في مثل هذا اليوم 17 يوليو من عام 1240 ميلادية، تولى السلطان الصالح نجم الدين أيوب حكم مصر، وهو ابن السلطان الكامل ناصر الدين محمد، والذي شهدت فترة حكمه ازدهارًا عليمًا ووعيًا ثقافيًا كبيرًا، حيث أقام نجم الدين أيوب عدة مدارس تفردت في تعليمها للمذاهب الإسلامية الأربعة، برغم أنه لم يكن أكاديميا أو مولعا بالاطلاع.
كان السلطان الصالح نجم الدين أيوب أول من جمع المماليك البحرية وجعل منهم قوة عسكرية عظمى، وهو الذي بنى قلعة الروضة، وهو آخر سلاطين الأيوبيين، وقد تولى السلطة في يوم الأحد الرابع عشر من ذي القعدة عام 637هـ السابع عشر من يونيو عام 1240م؛ وسيطر على القلعة، واستولى على ما تبقى بها من ثروة تركها شقيقه، نجح في محاربة قبائل الصعيد، من أجل الوصول إلى السلطة، وتزوج إحدى جواريه، وهي شجر الدر التي أصبحت فيما بعد سلطانة. وقد وصـفه المقريزي بأنه كان شجاعا ومهذبا ولبقا ومهابا وكثير الحياء ومصون اللسان.
واجه السلطان الصالح ثورات بعض طوائف الجند فبدأ في تكوين جيش جديد يخلص له ويطيعه فاشترى آلاف المماليك والأتراك الذين هجروا أوطانهم في آسيا الصغرى بسبب غارات المغول واتخذ الصالح أيوب منهم جيشًا منظمًا. ويتضح من هذا أن السلطان الصالح لم يتعلم من العباسيين الذي فعلوا نفس الشيء وأخذوا من العبيد جيوشًا وقوادًا، وانتهي الأمر بهم أن أصبح الخلفاء العباسيين تحت رحمة هؤلاء القواد وأصبحوا مجرد واجهة للخلافة دون سلطة حقيقية.
وجد السلطان الصالح أيوب نفسه مهددًا بحلف صليبي مع أمراء دمشق، الصالح إسماعيل، والكرك الناصر داود، وحمص المنصور إبراهيم. فقرر تحطيم هذا الحلف قبل أن يهاجمه فسار بجيشه واستولى على دمشق ثم سار إلى القدس واستعادها من الصليبيين سنة 1244م، 640 ه.
قامت حملة صليبية جديدة تستهدف مصر، وكانت أشرس وأعنف من الحملة الأولى على دمياط، وكان على رأسها ملك فرنسا لويس التاسع الذي كان معروفًا بتدينه وتعصبه. ولقد نذر لويس نفسه للموت في سبيل دينه.
علم السلطان الصالح أيوب بأن الصليبيين يحتشدون في قبرص، وقدر أنهم سينزلون دمياط كما فعل اسلافهم، فحشد جيشه تجاه المدينة وقرر أن يحارب حربًا لا هوادة فيها.
كان الصالح أيوب نقيض أبيه الملك الكامل، كان شجاعًا جريئًا، وكان حازمًا إلى درجة القسوة.
دخل الصليبيون مدينة دمياط في 6 يونيو 1249 دون قتال وحولوا المسجد إلى كنيسة وأقاموا بطريركًا فرنسيًا للمدينة، وكان شهر يونيو هو شهر فيضان النيل فآثر الملك لويس أن ينتظر حتى ينتهي الفيضان حتى لا يقع فيما وقعت فيه الحملة الخامسة.
عندما انتهى موسم الفيضان بدأ لويس زحفه إلى القاهرة، وفي تلك الأثناء مات السلطان الصالح، فأخفت زوجته شجر الدر نبأ وفاته حتى لا يضعف الجنود المحاربون، وبعثت في استدعاء ابن زوجها توران شاه من حصن كيفا "بالشام" وفي تلك الأثناء تولى بيبرس قيادة الجيش.
دخل الصليبيون بسفنهم في النيل وتصدت لها سفن المصريين وخسر الصليبيون 80 سفينة. وتلاحم الجيشان وبلغ القتال ذروته عند فارسكور حيث حلت هزيمة ساحقة بالصليبيين وأُسر ملكهم لويس التاسع سنة 648 ه، 1250م، واقتادوه إلى دار الشيخ فخر الدين بن لقمان في المنصورة.
تفاوض المنتصر والمنهزم، وفُرض المسلمون شروطهم وهي جلاء الصليبيين عن دمياط وخروجهم من مصر ودفع دية باهظة من الذهب مقابل إطلاق سراح لويس ومن معه من الأسرى.
وافق لويس التاسع على شروط التسليم وخرج الصليبيون أولًا من دمياط، وبعد ذلك أطلق الظاهر بيبرس سراح الملك الأسير، فاستقل سفينة اتجهت به إلى عكا التي كانت مع الصليبيين.
تولي توران شاه السلطة في نهاية 1250م خلفًا لأبيه بمساعدة زوج ابيه شجر الدر، ولكن حكمه لم يدم أكثر من شهرين لاضطهاده لأمراء المماليك وشجر الدر فتآمروا جميعًا ضده وقتلوه.
نادي كبار رجال الدولة بشجر الدر سلطانة على مصر عام 1250م على أن يكون المملوك عز الدين أيبك مقدمًا للعسكر وبهاء الدين وزيرًا لها. وكانت هذه المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة حكم مصر منذ أيام الفراعنة.
