دعانا الإعلامى الكبير والصديق العزيز والنائب فى البرلمان دكتور عبدالرحيم على، على مائدة إفطار رمضانية ولبيت الدعوة الكريمة، وأنا أفكر فى أن هذه خطوة عملاقة فى طريق التقدم إلى الديموقراطية بقدم ثابتة، لأن إذا كان نائب الشعب يتناول طعام الإفطار مع من أعطوه أصواتهم أيضا مع نخبة من الفنانين ووجهاء المجتمع، وحضور السيد محافظ الجيزة، ولأننا فى مصر نعرف قيمة العيش والملح ومشاطرة الطعام التى هى عقد بيننا يمنع الخيانة ويمنع التهرب من المساعدة، ويقول المصرى فى العادة «واكلين عيش وملح مع بعض»، وهذا العقد تشهد عليه السماء قبل البشر.
ولأن الإفطار ضم فنانين كبارًا مثل إيمان البحر درويش والممثل عمرو يسرى والمطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم، والذى قوبل بزفة من الزغاريد والتصفيق والهتاف، ولأننى جلست على اليمين وكان الزحام شديدا فلم أر الجانب الأيسر، وقد يكون بعض الفنانين أو وجهاء المجتمع حاضرين ولم أرهم.
وعندما دخل دكتور عبدالرحيم على بصحبة السيد المحافظ، وجلسا تقدم إليه كثير من المواطنين بأوراق أظن أن فيها شكاوى أو طلبات أخذها ووضعها فى جيبه بمنتهى العناية، وعندما انتهى طعام الإفطار وغادر الدكتور لحقت به وقلت «ينقص هذا الإفطار الميكروفون والسماعات حتى نستمع إلى كلمة وإلى وعود منك ومن السيد المحافظ» وفى الحال عاد الدكتور عبدالرحيم إلى الحديقة التى أقيم فيها هذا الإفطار الذى أصفه فى الحقيقة بخطوة جريئة لم تحدث من قبل، وهذا هو التحام القيادات والشعب فى محفل عام. فالسيد المحافظ يمثل السلطة التنفيذية والدكتور عبدالرحيم يمثل السلطة التشريعية والرقابية وأفراد الشعب من جميع الطوائف يمثلون الجمعية العمومية للوطن.
والشيء بالشيء يذكر، فأنا عضو فى لجنة الطفولة بوزارة الثقافة، وكان الصراف يأتى بكشف ليسلمنا مكافأة جلسات الحضور، وهى مكافأة رمزية أظن أنها وضعت أيام العظيم ثروت عكاشة، وليس هذا بيت القصيد، ولكن كنا نترك بعضًا من النقود وفوجئنا بأن الوزارة استخرجت لنا كروت «أى تى إم» على البنك الأهلى نصرف بها هذه المكافأة، وأنا أرى أيضا أن هذه طريقة من الطرق الكثيرة للإصلاح، فلا أحد يستطيع أن ينكر المبالغ التى حصل عليها لأنها مسجلة فى البنك، ولا يستطيع أحد أن يحصل عليها إلا بالكارت الشخصى له وبالرقم السرى الخاص بهذا الكارت، والذى يعرفه هو فقط وأنا أرى أن هذه الخطوة عملاقة، ويا حبذا لو أخذنا بالنظام الأمريكى «دبليو ٢» الخاص بالضرائب، وهو أن يبعث لى صاحب العمل بيانا بالمبالغ التى تقاضيتها، والمبالغ التى تم خصمها طوال العام لصالح الضرائب أو التأمينات الاجتماعية، ويرسل صاحب العمل نفس الكشف إلى مصلحة الضرائب، لأن هذا النظام يمنع التهرب الضريبى ويمنع اللجان والمصالحات والقضايا، وأيضا يخفف بصورة غير مباشرة الضغط على المرور، حيث إننى فى كل عام أتوجه لكل مكان عملت فيه أو تعاملت معه لاستخراج شهادة بالمبالغ التى تقاضيتها والمبالغ التى خصمت لصالح مصلحة الضرائب، حتى تتم المحاسبة فى نهاية العام.
ولقد ذكرت هذا الموضوع وأتمنى من سيادة النائب دكتور عبدالرحيم على تبنى هذا المشروع، حتى تخف الأعباء عن الدولة أى الحكومة والشعب لأن المستفيد هما الاثنان معًا، ولا خسارة فى وضع الأمور فى نصابها. ولقد كنت أتمنى أن يقيم الدكتور النائب حفلًا فى أى يوم من أيام العيد يشترك فيه بعض النجوم أو الفرق لإسعاد الشعب والاحتفال بالعيد أعاده الله على الكرة الأرضية بالخير والسلام فالحياة ليست «أكل وشرب» فقط وقد بح صوتى وجف المداد من قلمى، وأنا أنادى بأن إذا كانت هناك ميزانية لإصلاح ميدان ما فلا بد من اقتطاع جزء من هذه الميزانية للصرف على رفع مستوى التذوق عند الناس، حتى يحافظوا على الإصلاح الذى تم.