الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"العدناني" كلمة السر في هجوم "نيس".. عناصر داعش يحتفلون بالهجوم.. ويهددون مجددًا: "سنخضب السين بدمائكم".. خبير: التنظيم يلجأ لإستراتيجيات جديدة لاستهداف الدول الأوروبية.. و"الدهس" آخرها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عملية جديدة من نوعها استهدفت مدينة "نيس" الفرنسية، مساء أمس الأول الخميس، وأسفرت عن مقتل 84 شخصًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، في عملية "دهس" إرهابية استهدفت المواطنين، وهو ما جعل الأنظار تتوجه إلى تنظيم داعش، باعتباره أكثر المهددين لفرنسا طيلة الفترة الماضية.
"سنغزوكم في دياركم".. إحدى الكلمات التي تحدث بها أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابي، في خطابه الأخير منذ ما يقرب من شهرين، والذي حث فيه ما أسماهم "ذئاب الدولة" على تنفيذ عمليات في نطاق تواجدهم إن لم يتمكنوا من الهجرة حيث سيطرة التنظيم.
في الهجوم الإرهابي الأخير، الذي نفذه مجهولون في مدينة "نيس" الفرنسية، والذي بلغت آخر إحصائيات الرسمية عن عدد الضحايا صباح أمس، 84 قتيلًا بينهم أطفال وعشرات الجرحى.
الاعتداء نفذه سائق شاحنة كبيرة، دهس بها تجمع كبير من المواطنين في "روميناد ديزانغليه" السياحية المطلة على البحر المتوسط؛ لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني.
"عمليات الدهس" استراتيجية يتبناها التنظيم الإرهابي في عملياته، ظنًا منه أنها عصية على القوات الأمنية في البلدان التي يستهدفها. إحدى كلمات المتحدث باسم التنظيم: "إذا لم تتمكن من العثور على رصاصة أو قنبلة، فقوموا بتهشيم رءوسهم بصخرة أو ذبحهم أو ادهسوهم بسيارة أو ارموهم من مكان مرتفع أو حتى اخنقوهم أو سمموهم".
لم تك تلك الكلمات هي الأولى من نوعها، فالعدناني سبق وخص "فرنسا" بالاسم في خطابه، والتنظيم خصص لها عدة إصدارات بلغات مختلفة، وخاطب التحالف الدولي، قائلاً "أمريكا وحلفاء أمريكا، إن الأمر أخطر مما تظنون لقد أخبرناكم أننا اليوم في عصر جديد، جنود (داعش) قادة وليسوا بعبيد". وهدد الدول الغربية، قائلاً: "نحن من سيغزوكم، ولن تغزونا أبداً وسوف نفتح روماكم ونكسر صلبانكم ونسبي نساءكم".
وملأت مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإرهابية الخاصة بتنظيم "داعش" الإرهابي، فرحة عارمة بالهجوم الذي استهدف مدينة نيس.
ونشر التنظيم صور مختلفة، عبر موقع "تليجرام"، يعبر فيها عن سعادته بالحادث والتي كان على رأسها لقطات من "إصدارات" سابقة له، لعناصر التنظيم خاصة بفرنسا، بجانب صور لفرنسا أولاند كأنه فريسة في يد عناصر التنظيم، وأخرى لبرج إيفل.
وقال أحد عناصر "داعش" ويدعى أبو أسامة العدناني، إن عملية هجوم نيس تستحق اصدار "فشرد بهم من خلفهم"، وأنهم ينتظرون تبني لإعلام التنظيم الهجوم رسمياً.
وتابع "العدناني": "الهدف من ضرب فرنسا دون باقي دول أوروبا هو كون فرنسا عصب رئيسي في الحملات الصليبية منذ احتلال القدس الى يومنا هذا، ستدفعون الجزية، والآن عملية دهس واحدة في شوارع نيس دفعتكم لاستدعاء جيش الاحتياط ثم تقولون عن أنفسكم دولة عظمى وجيش لا يقهر، ما بالك لو كانوا في منبج".
فيما كتب أحد عناصر التنظيم مهددًا بعمليات في فرنسا بقوله: "فاتورة حربكم على الدولة الاسلامية كبيرة يا حماة الصليب فوفروا دموعكم ونحيبكم لما هو ادهى وقادم بإذن الله، سنخضب السين بدمائكم".
وتابع: "فرنسا تقرر إعادة حاملة الطائرات شارل ديغول إلى الخليج لقصف الدولة الإسلامية ، فجاءها الرد اليوم، فلا تلعب مع الدولة الإسلامية لكي ﻻ تضاء أبراج العواصم العربية بلون علمك".
من جانبه، أوضح عمرو عبدالمنعم الباحث فى شئون الإسلام السياسي أن الاستراتيجية التى يتبناها التنظيمات الارهابية فى الفترة الاخيرة وعلى رأسها تنظيم داعش معتمدة فى اساسها على أن يكون الفرد الواحد قائم بمقام كتيبة كاملة ،قائلا " نحن أمام جهاد يسمى بـ"الجهادية السائلة " يتم خلاله بث ونشر الافكار الارهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي و الإنترنت وكل مقاتل يقوم فيها بمقام كتيبة فيتمكن من نكاية العدو بتكبيده أكبر قدر من الخسائر " .
ووفقا لتلك الاستراتيجية فإن للعمليات أشكال مختلفة غير المعتادة ومن بينها التفخيخ والتلغيم أو الطرود المفخخة و استخدام السكاكين فى طعن أكبر عدد ممكن حتى يتمكن المقاتل من الهرب او يتم قتله او الدهس كما حدث فى عملية فرنسا الاخيرة ،وذلك وفقا لما اوضحه عبدالمنعم ، محذرا من انه قد تواجه الدول الغربية عمليات اكثر تجددا لا تعتمد على الشكل التقليدي واستخدام القنابل والاسلحة وانما قد يستخدمون التسميم او تسريب الغاز وغيرها من اشكال العمليات الارهابية .
وأشار خبير الإسلام السياسي، إلى أن تلك العمليات الأخيرة تدل على أن عودة من ساحات القتال والمؤهلين بشكل كبير وحصلوا على تدريبات مكثفة بدأ يؤتي ثماره، فإحصائيات الاستخبارات المركزية تشير إلى وجود نحو 559 مقاتلا من أصول تونسية حاصلين على الجنسية الفرنسية من بينهم 127 مجهزين لتنفيذ عمليات انتحارية ، ومشكلة فرنسا الكبرى عدم وجود امكانيات للتوسع فى المراقبة وتحديد العائدين .
واستكمل عبدالمنعم: "تعتمد الاستراتيجية الجديدة على أن يكون المقاتل من داخل الدولة ذاتها، مستخدمين أكبر قد ممكن من الثغرات الامنية الموجودة، غير معتمدين على الأسلحة والمتفجرات، وإنما على بث الأفكار الإرهابية وهو ما لا يمكن السيطرة عليه أمنيا"، مضيفا: "الإرهاب فكرة ولا يمكن لأى أنظمة أمنية مع دقتها أن تحسم المعركة معه إلا بالفكر والحوار حتى لو مع إرهابي، فالحوار معه قد يجدي ثماره فيما بعد".