يعشعش الإرهاب والتطرف في البيئة التي يعيش فيها النّاس يأكل مما يأكلون، وقد يتنفس من رئة المجتمع مشاركًا إياهم في أدق تفاصيل حياتهم، فهؤلاء قد يستخدمون هذه الظواهر في ممارسة غريزة الحياة اليومية! يُولد الإرهاب من رحم هذه الحياة وتقاليد الناس وعاداتهم اليومية، قد يزينها فهمهم الخاطئ للدين فيصبح هذا الدين المغلوط محور حياتهم، فيتحول أبناء المجتمع من كونهم ضحايا للمجتمع إلى جناة يمارسون الإرهاب والتطرف بصورة المختلفة.
في المفهوم العام للتطرف، يقول اللغويون: "هو الإمساك بأطراف الشيء أو الابتعاد عن وسطية الفهم الصحيح للأمور"، فتطرف المرء في اختياراته يدفعه لأن يكون متطرفًا في نواحي الحياة المختلفة، بل يصل هذا التطرف فيما بعد إلى الفكر، وهنا يتحول التطرف الفكري إلى تطرف سلوكي عدواني يدفع صاحبه بداية لمخاصمة عدوه أو مَن يظنه كذلك، تطور هذه المخاصمة يدفع هؤلاء لممارسة دورهم في التخلص من حياة من يعارضونهم، ويصل التطرف إلى مستوى أكبر وهو ممارسة الإرهاب والقتل بقسوة.
البيئة المصرية طاردة لكافة أشكال التطرف والإرهاب ولكنها في ذات الوقت قابلة للأفكار الوافدة بعبوسها ومزاجها العام الذي لا يتوافق مع المجتمع، وفي ظني أن الواقع الحقيقي وصمام الأمان في مواجهة هذه الأفكار يكون من خلال نشر ثقافة التسامح ليس على مستوى الخطاب الديني فقط، وإنما على كافة المستويات، فقد يكون التطرف في انتقادنا لسلوكيات المتطرفين والذي يدفع بعضنا لممارسة أشكال من التطرف في مواجهة الآخرين، أو يكون مبررًا لممارسة مزيد من التطرف في البيئة المصرية.
ولذلك على كافة مؤسساتنا أن تضرب مثالًا للتسامح في تعاملها مع الآخرين من خلال إدارة حوار عميق لمواجهة التنظيمات الدينية، فالحوار صيغة ناجعة لمواجهة أي تطرف هو بطبيعة الحال حالة استثنائية لا تُعبر عن حقيقة المجتمع من حيث أصالته، قد يكون الحوار علاجًا للظاهرة ولكنه مضمون النتائج ولا ينفي أشكال المواجهة الأخرى، فالحوار لا بد أن يكون مع مَن يمارسون إرهابًا من خلال أفكارهم المتناثرة شرقًا وغربًا، فإذا ما وصل التهديد للتحريض من خلال هذه الأفكار أو شكل خطرًا على الأمن القومي فهنا المصلحة العامة تقتضي أشكالًا من المواجهة تنتفي مع فكرة الحوار فقط.
مارست التنظيمات المتطرفة الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي وحاولت بصور مختلفة اجتذاب أعداد كبيرة من الشعب المصري لصفوفها، فتارة يتحدثون إلى الفقراء ينعون أحوالهم ويطالبونهم بالانضمام لصفوفهم، وتارة يتحدثون إلى السياسيين يتحدثون إليهم عن ضرورة إتاحة منابر للتعبير عن الرأي أكثر من الموجودة الآن، وتارة ثالثة وهو ما تقوم جماعة أنصار بيت المقدس بعمله في شبة جزيرة سيناء من خلال التوحد مع الجنائيين والقتلة وتجار المخدرات والأسلحة الصادر بحقهم أحكام في جبال سيناء، بهدف تحقيق مصلحة مشتركة من خلال قتال الدولة التي تواجة الإثنين.
