشام: أنتِ غبية، فقالت عنان ضاحكة: طفلة بقا، فردت عليها إسراء: متخلفة عقلية وحياتك، وغباء لا متناهي.
فهم أبوبكر أن عنان متورطة فى «شاومينج»، وظل يبحث داخل حساب عنان عن أصدقائها، وحاول قراءة ما بين السطور فيما تكتبه عنان على صفحتها، وتأكد من تورطها عندما وجد منشورًا عندها قامت بمشاركته لموقع إخبارى يتهم الإخوان بتسريب الامتحانات، وعلقت عليه مبتسمة: الفسقة.. الخونة.. اسكت يا لساني.. اسكت يا لساني! وفى منشورات عنان القديمة بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤ قالت إنها سمعت خبرًا أسعدها وهو الإفراج عن أطفال كوم الدكة وقصدت به هشام حبيبها، لكن ما حدث أنه أفرج عن العديد من الأطفال المسجونين وهشام تم ترحيله لسجن برج العرب.
بعد أن تحدث «أبوبكر» عن «شاومينج» فى الإعلام تعرف على شخص يعرف عنان جيدًا وهو الذى أخبره بحكاية حبيبها هشام وأرسل له صورها، وأكد له أن عنان هى الفتاة التى نشرت صورتها متخفية فى «شاومينج»، وهى تغطى وجهها بورقة مكتوب فيها «تتجوزني»، وكانت موجهة لهشام.
وعرف أبوبكر أن «حوكا يونج» الذى يطلق عنه مهندس شاومينج، هو الذى قام بتأسيس الصفحة وهو من مواليد الإسكندرية، ويعيش فى القاهرة، وهو أيقونة الصفحة ومحركها الرئيسى واسمه الحقيقى «محمود مصطفى محمد» ويدرس فى كلية الهندسة بجامعة حلوان، كما أن العضو «بيدو مينج» يعمل فى شركة أورانج واسمه الحقيقى «عبدالله أحمد عبدالله». نقف أمام مصمم فيديوهات شاومينج والذى لم يتم القبض عليه وشهرته «محمد مجايفر» واسمه الحقيقى محمد عبدالفتاح شمس وهو مغنى راب، وصاحب فكرة إنشاء مسابقة البيت بوكسر، وظهر فى قنوات فضائية بجانب شباب أجانب يدعو للمسابقة.
«مجايفر» يمتلك مكتب تصميم فى أكتوبر وهو خريج كلية التجارة جامعة بنى سويف، كما لديه مكتب آخر فى شارع مصدق بالدقى اسمه برنت إيجيبت. تم التوصل لـ«مجايفر» عن طريق فيديوهات «شاومينج» المعروفة ومنها فيديو أطلق عليه «التعليم فى مصر» وأغنية «شاومينج» الشهيرة التى وقع عليها بـ G.Art، وبعد البحث عن هذا الاسم تبين أنه مربوط باسم محمد مجايفر فى منشورات قديمة، كما تم الحصول على رقم هاتفه.
ظل أعضاء الفريق يتابعون منشورات صفحة خالد أبوبكر لأنه كان يوميًا يفضح عضوا منهم، وعندما أكد أبوبكر أنه توصل لمصمم فيديوهات شاومينج محمد مجايفر، فوجئ بـ«مجايفر» يكلمه على الفيسبوك، ويخبره أنه طرد من شاومينج لامتناعه عن نشر فيديوهات شاومينج التى صممها وتحمل اسم شركته، وبعدها سأل مجايفر أبوبكر عن موقفه القانونى ورد الأخير موقفك سليم ما دمت خارج الموضوع.
طلب مجايفر من أبوبكر حذف صوره التى نشرها على صفحته ويتهمه فيها بأنه مصمم فيديوهات شاومينج حتى لا يتسبب له فى ضرر، فساومه أبوبكر وقال له إذا أرسلت لى صورة من لوحة تحكم شاومينج سوف أحذف صورتك من حسابي.
حاول مجايفر إرضاء أبوبكر وأرسل له صورة من محادثة له مع حساب وهمى يدعى «ديفيد بتلر» يطلب فيها من مجايفر أن يصمم له فيديو عبارة عن ٥٠ ثانية تتحدث عن برنامج شاومينج الذى أطلق على هواتف أندرويد ويتم تحميله من جوجل بلاى، و«مجايفر» فى هذه المحادثة رفض تصميم الفيديو.
قال مجايفر لأبوبكر «هات رقمك وأنا هفهمك كل حاجة فى التليفون»، وقام خالد بتسجيل المكالمة لعضو شاومينج الذى حاول فيها أن يبرأ نفسه من الموضوع، لدرجة أنه اعترف على جميع الأعضاء بلا استثناء.
