السبت 06 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"جواز على الهوا ".. اشحن كارت بـ 50 جنيهًا وتعرف على شريك حياتك.. وسائل جديدة للهروب من زواج الصالونات.. الوسطاء مجموعات عمل على الفيس أو مكاتب متخصصة لتيسير توفيق راسين في الحلال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل الطرق تؤدي إلى "توفيق راسين في الحلال"، أمس كانت سيناريوهات الارتباط والزواج تقليدية، كلاسيكية، لا تخرج عن دوائر المعارف والمقربين وبعض الوسطاء من المعارف ينتهى الأمر في الصالون ومنه إلى عش الزوجية وتوتة توتة بدأت الحدوتة، اليوم تغير الوضع كثيرا، صار إيقاع الارتباط سريعا " ع الهوا " من خلال الموبايل، واشحن كارت بـ 50 جنيها وتعرف على شريك حياتك عبر أحد المكاتب المهتمة بـ" توفيق راسين في الحلال"، البعض يراها أقرب طريقة للزواج والقضاء "ع العنوسة"، والبعض يقول: إنها نوع من النصب وجمع التبرعات الوهمية. 

على كلٍ الموضوع " كبير "، هو كذلك: " إبرة في كوم قش"، هكذا ينظر الشباب المصري إلى شريك الحياة من الجنسين ذكورا وإناثا، ليس لندرة وقلة الراغبين في الزواج أو لعدم توافر الإمكانات المادية، أو حتى عدم توافر المواصفات المبدئية التي يبحث عنها كل منهم، لكن ربما يبدو السبب هو في الطريقة التي يبحث بها عن الشريك المنتظر، خوضنا الحكاية.
في البداية حددنا هدفنا حيث تختلف وتتعدد وسائل وطرق البحث عن عريس أو عروسة، هناك من يتجه إلى مكاتب تيسير الزواج التي تعمل على استحياء، والبعض وهم الأكثرية، يفضل أن تظل حركته سرية وفي طي الكتمان فلا يعلم أحد عنه شيء فشل أم نجح فيتجه إلى الإنترنت بعالمه الرحب وتطبيقاته المتعددة، ما بين مواقع التعارف التي تضع التوفيق بين "راسين في الحلال" في مقدمة أولوياتها، وبين صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وهي الأكثر انتشارا وتداولا بين مستخدمي وراغبي الزواج سواء من المصريين أو مختلف الجنسيات العربية، وهو ما تأكد لنا خلال تلك المغامرة فهي في الأول والأخر "سبوبة".
بحثنا في جوجل على مواقع الزواج وجدناها تتجاوز العشرات ما بين "صدفة" و"ولد وبنت" و"قران" و"زواج سوريات" وغيرها ممن قمنا بالاشتراك الفعلي فيه بحساب خاص له اسم مستخدم وكلمة مرور، ثم تدخل لتفاجئ بأنه يجب عليك ترقيه اشتراك برسوم قد تصل إلى 20 دولارا شهريا حتى تتمكن من الاطلاع على تفاصيل الأعضاء المشتركين، وكذلك إرسال واستقبال الرسائل منهم في الوقت الذي يطلع فيه الأعضاء المميزين الذين دفعوا الرسوم على بياناتك وربما حاول بعضهم اختيارك أو التواصل معك لكن تحجب عنك الرسائل لأنك لست عضوا "مميزا" بعد، سدد الرسوم أولا.
بالطبع معظم الشباب المصري لا يقتنع أساسا بفكرة تسديد رسوم لأي موقع إلكتروني مسبقا؛ لأنه يعتبره نوع من النصب، ويطرح سؤالا مفاده "ماذا لو لم أوفق في مهمتي أو فشلت في أن أجد شريك حياتي على هذا الموقع؟! فلوسي تروح عليا!" فيفضلون الاتجاه إلى صفحات الفيس بوك التي تبدو في مجملها مجانية رغم أن بعضها يلزمك بدفع مبلغ 50 جنيها حتى يقوم بنشر أي تفاصيل أو معلومات عنك.
صفحات عديدة بالعشرات وكل صفحة ترشح لك صفحات أخرى غيرها ما بين "زواج مطلقات وأرامل" و"زواج شرعي" و" ابحث عن زوج.. ابحث عن زوجه" و"زواج إسكندرية" و"الزواج الميسر"، حتى تصل إلى صفحات شخصية تجمع بين بحث صاحبها عن عريس أو عروسة إلى السعي للم الشمل وتزويج أخرين، فلا مانع من أن ينشئ أحدهم صفحة يجمع فيها مواصفات ويعرف أسرار الأعضاء ويختار فيما بينهم من تناسبه أو يناسبها كشريك حياة له، وباقي الأعضاء "ماحدش واخد باله، ومع ذلك يتم التعارف "، وبعضهن أنشأ صفحة تحت اسم "أبحث عن زوج" وأخر تحت اسم "أبحث عن زوجة".

