قبل يومين من توجه سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، إلى القدس للقاء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى - حسب المراقبين - الزيارة جاءت مفاجئة للأوساط السياسية، خاصة وأنها تأتى عقب جولة إفريقية مؤثرة لنتنياهو فى إفريقيا رافقتها موجة محلية من الانتقاد العنيف لإثيوبيا وإريتريا التى قيل إنها منحت قواعد عسكرية لإسرائيل على أراضيها وهو ما يؤثر على سلامة البحر الأحمر ويقلم أظافر مصر فى باب المندب.
زيارة شكرى التى تمت إحاطتها بالسرية لا بد أن يكون لها ما بعدها، فالصراع واضح وخريطة المنطقة على صفيح ساخن وصراع المصالح هو الأعلى صوتًا، لا نتوقع أحداثًا درامية حسب ما يريد البعض، ولكن من المهم أن ترى الجبهة الداخلية المصرية تحركات مصرية أكثر أثرًا وفاعلية فى منطقة القرن الإفريقى ومنطقة منابع النيل، ومن المؤكد أنه ليس من بين تلك التحركات تحرك عسكري، ولكنه التحرك الذى يرفع من شأن تبادل المصالح والتوافق على عدم الإضرار للأطراف المرتبطة تاريخيًا.
ولعل خطوة بنيامين وصورته الصادمة وخطابه فى البرلمان الإثيوبى، وحديثه المشبوه عن قضية المياه هى أخطر ما فى القضية، حيث قال نصًا «نعمل معًا من أجل أن تصب المياه فى أى اتجاه تريدون»، وهنا مربط الفرس ونقطة الصراع القادم، الخبرات الإسرائيلية فى مجال الاقتصاد الزراعى وهندسة مياه الرى تنتقل مجانًا إلى منطقة منابع النيل، وهو ما تحتاجه إثيوبيا والدول المجاورة، ولا يمكن لعاقل أن ينتقد التصرف الإثيوبى ولا يمكن فرض الوصاية عليها من منطلقات إنشائية وعاطفية، فإذا تكلم الاقتصاد سقطت التوازنات وغاب التاريخ. وإذا كان هناك من نقد فلا بد أن يتجه للإدارة المصرية التى غابت طويلًا عن ذلك الميدان، سواء بثقة فى العلاقات الجنوبية أو بغطرسة انتهى زمانها أو بقصد الإضرار بمصالحنا لنرى ما نراه الآن، على كل حال أن تأتى متأخرًا أفضل من ألا تأتى أبدًا، هذه هى الساحة، وهذا هو الملعب مفتوح لكل الأطراف، التوصيات وأجندة العمل المصرى الإفريقى موجودة منذ زمن طويل، ولن تتعب الخارجية المصرية فى بعثها من جديد، بقليل من الجهد وفحص أوراق الراحل بطرس غالى يمكن بدء المسير، ليس بطرس غالى وحده ولكننا ولله الحمد لدينا عشرات الخبراء المتخصصين فى الشأن الإفريقى والعديد من مراكز الأبحاث التى لم تصمت وقت أن صمتت إدارة البلاد، اسألوا الباحث الكبير والوطنى المخلص حلمى شعراوى، استمعوا لصوت العقل والعلم والحكمة لنخرج من المأزق. لا مكان للفهلوة ولا للغطرسة والغرور، المأزق يأتى لنا هذه المرة فى ظرف ملعون حيث ما زالت خلايا الإرهاب تتحرك على حدود بلادنا، وما زال الداخل المصرى متعطشاً للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فى ظل هذا التعقيد نحتاج إلى إدارة قادرة وحاسمة ومرنة، نحتاج إلى العقل أكثر ما نحتاج إلى العواطف، نحتاج إلى خبراء حقيقيين أكثر ما نحتاج إلى المستشارين كذابى الزفة الذين يطلون علينا من شاشات الفضائيات ليقنعونا بقدرتهم على تحويل الفسيخ إلى شربات. الحدث جلل بالفعل والظرف مرتبك والخروج من عنق الزجاجة لا بديل سواه، أنجزت مصر خطوات مهمة فى السنوات القلية الماضية، وما زال أمامها الكثير لتنجزه، فالمعركة ببساطة هى أن نثبت وجودنا وحياتنا ومصيرنا ومستقبل أولادنا أو نودع التاريخ دون رجعة، لا مجال لحل وسط فى تلك المعركة، أملنا كبير فى تجاوز الموقف والخروج منه بمكتسبات عادلة، وسوف يتحقق هذا بارتفاع صوت العلم على صوت الدروشة، بتقدم المتخصصين وتراجع المنافقين، بتمكين القدرات المصرية لتتخذ موضعها على خريطة العمل ومحاسبة الفاسدين، سننتصر لأنه لا يوجد خيار آخر.
