تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
بمسلسل «سقوط حر»، تتكامل ثلاثية مؤلفة الدراما مريم نعوم، والفنانة نيللى كريم، المتضمنة ثلاثة مسلسلات فى ثلاثة أعوام على التوالى، كل عمل منها يمكننى وصفه بأنه: «دراسة عبر الدراما»، وكما لو أنه بحث، رسالة ماجستير أو دكتوراه فى موضوع، لكن من خلال بنية وأسلوبية العمل الدرامى، فكان أولًا مسلسل «سجن النسا» دراسة عبر الدراما عن حياة السجينات وعالم سجن النساء، وفى أعقابه مسلسل «تحت السيطرة» دراسة عبر الدراما عن عالم إدمان المخدرات، وأخيرًا فى ٢٠١٦ «سقوط حر» عن عالم الاضطراب النفسى والمصحات النفسية والعصبية، وهى كما نرى ثلاثة عوالم يجمع بينها ومن الوهلة الأولى، أنها حافلة صعبة، دقيقة قاسية بل موحشة.. لكنها تمثل حقائق ووقائع إنسانية حاضرة، وخوض غمار دهاليزها أمر يحسب بالتأكيد لمبدعى هذه الأعمال، والحق أن القائمين على المسلسلات الثلاثة، قدموا نتائج مميزة، على مستوى جدية التوجه والطموح إلى التعمق ودراسة الظواهر والعوالم، وبما تتضمنه من حالات ونماذج، وبشر من لحم ودم، حافلين بالتعاسة الإنسانية، بقدر ما هم يزخرون بإمكانات «التعافى» إذا استعنا بتعبير أساسى فى «تحت السيطرة»... وبطبيعة الحال، فإن الاستغراب يكون حال المتلقى الذى لم يعتد هذا النهج فى تجسيد الدراما، كما لدى مريم نعوم وثلاثيتها، ومخرجى هذه الثلاثية وآخرهم فنان الدراما رفيع القدر والموهبة شوقى الماجرى، هذا المتلقى قد لا يتجاوب بالقدر الكافى ويتفاعل، وإن شعر دائمًا بالجهد المبذول وبتميز العمل... ويظل ما نصفه بكونه «دراسة عبر الدراما» يستحق دراسة وتقويمًا شاملًا، تطبيقًا على هذه الثلاثية، الجديرة بتناول يلقى نظرات مقارنة ما بين المسلسلات الثلاثة، ووضع اليد على كل ما لها وما عليها فى آن، دراميًا وفكريًا، حرفيًا وجماليًا...
لقطات.. وملاحظات أخرى:
كان من أضعف مسلسلات الموسم الرمضاني: أعمال افتعال أجزاء جديدة، أو الفشل فى أن تكون حتى على مستوى السابقة.. «زوجة مفروسة جدًا- ليالى الحلمية- الكيف عن الفيلم المعروف بنفس العنوان».. أضف فى محاولات الكوميديا الاستظراف فى «صد ورد»، عكس الظرف فى «بنات سوبر مان»..
أحسن برنامج فى الموسم الرمضاني: «الصدمة».. نموذج لبرامج الكاميرا الخفية.. الظريفة وفى نفس الوقت فيها ذوق وإفادة. أسوأ برنامج: «مينى داعش» و«هانى فى الأدغال» لهانى رمزى.. وهما من برامج المقالب الرديئة، يشتركان مع «رامز بيلعب بالنار» فى الإزعاج والفجاجة إلى حد البشاعة، لكن يتميز برنامج رامز جلال عنهما بالحضور والتلقائية لديه، وبالتقنية العالية والمقدرة على توظيف الإمكانيات، وبعدم الاتفاق على المقلب فى مرات كثيرة، عكس برنامج هانى رمزى، إلا أن البرامج الثلاثة تسيء إلى الضيف وإلى المشاهد، علاوة على إساءة رامز فى مقدمة برنامجه بكلام مستخف يهين الضيف (كما فعل إزاء انتصار ولقاء الخميسى وبيومى فؤاد وعبد الله مشرف وميرهان حسين وغيرهم).. وهو ما لا يقل فظاظة وفجاجة عن المقلب نفسه فى بعض الأحيان!! بينما قليلًا ما ينصف كلامه فى المقدمة أحدًا ويعطيه حق قدره، مثلما فعل تجاه غادة عادل وضيفين من نجوم السينما الأجنبية.
سقط سهوا..
من مقال الأسبوع الماضى، ضمن أسماء المتميزين فى الموسم الرمضاني: اسم كل من الممثلتين اللتين قامتا بدور أم فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، وهما ليلى عز العرب (أم الشخصية التى أدتها يسرا)، ونحسبه أحسن أدوار مشوارها، ولطيفة فهى التى قدمت أداء رصينًا لماحًا لدور أم تكبح جماح ابنها عند علمه بخيانة زوجته لكى توغل فى الانتقام بطريقتها وفى الحيلة والتدبير.
بالإضافة إلى حنان سليمان فى «هبة رجل الغراب» الممثلة المخضرمة التى وصلت إلى مرحلة نضج رائع فى إحساسها وتلقائيتها، وكنت قد أشدت بنجمتين شابتين فى هذا المسلسل، هما نورهان التى تستحق مكانة كبيرة، ونعتقد أنها بموهبتها وتميزها سوف تعوض فترة التوقف عن التمثيل، وسامية عاطف ذات الحضور الواضح، والأداء السهل الممتنع الممتع، ونتوقع لها بدورها مكانة مميزة.. ومواهب هؤلاء الممثلات الثلاث على الخصوص، ومن أجيال مختلفة، هى ما جعلتنى أصبر على مشاهدة الجزء الثالث، الذى لم يأت ممتعًا بنفس درجة الجزءين الأول والثاني، خصوصًا بسبب عدم استكمال بعض الممثلين لأدوارهم، وفى المقدمة الموهوبة المناسبة للدور إيمى سمير غانم، وقد حلت محلها ناهد السباعى وهى أيضًا موهوبة ولكن غير مناسبة.