في كل الحالات التي يحاول الإرهاب القيام بأدوار من شأنها إسقاط الدولة يسقط رجاله المعبرون عنه، ولكن تظل الأفكار نبتًا شيطانيًا تجد من يُسقيها المال ويقلع ثمارها فيما بعد، وتبدو المشكلة هنا حسب تصوري في عدم وجود رؤية واضحة لمواجهة الإرهاب والتطرف، فكافة مؤسسات المجتمع تضع عبء مواجهة الإرهاب على عاتق الأجهزة الأمنية سواء الشرطة الداخلية أو القوات المسلحة فقط وتبحث لها عن مهام أخرى، مما يؤدي لظهور بذور الإرهاب أو تجددها مع الوقت.
الإرهاب مثل الجرثومة المختبئة قد تظهر لك أنها فارقت الحياة وقد تفارقها بالفعل، ولكن عوامل البيئة قد تُعيدها للحياة مرة ثانية، مما يستلزم دورًا لباقي مؤسسات المجتمع، فمواجهة الإرهاب لا يمكن أن تكون بالقوة فقط وإنما أحد أهم أدواتها الفاعلة يأتي معها دور المؤسسة الدينية والدور الثقافي والتنويري لباقي مؤسسات المجتمع ودور التعليم الذي يُربي أبناءنا على التطرف سواء من خلال المناهج أو من خلال سلوكيات هذه المؤسسات ومن يقوم بالتدريس فيها.
لا يمكن تحقيق نجاح حقيقي وفعلي في القضاء على الإرهاب والتطرف إلا إذا تكاتفت كافة مؤسسات المجتمع سواء الرسمية أو غير الرسمية وفق برامج مدروسة يعانق بعضها بعضًا هنا فقط يمكن أن تكون هناك نتيجة منظورة، ويمكن أن نقول إن المجتمع سوف يُطلق هذه الظاهرة للأبد ويُصبح مجتمعًا صحيًا سليمًا.
نجح المجتمع المصري في مواجهة تطرف الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا، رغم المحاولات الدؤوبة والمدروسة لاختراق المجتمع والتأثير في بنيته، فالمجتمع المصري طارد لظواهر الإرهاب وثقافته الجمعية رافضة لكافة صور التطرف، ويبدو مفهوم البسطاء من الناس في المجتمع المصري أكثر عمقًا في مواجهة التطرف والإرهاب من أكثر الدول التي تواجهه ظاهرة الإرهاب في الوقت الراهن، ولذلك لا نكون مبالغين إذا قلنا إن المجتمع المصري سوف يقهر الإرهاب ووجود هذه الظاهرة بهذه الصورة قد يعود لتقصير بعض المؤسسات المجتمعية في المواجهة، فوضوح الرؤية والتنسيق قد يخلق مجتمعًا أكثر ذكاءً في مواجهة الإرهاب.
البيئة المصرية طاردة لكافة أشكال التطرف والإرهاب ولكنها في ذات الوقت قابلة للأفكار الوافدة بعبوسها ومزاجها العام الذي لا يتوافق مع المجتمع، وفي ظني أن الواقع الحقيقي وصمام الأمان في مواجهة هذه الأفكار يكون من خلال نشر ثقافة التسامح ليس على مستوى الخطاب الديني فقط، وإنما على كافة المستويات، فقد يكون التطرف في انتقادنا لسلوكيات المتطرفين والذي يدفع بعضنا لممارسة أشكال من التطرف في مواجهة الآخرين، أو يكون مبررًا لممارسة مزيد من التطرف في البيئة المصرية.
ولذلك على كافة مؤسساتنا أن تضرب مثالًا للتسامح في تعاملها مع الآخرين من خلال إدارة حوار عميق لمواجهة التنظيمات الدينية، فالحوار صيغة ناجعة لمواجهة أي تطرف هو بطبيعة الحال حالة استثنائية لا تُعبر عن حقيقة المجتمع من حيث أصالته، قد يكون الحوار علاجًا للظاهرة ولكنه مضمون النتائج ولا ينفي أشكال المواجهة الأخرى، فالحوار لا بد أن يكون مع مَن يمارسون إرهابًا من خلال أفكارهم المتناثرة شرقًا وغربًا، فإذا ما وصل التهديد للتحريض من خلال هذه الأفكار أو شكل خطرًا على الأمن القومي فهنا المصلحة العامة تقتضي أشكالًا من المواجهة تنتفي مع فكرة الحوار فقط.