زيارة شكرى التى تمت إحاطتها بالسرية لا بد أن يكون لها ما بعدها، فالصراع واضح وخريطة المنطقة على صفيح ساخن وصراع المصالح هو الأعلى صوتًا، لا نتوقع أحداثًا درامية حسب ما يريد البعض، ولكن من المهم أن ترى الجبهة الداخلية المصرية تحركات مصرية أكثر أثرًا وفاعلية فى منطقة القرن الإفريقى ومنطقة منابع النيل، ومن المؤكد أنه ليس من بين تلك التحركات تحرك عسكري، ولكنه التحرك الذى يرفع من شأن تبادل المصالح والتوافق على عدم الإضرار للأطراف المرتبطة تاريخيًا.
ولعل خطوة بنيامين وصورته الصادمة وخطابه فى البرلمان الإثيوبى، وحديثه المشبوه عن قضية المياه هى أخطر ما فى القضية، حيث قال نصًا «نعمل معًا من أجل أن تصب المياه فى أى اتجاه تريدون»، وهنا مربط الفرس ونقطة الصراع القادم، الخبرات الإسرائيلية فى مجال الاقتصاد الزراعى وهندسة مياه الرى تنتقل مجانًا إلى منطقة منابع النيل، وهو ما تحتاجه إثيوبيا والدول المجاورة، ولا يمكن لعاقل أن ينتقد التصرف الإثيوبى ولا يمكن فرض الوصاية عليها من منطلقات إنشائية وعاطفية، فإذا تكلم الاقتصاد سقطت التوازنات وغاب التاريخ. وإذا كان هناك من نقد فلا بد أن يتجه للإدارة المصرية التى غابت طويلًا عن ذلك الميدان، سواء بثقة فى العلاقات الجنوبية أو بغطرسة انتهى زمانها أو بقصد الإضرار بمصالحنا لنرى ما نراه الآن، على كل حال أن تأتى متأخرًا أفضل من ألا تأتى أبدًا، هذه هى الساحة، وهذا هو الملعب مفتوح لكل الأطراف، التوصيات وأجندة العمل المصرى الإفريقى موجودة منذ زمن طويل، ولن تتعب الخارجية المصرية فى بعثها من جديد، بقليل من الجهد وفحص أوراق الراحل بطرس غالى يمكن بدء المسير، ليس بطرس غالى وحده ولكننا ولله الحمد لدينا عشرات الخبراء المتخصصين فى الشأن الإفريقى والعديد من مراكز الأبحاث التى لم تصمت وقت أن صمتت إدارة البلاد، اسألوا الباحث الكبير والوطنى المخلص حلمى شعراوى، استمعوا لصوت العقل والعلم والحكمة لنخرج من المأزق. لا مكان للفهلوة ولا للغطرسة والغرور، المأزق يأتى لنا هذه المرة فى ظرف ملعون حيث ما زالت خلايا الإرهاب تتحرك على حدود بلادنا، وما زال الداخل المصرى متعطشاً للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فى ظل هذا التعقيد نحتاج إلى إدارة قادرة وحاسمة ومرنة، نحتاج إلى العقل أكثر ما نحتاج إلى العواطف، نحتاج إلى خبراء حقيقيين أكثر ما نحتاج إلى المستشارين كذابى الزفة الذين يطلون علينا من شاشات الفضائيات ليقنعونا بقدرتهم على تحويل الفسيخ إلى شربات. الحدث جلل بالفعل والظرف مرتبك والخروج من عنق الزجاجة لا بديل سواه، أنجزت مصر خطوات مهمة فى السنوات القلية الماضية، وما زال أمامها الكثير لتنجزه، فالمعركة ببساطة هى أن نثبت وجودنا وحياتنا ومصيرنا ومستقبل أولادنا أو نودع التاريخ دون رجعة، لا مجال لحل وسط فى تلك المعركة، أملنا كبير فى تجاوز الموقف والخروج منه بمكتسبات عادلة، وسوف يتحقق هذا بارتفاع صوت العلم على صوت الدروشة، بتقدم المتخصصين وتراجع المنافقين، بتمكين القدرات المصرية لتتخذ موضعها على خريطة العمل ومحاسبة الفاسدين، سننتصر لأنه لا يوجد خيار آخر.