مشاهدات وملاحظات عديدة استوقفتنا ونحن نتابع نشاط أعضاء تلك الصفحات والعمليات التي يتم التوفيق فيها بين اثنين يبحثان عن الزواج، أولها أن بعضها يشترط على الأعضاء إرسال مبلغ 50 جنيها على هيئة كارت شحن مع مواصفاته ومواصفات الشريك المنتظر، ولن ينشر أي تفاصيل بدون رقم كارت الشحن، ما يذكرنا بالأسلوب الرخيص الذي تتبعه بعض المومسات على الفيس بوك كمقابل لأن تعطيك بعض من المتعة عبر الكاميرا، وللموضوعية والإنصاف ورغم اعتراض الكثيرين على تلك الطريقة إلا أنه تقريبا والحق يقال كانت تلك الصفحة التي تعلن بالفعل عن التوافق الذي يحدث بين الأعضاء، من تم الخطبة بينهما بالفعل أو من اختلفا بعد الخطوبة وانفصلا ثم عادا عضوين داخل الصفحة للبحث من جديد عن عريس محتمل.
شكاوى عديدة متبادلة بين أدمن تلك الصفحة وبين الأعضاء المسئولين عن الصفحات يشكون من كم الرسائل التي ترسل لهم على الشات الخاص وبعضهم يطلب طلبات يصفها البعض بأنها "غير محترمة" مثل الرغبة في التعارف الشخصي والحديث الخاص مقابل أي مبلغ، والبعض يشكو من تعجرف وتكبر الأدمن على الأعضاء أو تجاهل بعض الطلبات، لكن العذر المتكرر هو زيادة الطلبات وأن الأدمن "مش ملاحق" ويحتاج إلى مشرفين للمساعدة ولا مانع أن يكون في أي بلد عربي.
من خلال المشاركات التي يتبارى الأعضاء في نشرها وعرض حسناتهم ومميزاتهم كعريس "لقطة" أو عروسة "تحفة" هتخسر نص عمرك لو "محجزتهاش" أقصد "متجوزتهاش"، تجد العجب العجاب هناك من يحلف بأغلظ الأيمان بأنه جاد للزواج فقط يبحث عن بنت الحلال ثم يعدد مميزاته التي تصل إلى المركز المرموق كالمهندس الوسيم الذي يعمل في شركة بترول ويمتلك 3 شقق وسيارة وسنه لم يتجاوز 33 سنة، ما يجعلك تطرح سؤالا "معقول حد بالمواصفات دي و"بيدلل " على نفسه "ع النت" وغيره وغيره من المواصفات التي تحيرك وتطرح اسئلة لا حصر لها، فهل انعدمت الثقة بين الشباب حتى يكون الملاذ الأخير في البحث عن عريس أو عروسة هو صفحات الإنترنت والفيس بوك هروبا من جواز الصالونات أو الخاطبة أو حتى قصص الحب الفاشلة؟.
لم يفوتنا في ظل هذا الزخم وذلك الكم الهائل من المتابعة والتفاصيل التي رصدناها بشكل يومي لحظة بلحظة أن ندلو بدلونا ونواجه أصحاب تلك الصفحات وأعضائها بما يساورنا من شكوك حول مصداقيتها ومشروعيتها والهدف الحقيقي وراءها وما إذا كان أحدهم قد تعرض للخداع أو وفق في ختيار شريك حياته بهذه الطريقة المبتكرة، وجاءتنا الردود في معظمها مشككة ونافية لمصداقيتها وتؤكد أنها كلها سبوبة، إما لجمع المال أو للتعارف الخاص والاطلاع على أسرار الأعضاء، "كل الصفحات دي أونطة وأكبر اشتغالة عالفيس"، وعضوة أخرى كتبت تقول " انا بالنسبة ليا الصفحات بتاع الجواز كلها كدب ووسيلة للوصول لأهداف أخرى" فكن على حذر عزيزي القارئ وابتعد عنها !
لم ننس في خضم تلك التفاصيل إعلان تم نشره على إحدى الصفحات يحث الأعضاء على التبرع لفتاتين سوريتين تم التعريف بهما على أنهما يتمتين وتحتاجان إلى "السترة" والزواج وعلى من يرغب في المساعدة عليه بالإيداع في أحد الحسابات البنكية في أحد البنوك مع كتابة رقم الحساب التابع لبنك مصر.