الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

"تركة الإخوان" تعرقل انسحاب السلفيين من الساحة السياسية


ياسر برهامي
ياسر برهامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
“,”وريث الإخوان“,”.. ذلك هو الحلم الذي تسعى الدعوة السلفية لتحقيقه، منذ ثورة 30 يونيو، وذلك عبر مشاركتها في كل الفعاليات السياسية حتى الآن، وهو ما يبدو عائقًا أمام استجابتهم لدعوات الانسحاب من الحياة السياسية.
وربما تعكس رغبة حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، في الحفاظ على الاستحقاقات السياسية التي حققها عقب ثورة 30 يونيو، الأداء “,”التوافقي“,” أو المتخاذل من وجهة نظر التيارات الإسلامية، لاسيما فيما يتعلق بدوره في لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وعدم قدرته الإبقاء على المادة 219، وهو ما أدى إلى محاصرة شباب الإخوان لمقار الحزب ببني سويف، فضلا عن اعتداء عدد من الشباب علي الرجل القوي في الدعوة السلفية وهو الدكتور ياسر برهامي، في مدينة طنطا ورفع الحذاء في وجهه، مما أثار الجدل حول استمرار الذراع السياسية للدعوة السلفية في الحياة السياسية، في ظل دعوة عدد من رموزها وفي مقدمتهم الشيخ إسماعيل المقدم، إلى ضرورة الانسحاب منها والتركيز على الدعوة والتربية، باعتبار أن أضرار العمل السياسي علي الدعوة كانت كبيرة، هو الموقف الذي شاطره إياه الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب.
أداء متخاذل للحفاظ على مكانة سياسية:

إخفاق حزب النور أيضًا في الحفاظ على مواد الهوية، يعد استمرارا للأداء المتخاذل، الذي يهدف إلى الحفاظ على دوره في المعادلة السياسية القائمة بعد حكم الإخوان، لكنه يتسبب في مزيد من الحرج للدكتور ياسر برهامي، القيادة الوحيدة التي تدعو للاستمرار في المسرح السياسي.
وسعيا للخروج من هذا المأزق تذرع برهامي بضرورة الانتظار لحين انتهاء لجنة الخمسين من أعمالها، سعيًا للحفاظ علي الهوية الإسلامية، وانطلاقا من أن ترك العمل السياسي حاليا والاكتفاء بالدعوة، يفسح المجال للتيار العلماني ليعيث في الأرض فسادًا، وهو ما تفهمه علماء الدعوة علي مضض، لاسيما أنهم اتفقوا أيضا على الإبقاء فقط على جريدة “,”الفتح“,” لتصير أداة للتعريف بموقف السلفيين حيال التطورات المختلفة في الوطن والأمة.
تفعيل الدور:

المهلة التي طالب بها برهامي فقط للبقاء في الحياة السياسية، لم تكن لها أي تداعيات علي الاجتماع الذي دعا له أخيرا بالإسكندرية، وضم رموزا من الدعوة السلفية والنور، إذ لم يتطرق لاحتمالات الانسحاب من الحياة السياسية، بل على العكس أشار إلى ضرورة تفعيل دور الحزب والنزول للشارع والاحتكاك بالجماهير.
وأيد موقف نائب رئيس الدعوة السلفية، نادر بكار مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام، إذ نفى قاطعا حدوث أي احتمالات لحل الحزب، بل أشار إلي أن هذه الشائعات تأتي في سياق الحرب النفسية التي تشن علي “,”النور“,”، لافتا إلى أن “,”مسئوليتنا أمام الله تشير لضرورة استمرارنا في الحياة السياسية خدمة للدعوة والجماهير“,”، معتبرا أن وجود توجهات مختلفة داخل الحزب والدعوة السلفية تؤكد على تنوع الآراء وع وثراء الأفكار داخلها.
ولم ينكر بكار مخاوف داخل مجلس إدارة الدعوة السلفية والهيئات القيادية في الحزب، من تكرار تجربة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، مشددا على أن “,”هناك عدة فروق هائلة بين تجربة الإخوان وتجربتنا، وهو ما حذرنا منه الإخوان والرئيس السابق مرسي كثيرا غير أنهم لم يتنبهوا لذلك“,”.
عراقيل وطموحات

من جانبه، رأى الدكتور عمار علي حسن الخبير في شئون الحركات الإسلامية أن مجمل التطورات التي شهدها حزب النور منذ إنشائه عقب الإطاحة بمبارك، رغم أنه لم يشارك في الثورة، وحصوله على 100 مقعد في البرلمان المنحل وانفتاحه على قوى إقليمية ودولية، ومشاركته في خارطة الطريق، تجعل أمر الانسحاب من الحياة السياسية أمرا شديد الصعوبة.
وتابع “,”حسن“,” أنه “,”رغم الصعوبات التي تعرض لها الحزب سواء من التيار الإسلامي، ومحاولات التحرش برموزه في الدروس واللقاءات العامة، وهو ما تكرر من انتقادات وجهه له التيار المدني، إلا أن الدكتور ياسر برهامي الزعيم الروحي للحزب، سيقاوم ضغوط الدعوة السلفية عليه، وسيصر علي استمرار التجربة، لاسيما إن استمرار الخلافات بين الإخوان وحلفائها الإسلاميين والدولة، يوفر فرصا جيدة للحزب للعب دور سياسي“,”، معتبرًا أن الانسحاب من الحياة السياسية قرار ثوري، وكلنا يعرف النهج المحافظ للدعوة السلفية ولحزب النور، بشكل يدفعها للتمهل قبل اتخاذ خطوة كهذه ستثير نوعا من الاضطراب في الساحة السياسية، وستغضب مؤسسات الدولة، وهو ما لا يرغب فيه الحزب في هذا التوقيت الحساس.
الداعون للانسحاب بلا وزن تنظيمي

وأيد الطرح السابق الدكتور محمد حجاج الأمين العام لمجلس أمناء الدعوة السلفية، مستبعدا انسحاب حزب النور من الحياة السياسية خلال المرحلة الحالية، باعتبار أن هناك عدة أدوار يجب على الحزب القيام بها قبل أن تغرب شمسه السياسية ويعود مجددا لدوره الدعوي، وأن كان الدور الأخير سيحظى بالقبول من جانب القواعد الشعبية في ظل الانهيار الحاد في شعبية الحزب وإخفاقاته المتتالية.
وأشار حجاج إلى أن الجناح الداعي للانسحاب من الحياة السياسية لا يحظى بثقل تنظيمي داخل الدعوة السلفية، فهو غير قادر على حسم الصراع في هذه الفترة على الأقل، لافتا إلى أن حصار الاجتماعات والاعتداء على رموز الدعوة السلفية في بني سويف وطنطا، أعاد الأمر مجددا لواجهة الأحداث باعتبار أن مضار الانخراط في العمل السياسي فاقت إيجابياته، بل أن الدور الدعوي قد تأثر بالسلب.