الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الضعف والتفكك والمراهقة السياسية.. مشكلات تهدد مسيرة الحياة الحزبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
“,”نافعة“,”: الشعب لا يثق بالأحزاب.. والبرادعي وراء انهيار “,”الدستور“,”
“,”سلامة“,”: تخلط بين العمل السياسي والثوري
“,”علوي“,” يدعو الأحزاب لفتح أبوابها للشباب


اتفق عدد من الخبراء السياسيين على أن الاستقالات والانشقاقات التي تشهدها عدد من الأحزاب السياسية مؤخراً، تهدد مسيرة الحياة الحزبية في مصر، وتعود في مجملها إلى التفكك والاختلاف الإيديولوجي داخل الحزب الواحد، وهو ما ينعكس على عدم أدائها السياسي، الذي يتسم في معظم الأوقات بالمراهقة.

الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن الاستقالات والانشقاقات التي يشهدها حزب “,”الدستور“,” على سبيل المثال، جاءت نتيجة كونه حزبًا جامعًا لعدد من التيارات السياسية والفكرية المختلفة، التي لم تنخرط في العمل السياسي، ولم تنضم لأحزاب قائمة قبل ثورة 25 يناير، مضيفًا أن تلك التيارات والتي تضم في أغلبها الشباب، وجدت في الدكتور محمد البرادعي الملهم الذي تجمعوا حوله لتشكيل حزب سياسي يعبر عن ثورة 25 يناير ويجمع التيار المدني .
وقال نافعة، في تصريحات لـ“,”البوابة نيوز“,”، إن شخصية البرادعي لا تمتلك أدوات الاتصال والتنظيم، مضيفًا “,”أنه عاجز تنظيمي وأن قرار قياداته لحزب الدستور منذ البداية كان خاطئًا، وبذلك كان أحد عوامل ضعف الحزب، موضحًا “,”أن رحيل البرادعي عن حزب الدستور، ثم عن البلاد بعد الاستقالة من منصبه، زادت من حدة الخلاف داخل الحزب، وظهر الانشقاق نتيجة الخلافات الفكرية والأيدولوجية بين مؤسسي الحزب وانهيار فكرة الحزب الجامع لقوى الثورة والمعبر عن 25 يناير“,”.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه لا يوجد على الساحة السياسية حالياً أي قوى تعبر عن ثورة 25 يناير أو 30 يونيو، مضيفاً أن الأحزاب السياسية فشلت في نيل ثقة الجماهير وإقامة حياة حزبية حقيقية، مشيرًا إلى أن “,”المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي نالت ثقة الأغلبية الصامتة من الشعب المصري باعتبار الجيش المصري هو حامى الدولة والحارس الأمين لها“,”، مؤكداً أن الوضع السياسي في مصر حالياً مضطرب وخارطة الطريق لم تنفذ بشكل كامل، والضمانة الوحيدة لتنفيذها هي القوات المسلحة، مشددًا على أن “,”القوى السياسية لا تستطيع إقامة نظام سياسي متماسك والصراع مع جماعة الإخوان مازال لم يحسم بعد، لذلك الحياة السياسية في مصر تشهد اضطرابا واضحا.

الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس، أكد أن الأحزاب السياسية في مصر مازالت تعيش مرحلة مراهقة سياسية وعدم نضج فكري، مضيفا “,”أن بعض الأحزاب التي نشأت بعد الثورة ارتكزت على أشخاص بدون أيديولوجية أو فكرة بعينها، مما جعلها هشة وضعيفة“,”.
وأشار سلامة، في تصريحات لـ“,”البوابة نيوز“,”، إلى أن أغلب الأحزاب القائمة حاليا لا يوجد داخلها التزام حزبي، نتيجة عدم تجمع أعضاء الحزب حول فكرة أو رؤية مشتركة، معتبرا أن هذا الاختلاف في وجهات النظر والتوجهات السياسية، هو السبب الرئيس وراء الخلافات والانشقاقات داخل تلك الأحزاب .
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هناك حالة من السذاجة السياسية التي تشهدها الساحة الآن، مؤكدا أن بعض السياسيين الحاليين لا يعرفون معنى العمل السياسي وكيفية ممارسته، لافتًا إلى أن الحياة السياسية والحزبية في مصر مازالت في طور النضوج ولم تشكل بعد، مستشهدا ببعض التظاهرات التي يتم خلالها تخريب وتدمير منشآت حكومية تحت دعاوى التظاهر والعمل السياسي، مؤكدا أن هناك من يخلط بين العمل السياسي والثوري ويعتقد أن الفوضى والتخريب جزء من الممارسة السياسية .

الدكتور مصطفى علوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن الانشقاقات والاستقالات المتوالية من عدد من الأحزاب السياسية، تعكس ضعف هذه الاحزاب، معتبراً أن تلك الظاهرة مرتبطة بعدد الأحزاب الكبير الموجود على الساحة السياسية.
وأضاف علوي، في تصريحات لـ “,”البوابة نيوز“,”، أن زيادة عدد الأحزاب أدى إلى عدم تماسكها، مما تسبب في الانقسامات التي تشهدها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود حزبين كبيرين فقط والباقي غير معروف .
وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، “,”أن الأحزاب الموجودة على الساحة الآن أغلبها حديث العهد بالعمل السياسي، وتم إنشاءها بعد ثورة 25 يناير، وبالتالي ليس لها تأثير فعال في الحياة السياسية ولا تمتلك القدرة على حل المشكلات التي يواجها المجتمع في أزمة سياسية تعيشها مصر في مرحلة التحول الديمقراطي“,”.
واستطرد، قائلاً: قطاع واسع من أعضاء تلك الأحزاب مارس العمل السياسي متأخراً، لذلك لا يوجد لديهم خبرات كافية لإدارة تلك الكيانات، بالإضافة إلى كون تلك الأحزاب غير متماسكة نتيجة عدم تجانس أفكار وأيديولوجيات أعضائها“,”، مؤكدًا أن أداء بعض قيادات تلك الأحزاب لا يشجع الأعضاء على الاستمرار في الحزب، مستشهداً بحزب الدستور الذي شهد أزمات متعددة بعد استقالة الدكتور محمد البرادعي.
وطالب “,”علوي“,”، الأحزاب السياسية بفتح أبوابها للشباب وإشراكهم في صياغة برنامج الحزب، وتطبيق أفكاره وصناعة القرار بشكل حقيقي، معتبراً أن ممارسة الشباب للعمل السياسي والحزبي بشكل مكثف سوف يثري الحياة السياسية في مصر .