الشهرة التى نالها أبوبكر بالفيسبوك، جعلته مصدر قوة، لزيادة عدد متابعيه الذين يساندونه دائما فى حملات موسعة لإغلاق صفحات الفيسبوك، وأصبح معروفًا عنه أنه قاهر صفحات الفيسبوك، وكان يملك «جروب» سريًا لإغلاق صفحات الفيسبوك، وقام بوضع حساب ديفيد بداخله وتم إغلاق الحساب.
والمعروف فى قوانين الفيسبوك أنه عند إغلاق صفحات حتى يفتحها صاحبها مرة أخرى، عليه أن يرسل للموقع بطاقة إثبات شخصية، وصعب مع الحسابات الوهمية أن نوفر لها بطاقات.
والمفاجأة أنه بعد إغلاق حساب ديفيد، حذفت صفحة شاومينج الأصلية من فيسبوك، والتى بها ٧٥٠ ألف متابع، وهذا يؤكد أن ديفيد أدمن الصفحة، و«مجايفر» استخدم هذا الاسم الوهمى فى أيقونة شاومينج، كما أن صوته فى مكالمته المسجلة مع أبوبكر متطابق مع الصوت المسموع فى فيديوهات شاومينج.
كما تم التوصل أيضًا لحساب «محمود عدلي»، وهو مطور البرامج الذى قام بإنشاء تطبيق «شاومينج» على هواتف أندرويد، ووقع فى الخطأ عندما نشر التطبيق على صفحته قبل مشاركته ونشره على صفحة «شاومينج».
التطبيق الذى أنتجه محمود عدلى يتيح للمستخدم الحصول على أسئلة وأجوبة الامتحانات على الهاتف المحمول دون أى معاناة أو دخول الفيسبوك، وكل ما على المستخدم أن يقوم بعملية التسجيل.
وكانت صفحة شاومينج أعلنت عن تطبيق «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» الجديد بعد أن نشره المطور على صفحته، وهذا بهدف التخلص من اللجان الإلكترونية التى تحارب أعضاء الصفحة باستمرار، وتم التنبيه عن إيقاف العمل بتطبيق شاومينج القديم.
الأمر لم يقف عند تسريب الامتحانات فقط، لأن مجموعة من الهاكر انضموا لشاومينج، وأطلقوا على أنفسهم فريق «هاكر تيم» وهم الذين قاموا باختراق موقع وزارة التربية والتعليم لتسريب النتائج عن طريق ثغرة بالموقع اسمها SQL.
وأطلق بعدها أعضاء شاومينج التهديدات بالتحكم فى الكنترول وتعديل النتائج، وعرضوا على من يرغب فى معرفة نتائجه من طلاب الثانوية أن يتواصل معهم بالصفحة.
كما أن نفس المجموعة من القراصنة هم الذين اخترقوا موقع قناة «إم بى سى» على الإنترنت «شاهد» وسربوا من خلاله «سكريبت» الحلقة الأخيرة من حلقة مسلسل الأسطورة «محمد رمضان».
وأعضاء فريق الهاكرز الذين اخترقوا موقع وزارة التربية والتعليم هم «مستر مجهول» واسمه الحقيقى «محمد يوسف» وهو المسئول الأول عن عملية الاختراق، و«محمد إبراهيم» الشهير بـ«محمد المصري»، وهو المسئول عن الفريق، و«مصطفى الهواري» مؤسس مبادرة تصحيح التعليم والذى ظهر فى عدة قنوات فضائية، و«محمد رأفت» الشهير بـ«أوسكار المدمر».
جميع هؤلاء الأعضاء أصدقاء لـ«حوكا يونج» مؤسس صفحة شاومينج، كما انضم لهم بالفريق مدرس ثانوى شهرته مستر «مازن مجدي»، لكنه أغلق حسابه على الفيسبوك خوفًا من تتبعه.
أكد «أبوبكر» صدق روايته وصحة هذه المعلومات قائلًا إنه أرسل هذه المعلومات الخطيرة لمباحث الإنترنت خصوصًا العقيد (ع. ر) الذى تجاهله تمامًا ولم يرد عليه، وبعدها تواصل مع ضباط فى جهاز الأمن الوطنى وأرسل لهم الموضوع.
وتساءل «أبوبكر» إذا كانت هذه المعلومات غير صحيحة، فلماذا تم القبض على حوكا وبيدو، كما أن هناك خبرًا نشره شقيق حوكا فى صفحته بالفيسبوك والذى يستخدم اسم «معلش إحنا بنتبهدل» ونقله عنه موقع «بوابة يناير».