مارست التنظيمات المتطرفة الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي وحاولت بصور مختلفة اجتذاب أعداد كبيرة من الشعب المصري لصفوفها، فتارة يتحدثون إلى الفقراء ينعون أحوالهم ويطالبونهم بالانضمام لصفوفهم، وتارة يتحدثون إلى السياسيين يتحدثون إليهم عن ضرورة إتاحة منابر للتعبير عن الرأي أكثر من الموجودة الآن، وتارة ثالثة وهو ما تقوم جماعة أنصار بيت المقدس بعمله في شبة جزيرة سيناء من خلال التوحد مع الجنائيين والقتلة وتجار المخدرات والأسلحة الصادر بحقهم أحكام في جبال سيناء، بهدف تحقيق مصلحة مشتركة من خلال قتال الدولة التي تواجة الإثنين.
في كل الحالات التي يحاول الإرهاب القيام بأدوار من شأنها إسقاط الدولة يسقط رجاله المعبرون عنه، ولكن تظل الأفكار نبتًا شيطانيًا تجد من يُسقيها المال ويقلع ثمارها فيما بعد، وتبدو المشكلة هنا حسب تصوري في عدم وجود رؤية واضحة لمواجهة الإرهاب والتطرف، فكافة مؤسسات المجتمع تضع عبء مواجهة الإرهاب على عاتق الأجهزة الأمنية سواء الشرطة الداخلية أو القوات المسلحة فقط وتبحث لها عن مهام أخرى، مما يؤدي لظهور بذور الإرهاب أو تجددها مع الوقت.
الإرهاب مثل الجرثومة المختبئة قد تظهر لك أنها فارقت الحياة وقد تفارقها بالفعل، ولكن عوامل البيئة قد تُعيدها للحياة مرة ثانية، مما يستلزم دورًا لباقي مؤسسات المجتمع، فمواجهة الإرهاب لا يمكن أن تكون بالقوة فقط وإنما أحد أهم أدواتها الفاعلة يأتي معها دور المؤسسة الدينية والدور الثقافي والتنويري لباقي مؤسسات المجتمع ودور التعليم الذي يُربي أبناءنا على التطرف سواء من خلال المناهج أو من خلال سلوكيات هذه المؤسسات ومن يقوم بالتدريس فيها.
لا يمكن تحقيق نجاح حقيقي وفعلي في القضاء على الإرهاب والتطرف إلا إذا تكاتفت كافة مؤسسات المجتمع سواء الرسمية أو غير الرسمية وفق برامج مدروسة يعانق بعضها بعضًا هنا فقط يمكن أن تكون هناك نتيجة منظورة، ويمكن أن نقول إن المجتمع سوف يُطلق هذه الظاهرة للأبد ويُصبح مجتمعًا صحيًا سليمًا.
نجح المجتمع المصري في مواجهة تطرف الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا، رغم المحاولات الدؤوبة والمدروسة لاختراق المجتمع والتأثير في بنيته، فالمجتمع المصري طارد لظواهر الإرهاب وثقافته الجمعية رافضة لكافة صور التطرف، ويبدو مفهوم البسطاء من الناس في المجتمع المصري أكثر عمقًا في مواجهة التطرف والإرهاب من أكثر الدول التي تواجهه ظاهرة الإرهاب في الوقت الراهن، ولذلك لا نكون مبالغين إذا قلنا إن المجتمع المصري سوف يقهر الإرهاب ووجود هذه الظاهرة بهذه الصورة قد يعود لتقصير بعض المؤسسات المجتمعية في المواجهة، فوضوح الرؤية والتنسيق قد يخلق مجتمعًا أكثر ذكاءً في مواجهة الإرهاب.