بلغت مدة حكمها 80 يومًا أظهرت فيها جدارة وكفاءة وحسن تدبير. إلا أن الخليفة العباسي لم يقبل أن تتولى حكم مصر امرأة وخاصةً أنها كانت جارية لدى الخليفة العباسي نفسه، فأرسل إلى زعماء المماليك يقول لهم: "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فاعلمونا نسير لكم رجلًا"، فاضطرت شجر الدر إلى التنازل عن الحكم لعز الدين أيبك المملوكي وتزوجته.
كان السلطان الصالح نجم الدين أيوب أول من جمع المماليك البحرية وجعل منهم قوة عسكرية عظمى، وهو الذي بنى قلعة الروضة، وهو آخر سلاطين الأيوبيين، وقد تولى السلطة في يوم الأحد الرابع عشر من ذي القعدة عام 637هـ السابع عشر من يونيو عام 1240م؛ وسيطر على القلعة، واستولى على ما تبقى بها من ثروة تركها شقيقه، نجح في محاربة قبائل الصعيد، من أجل الوصول إلى السلطة، وتزوج إحدى جواريه، وهي شجر الدر التي أصبحت فيما بعد سلطانة. وقد وصـفه المقريزي بأنه كان شجاعا ومهذبا ولبقا ومهابا وكثير الحياء ومصون اللسان.
واجه السلطان الصالح ثورات بعض طوائف الجند فبدأ في تكوين جيش جديد يخلص له ويطيعه فاشترى آلاف المماليك والأتراك الذين هجروا أوطانهم في آسيا الصغرى بسبب غارات المغول واتخذ الصالح أيوب منهم جيشًا منظمًا. ويتضح من هذا أن السلطان الصالح لم يتعلم من العباسيين الذي فعلوا نفس الشيء وأخذوا من العبيد جيوشًا وقوادًا، وانتهي الأمر بهم أن أصبح الخلفاء العباسيين تحت رحمة هؤلاء القواد وأصبحوا مجرد واجهة للخلافة دون سلطة حقيقية.
وجد السلطان الصالح أيوب نفسه مهددًا بحلف صليبي مع أمراء دمشق، الصالح إسماعيل، والكرك الناصر داود، وحمص المنصور إبراهيم. فقرر تحطيم هذا الحلف قبل أن يهاجمه فسار بجيشه واستولى على دمشق ثم سار إلى القدس واستعادها من الصليبيين سنة 1244م، 640 ه.
قامت حملة صليبية جديدة تستهدف مصر، وكانت أشرس وأعنف من الحملة الأولى على دمياط، وكان على رأسها ملك فرنسا لويس التاسع الذي كان معروفًا بتدينه وتعصبه. ولقد نذر لويس نفسه للموت في سبيل دينه.
علم السلطان الصالح أيوب بأن الصليبيين يحتشدون في قبرص، وقدر أنهم سينزلون دمياط كما فعل اسلافهم، فحشد جيشه تجاه المدينة وقرر أن يحارب حربًا لا هوادة فيها.
كان الصالح أيوب نقيض أبيه الملك الكامل، كان شجاعًا جريئًا، وكان حازمًا إلى درجة القسوة.
دخل الصليبيون مدينة دمياط في 6 يونيو 1249 دون قتال وحولوا المسجد إلى كنيسة وأقاموا بطريركًا فرنسيًا للمدينة، وكان شهر يونيو هو شهر فيضان النيل فآثر الملك لويس أن ينتظر حتى ينتهي الفيضان حتى لا يقع فيما وقعت فيه الحملة الخامسة.
عندما انتهى موسم الفيضان بدأ لويس زحفه إلى القاهرة، وفي تلك الأثناء مات السلطان الصالح، فأخفت زوجته شجر الدر نبأ وفاته حتى لا يضعف الجنود المحاربون، وبعثت في استدعاء ابن زوجها توران شاه من حصن كيفا "بالشام" وفي تلك الأثناء تولى بيبرس قيادة الجيش.
دخل الصليبيون بسفنهم في النيل وتصدت لها سفن المصريين وخسر الصليبيون 80 سفينة. وتلاحم الجيشان وبلغ القتال ذروته عند فارسكور حيث حلت هزيمة ساحقة بالصليبيين وأُسر ملكهم لويس التاسع سنة 648 ه، 1250م، واقتادوه إلى دار الشيخ فخر الدين بن لقمان في المنصورة.
تفاوض المنتصر والمنهزم، وفُرض المسلمون شروطهم وهي جلاء الصليبيين عن دمياط وخروجهم من مصر ودفع دية باهظة من الذهب مقابل إطلاق سراح لويس ومن معه من الأسرى.
وافق لويس التاسع على شروط التسليم وخرج الصليبيون أولًا من دمياط، وبعد ذلك أطلق الظاهر بيبرس سراح الملك الأسير، فاستقل سفينة اتجهت به إلى عكا التي كانت مع الصليبيين.
تولي توران شاه السلطة في نهاية 1250م خلفًا لأبيه بمساعدة زوج ابيه شجر الدر، ولكن حكمه لم يدم أكثر من شهرين لاضطهاده لأمراء المماليك وشجر الدر فتآمروا جميعًا ضده وقتلوه.
نادي كبار رجال الدولة بشجر الدر سلطانة على مصر عام 1250م على أن يكون المملوك عز الدين أيبك مقدمًا للعسكر وبهاء الدين وزيرًا لها. وكانت هذه المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة حكم مصر منذ أيام الفراعنة.
بلغت مدة حكمها 80 يومًا أظهرت فيها جدارة وكفاءة وحسن تدبير. إلا أن الخليفة العباسي لم يقبل أن تتولى حكم مصر امرأة وخاصةً أنها كانت جارية لدى الخليفة العباسي نفسه، فأرسل إلى زعماء المماليك يقول لهم: "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فاعلمونا نسير لكم رجلًا"، فاضطرت شجر الدر إلى التنازل عن الحكم لعز الدين أيبك المملوكي وتزوجته.