حيث روى شقيق حوكا ما حدث مع شقيقه وقال إن أخاه «محمود مصطفى محمد»، ذهب لأخته فى بلطيم لقضاء إجازته الصيفية، واختطفته من المنزل حملة كبرى تابعة لأمن الدولة ومباحث مركز البرلس ونقطة بلطيم، وأخذوا شقيقه دون أسباب على مبنى أمن الدولة بكفر الشيخ.
وأضاف الشاب أنه فوجئ بشخص قال عن أخيه إنه بيغشش الناس فى قضية «شاومينج» وكان يقصد خالد أبوبكر، قائلا: أخويا ملوش دعوة بالحوارات دي.
أما عبدالله الشهير بـ«بيدو»، التابع لحركة حازمون والذى كان يعمل فى شركة أورانج، كان يأخذ درسًا عند أستاذ اللغة العربية الشهير والذى تم حبسه فى القضية «عصام بهنساوي» وذلك فى شارع العريش بالهرم فى سنتر «بين الجناين» التعليمي.
وكان بيدو يقوم بتصوير الأوراق التى طبعها المدرس بالألوان فور الحصول عليها ثم يحمّلها على الصفحة ويمضى عليها توقيعه «بيدو».
وبعد أن حصل أبوبكر على معلومات عن شخصية بيدو بما فيها اسمه ورقم هاتفه قام بإرساله لأصدقاء فى الأمن الوطنى الذين ألقوا القبض عليه وفصل بيدو من عمله فى شركة أورانج.
رفض أبوبكر أن يعطى هذه المعلومات لأى صحف أخرى بخلافنا وعلى حد قوله «إن (البوابة) رائدة فى هذا المجال بعالم الصحافة وقادرة على إيصال هذه المعلومات بشكلها الصحيح بعد التأكد منها». واعترف لنا أبوبكر أن الشاب «مهند زهران» الذى شكل فريقًا سماه «الكتيبة العربية الإلكترونية» وادعى أنه يحارب به الإرهاب، وقبض عليه فى قضية «شاومينج» واتهم بأنه مسئول الصفحة، ليس له علاقة بالموضوع وهو السبب فى حبسه.
قائلًا إن مهند قام بإنشاء صفحة مزورة تحمل اسم «شاومينج» حتى يدعى للناس أنه اخترقها، وكان يهاجم صديقى «تامر الشهاوي» لواء مخابرات سابقا وعضو مجلس الشعب حين اتهمه بسرقة أموال تبرعات «تحيا مصر» وطالبه بإظهار الإيصالات.
وقال خالد إن الهاكر «رمز العدالة» هو الذى نجح فى تحديد (IP) البصمة الإلكترونية لمهند، ثم أرسلها للشهاوى، الذى بدوره أرسلها للأمن الوطنى، بعدها قام رجال الأمن الوطنى بالقاهرة باختطاف مهند زهران من الإسكندرية، ووالدته أكدت فى حساب ابنها بالفيسبوك أنه يتعرض لضغوط من أجل الاعتراف بأنه المسئول عن «شاومينج».
بعد أزمة تسريب الامتحانات تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى هذا الموضوع، وقال إنه يعرف حجم هذه الأزمة بالنسبة لكل المصريين الذين قلقوا على مستقبل أبنائهم وسير العملية التعليمية، ووعد الرئيس بأنه لن يتكرر ما حدث العام المقبل.
لا شك أن عملية تسريب الامتحانات ضربة موجعة بالنسبة لكثير من الطلاب وأولياء أمورهم، كما عرّضت حياة الطلاب للخطر حينما تظاهروا ضد قرار الوزير بتأجيل وإلغاء الامتحانات، وأثرت سلبًا على جميع العاملين بوزارة التربية والتعليم.
لكن السؤال: كيف نحاسب أطفالًا على فكرة وتورطوا فيها وخارج سيطرتهم؟ وإذا أردنا أن نحاسب الناس على أفكارهم سندخل جميعا السجون، أو نعيش فى مجتمع بلا فكرة أو وعى لأن الفكرة دائما تصطحب معها الوعي.
ورغم أن هؤلاء الشباب أخطأوا فى حق المجتمع وأنفسهم، لكنهم لم يجدوا من يرفق بهم أو يحنو عليهم داخل وزارة التربية والتعليم التى صعدت الموضوع فى وسائل الإعلام وأعلنت أنه تحدٍ.
وفى النهاية هؤلاء الشباب عن طريق فكرتهم نجحوا فى كشف فساد بالجملة داخل وزارة التربية والتعليم نتيجة للتخبط والارتباك اللذين تم وضع مسئولى الوزارة والعاملين بهما، ورأينا اعترافات بالجملة ضد الفاسدين.