من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام.. هكذا قال الأديب الأسطوري "شكسبير"، فلا تخلو حياة إنسان -أيًا كان- من التجارب والضيقات، يسلّط الشيطان على الإنسان ناس تضايقه، يدخله في دائرة الأفكار التي لا تنتهي، ولكن حدوث تلك التجارب لا يعني مطلقًا تخلى الله عمن أصابتهم تلك المتاعب والضيقات، كما لا تعنى غضبه عليهم أو عدم رضاه، بل يسمح بالتجربة لمنفعتهم.
كثير منا يخوض معارك حياتية سواء في العمل أو الحياة الزوجية أو نتيجة خلاف عائلي، وكثير منا يستسلم لظلام هذه الليالي التي يقضيها بين أسنان الخناق والعراك، ولكن حتى إن كانت المشكلة تبدو شرًا في ذاتها، فإن الله بصلاحه قادر أن يحوّلها إلى خير.
احترس؛ لأن بداخلك أسد مفترس، زئير يعلو صوته، يستغل ضعفك البشري، فيلتهم محبتك وسلامك منك، وحينما تضعف مناعتك تنقل لك العدوة السامة، ومن ثم تتحول لأسد مفترس مثله جائع طوال الوقت للخناق والعراك، فتخسر كل من حولك، وتذهب ثقتك في نفسك بعيدًا تتجول بين أوهام اختلقها الزئير الغاضب "اللا مفهوم".
لا تخسر كل شيء وإن كان لك حق ستأخذه، وإن لم تأخذه فالله يرى ويسمع وسيتكلم في الوقت المناسب، أما أنت فإذا ضاقت بك الحياة لا تقل: "أنا عندي هم كبير"، بل قل: "يا همي، أنا لي رب كبير".
لا تخسر كل شيء، وكما قالوا:
ازْرَعْ جميلًا ولو في غيرِ موضِعِهِ
فلن يضيعَ جميلٌ أينما رُزِع
لذلك اقفل شبابيك حياتك في وقت الضيق حتى لا يتسلل شيطان الفرص الضائعة، وافتح قلبك للحب والسلام لكي يدخل ويزيل أي حزن، فكّر فيها.